محليات
516
خبيرة حقوقية أمريكية لـ الشرق: نهج رائد للدوحة لحماية العمال من الإجهاد الحراري
شيري ماكارثي
واشنطن- زينب إبراهيم
أكدت شيري ماكارثي، المنسقة العامة بمنظمة جلوبال ليجال ريفورم وعضو لجنة مبادرة إصلاح العمالة والهجرة التابعة لمنظمة الأمم المتحدة على أهمية الإشادات الدولية العديدة التي تلقاها قطر من المنظمات الحقوقية العالمية في إطار جهودها التي اعتبروا أنها رائدة والأكثر شمولاً فيما يتعلق بحماية بيئة العمل ودعم حقوق العمال، ونموذج مهم يجب الاتجاه نحوه وتبنيه في بيئة العمل بالمنطقة.
وقالت ماكارثي لـ الشرق أن هذه الإشادات الدولية جاءت من العديد من الخبراء والمسؤولين البارزين بحقوق العمال والذين دعوا لمؤتمر مرتقب يتم عقده في الدوحة بمشاركة منظمة العمل الدولية من أجل الاستفادة من التشريعات القطرية ودعم نهجها بشكل شامل كنموذج ينبغي التطلع إليه في المنطقة الخليجية تحديداً، معتبرة أن جهود قطر التشريعية في هذا الصدد ارتبطت بحقوق العمال ذاتها، خاصة مع بدء ارتفاع درجات الحرارة في منطقة الخليج، فإن الدوحة كانت سباقة في سن تشريع جديد يوفّر حماية إضافية للعمّال من الإجهاد الحرار.
التشريعات القطرية
وتقول شيري ماكارثي، الخبيرة الحقوقية الأمريكية: إنه منذ إعلان قطر عن قانونها الخاص بحظر العمل في الخارج بين السّاعة العاشرة صباحًا والسّاعة الثّالثة والنّصف من بعد الظّهر في الفترة الممتدّة من 1 يونيو إلى 15 سبتمبر، والذي جاء ليحلّ محلّ القرار الصّادر في العام 2007، والذي كان يحظّر العمل في الأماكن المكشوفة بين السّاعة الحادية عشرة والنّصف صباحًا والسّاعة الثاّلثة من بعد الظّهر، من 15 /يونيو إلى 31/أغسطس، كل هذا كان تطوراً لافتاً من قطر استحق الإشادة بل والسعي الإضافي من أجل تطبيق مثل هذه القوانين المهمة في الدول المجاورة لقطر والتي تتمتع ببعض من الظروف المشابهة.
وصحيح إن قطر في فترة استعداداتها لكأس العالم وإلى الآن عقدت الكثير من التشريعات المهمة لحماية حقوق العمال وتعزيز بيئة العمل في قطر، ولكن كان هناك عناية خاصة بظروف العمل خاصة في فصل الصيف، ذلك بتأثيرات مباشرة سنت قانوناً في ضرورة إيقاف العمل إذا تجاوز مؤشّر الحرارة لجهاز البُصيلة الرّطبة الكرويّة الـ 32.1 درجة مئويّة في مكان عمل معيّن وهذا الجهاز يأخذ في الاعتبار درجة حرارة البيئة المحيطة بالمكان والرّطوبة والإشعاع الشّمسي وسرعة الرّياح، وكلها معايير ومحددات علمية كان سنها والاستناد إليها قانوناً بمثابة تطوير بارز لمنظومة العمل القانونية ما جعل الخبراء والمراقبين القانونين يطلقون عليها منظومة العمل الأكثر شمولاً في المنطقة الخليجية بأكملها.
بيئة العمل
وتابعت شيري ماكارثي لمنسقة العامة بمنظمة جلوبال ليجال ريفورم، في تصريحاتها لـ الشرق قائلة: إنه بمراقبة بيئة العمل في قطر وما طرأ عليها من تحسينات مهمة ساهمت في التخفيف من مخاطر الإجهاد الحراري الذي يتعرض له العمال، وارتقاء معايير الصحة والسلامة جراء ذلك، والنتائج الإيجابية التي حققتها قطر في هذا الصدد فيبدو أن الإجراءات التي تبنتها قطر في هذا القانون تجعله من الأبرز بالفعل في قوانين العمل والسلامة والصحة المهنية بالمنطقة، والمميز أن مشروع قطر تميز بأبحاث علمية في استقاء المعلومات عبر بيانات واسترشادات وأبحاث ميدانية وأكاديمية، وأيضاً قوانين محددة لدرجة الحرارة بمراعاة التوقيت والبيئة والرطوبة والمحددات الأخرى وضمها لمعايير صحية من إجراء فحوص طبية دورية كل عام للعاملين كجزء من بطاقة إلزامية للشركات.
إشادات متخصصة
وأشارت شيري ماكارثي، عضوة لجنة مبادرة إصلاح العمالة والهجرة التابعة لمنظمة الأمم المتحدة إلى ان كثيرا من الخبراء الدوليين البارزين في مجال الصحة المهنية أشادوا بتجربة قطر، خاصة في الخطوات التي يتم التباحث فيها بين الخبراء والحكومة القطرية ومنظمة العمل الدولية من أجل إنشاء مركز “امتياز” للإجهاد الحراري للتأثير على دول الخليج الأخرى لتعزيز حماية العمال من درجات الحرارة والرطوبة الشديدة، وعقد مؤتمر تحت إشراف منظمة العمل الدولية، من أجل البناء على القواعد التشريعية المهمة وتجربة قطر الناجحة منذ عامين والتي عرفت بأنها الأكثر شمولاً في الخليج على حسب وصفهم، حيث اعتبر أندرياس فلوريس، الأستاذ المساعد في جامعة ثيسالي اليونانية، أن قطر يمكن أن تنشر هذا العمل، وتدعم البلدان الأخرى وتزودهم بخارطة طريق لكيفية معالجة هذه المشكلة في جميع أنحاء المنطقة العربية، ويقول جيسون غلاسر، رئيس منظمة أبحاث الصحة المهنية “لا إيسلا نيت وورك”: إن التشريعات تجربة مصغرة يمكن الاعتماد عليها وتوسيع الحلول لنقلها إلى عدد من الدول الخليجية المجاورة.
تميز قطري
واختتمت شيري ماكارثي، الخبيرة الحقوقية الأمريكية، تصريحاتها قائلة: إن ما ميز أيضاً تجربة قطر في الاستفادة منها هو أنها عقدت قبل أربعة أعوام عبر تنسيق وزاري بين وزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية ومنظّمة العمل الدوليّة واللّجنة العليا للمشاريع والإرث أكبر دراسة في العالم حول الإجهاد الحراري في قطر، وقد كلف مختبر فايم من جامعة ثيساليا في اليونان، حسبما أشاد الباحث أندرياس فلوريس، بدور المركز كمؤسسة رائدة في هذا المجال، بجمع البيانات عن صحة العمّال وضغط العمل على امتداد فترة الصّيف من ذاك العام وقد غطّت الدراسة أكثر من 5,500 ساعة عمل، وهي خطوات حظيت بإشادة بارزة من ممثّلي منظّمات العمّال ومنظّمات أصحاب العمل بهذه التّغييرات والتشريعات المهمة معتبرين أن سلامة العمّال وصحّتهم المهنيّتان أولويّة لأصحاب العمل، وتدعيم من إجراءات التخفيف من خطر الإجهاد الحراري في صفوف العمّال وحمايتهم وتأمين ظروف عمل ملائمة للجميع، والتطلع إلى أن توفّر هذه الأدوات والقواعد الجديدة الوضوح اللّازم لأصحاب العمل للحدّ من هكذا حوادث، مع ترحيب كبير من الاتحاد الدولي لنقابات العمال الذي اعتبر أن الجهود الإيجابية تتواصل من الحكومة القطرية لحماية صحّة العمّال وسلامتهم في العمل، ذلك في ظل التّأثيرات السلبيّة لتغيّر المناخ على العمّال في كلّ أنحاء العالم، والتوقعات بالاستفادة من التجربة القطرية وأن تقرّ بلدان إضافيّة تشريعات للتّخفيف من الإجهاد الحراري في المستقبل القريب.
مساحة إعلانية