محليات
34
الدوحة – موقع الشرق
مدير برنامج التسريع بالواحة يتناول أساسيات صياغة العروض المثالية خلال المؤتمر التكنولوجي العالمي
في كثير من الأحيان، يؤشر عدم وجود فكرة تجارية رائعة مع عدم القدرة على عرضها بكفاءة على احتمالية خسارة الشركات الناشئة للعديد من فرص الاستثمار الرئيسية. هذا ما أكده السيد محمد ذبيان، مدير برنامج التسريع في واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، عضو مؤسسة قطر، خلال محاضرته الرئيسية التي ألقاها على هامش فعاليات قمة الويب قطر 2024، المنعقدة حاليًا.
وأضاف ذبيان أن الأشخاص الذين يبدؤون مسيرتهم في مجال ريادة الأعمال يتعين عليهم أن يدركوا أهمية صياغة عرض مقنع يمكن أن يساعد بشكل حاسم في تعزيز تفاعل المستثمرين مع عروضهم. وقال بهذا الخصوص: “تبرز أهمية مهارة العرض، وهي التعبير بوضوح عن قيمة فكرة شركتك الناشئة عبر التركيز على فرصة العمل، بدلاً من التورط في استخدام المصطلحات الفنية المتعلقة بكيفية طرحها. وعند تمثيلك لشركة ناشئة، فإنك تقدم عرضًا للمستثمرين الذي يولون اهتمامًا كبيرًا لفرص العمل مع عدم التركيز على المصطلحات المعقدة أو الحجج القابلة للنقاش”.
وشدد على أن “المستثمرين يرغبون في الاستماع إلى عروض واضحة ومباشرة وقابلة للتحقق بنسبة مائة في المائة قبل إصدار قرار باستثمار أموالهم. ويمكن أن يشكل ذلك تحديًا لرواد الأعمال الطموحين لأنهم ينطلقون بعقلية مختلفة عن المستثمر، حيث يكون هناك اختلال بين ما يريدون توصيله وما يبحث عنه المستثمر. ويميل العديد من مؤسسي الشركات الناشئة إلى التعمق في تناول الجوانب الفنية لمنتجهم في عرضهم، الذي لا يتوافق ببساطة مع مصالح المستثمرين، وبالتالي يخفقون في جذب انتباههم”.
والجدير بالذكر أن ذبيان يتمتع بخبرة واسعة، حيث سبق له أن عمل في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا لدى شركات ناشئة في مراحل مختلفة من التطوير. وهو يدير حاليًا برنامجين لتسريع الأعمال في واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا: وهما برنامج تسريع تطوير المشاريع التكنولوجية “أكسيليريت”، و مسرع الأفكار “ELV8” (مسرع مرحلة النمو). وأشار ذبيان إلى أن أحد أهم الاعتبارات التي يجب أن تكون موجودة في العرض القوي هي التأكد من أن المحتوى بسيط وسهل الفهم بالنسبة للمستثمر.
في سياق ذلك، قال: “عند الاستماع إلى العرض، يرغب المستثمرون في فهم قيمة فكرتك، وكيف ستحل المشكلات التي قد تواجه المستخدم النهائي، إلى جانب رؤية ما إذا كانت الفكرة تحمل القدرة على تحقيق عائد على الاستثمار. ولا ينبغي لأي من ذلك أن يتضمن مصطلحات متخصصة وصعبة.”
وأشار ذبيان إلى 130 من الحاضرين أن محتوى العرض يجب أن يتمحور حول هذه الاهتمامات الحيوية للمستثمرين، مضيفًا “هناك خطأ شائع آخر ترتكبه الشركات الناشئة أثناء عملية تقديم العروض وهو تضمين تفاصيل حول ميزات محددة لمنتجها أو خدمتها أو الاستمرار في شرح أنواع الأدوات أو الموارد التي ستستخدمها لتطوير أفكارها.”
وتابع قوله: “يكون لدى عارض الفكرة مدة من ثلاث إلى أربع دقائق فقط أو 5 دقائق بحد أقصى في بعض الحالات، لعرض فكرته على المستثمر. ويجب على مؤسسي الشركات الناشئة أن يدركوا أنهم لا يستطيعون تقديم جميع المعلومات حول مشروعهم خلال ذلك الوقت؛ وبالتالي يجب عليهم التركيز على أهم المعلومات وتقديمها بأوضح طريقة ممكنة. ومن المثالي أن يكون لدى مقدم العرض 10 شرائح بحد أقصى في العرض والتأكد من أنها تغطي فقط العناصر الأكثر أهمية لفكرة العمل، وهي القيمة التجارية والتسويقية والإمكانات والفريق.”
وأبرز أن المستثمرين يدركون أن هناك شكوكًا تحيط بالاستثمار في الشركات الناشئة، وخاصة في مراحلها المبكرة. ومع ذلك، فإن نجاح الشركة الناشئة وقدرتها على التعامل مع هذه التحديات الناشئة سيعتمد على فريقها. وأوضح أن الفريق الجيد الذي يتمتع بخبرات متنوعة في جوانب مختلفة، مثل الأعمال والتكنولوجيا والعلاقات مع العملاء، على سبيل المثال لا الحصر، سيستفيد من هذه الخبرات بشكل كبير في السنوات القليلة الأولى من بدء عمل الشركة الناشئة.”
وإلى جانب طرح نصائح مهمة حول صياغة العروض الجاهزة للمستثمرين، قدَّم ذبيان أدوات مفيدة للحاضرين، بما في ذلك مصادر يمكن من خلالها العثور على قوالب للعروض والصور عالية الجودة، بالإضافة إلى أدوات النماذج الأولية اللازمة لإنشاء نماذج أولية يمكن استخدامها أثناء إعداد العروض التجارية.
وتشارك واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، عضو مؤسسة قطر، في قمة الويب قطر 2024 بصفتها شريكًا ماسيًا للقمة. ويمكن لزوار القمة التواصل مع خبراء الواحة بالإضافة إلى بعض الشركات الناشئة التي تدعمها في جناح واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا رقم (E218)، و”جزيرة الشركات الناشئة” التابعة للواحة.
مساحة إعلانية