محليات
0
دراسات تؤكد أهمية التعليم خارج أسوار المدرسة على التحصيل العلمي.. ماذا لو طبقت في قطر؟
الدوحة – موقع الشرق
في فصول دراسية داخل مبنى مدرسي بأسوار عالية وبمساحات إسمنتية يُحاط الصغار، ويقتصر تعليمهم على الأنشطة الداخلية، ونادراً ما يذهبون في رحلات مدرسية تعليمية كزيارة المتاحف والمكتبات أو الحدائق العامة والأماكن الخضراء وغيرها من أماكن مهيأة لاحتواء الطلبة الأطفال.
فقد بينت الأبحاث والدراسات أن نشوء الأطفال وسط الطبيعة، والتعلم في مدارس محاطة بالمساحات الخضراء، يرفع مستوى الذكاء لديهم، ويجعلهم أكثر قدرة على الاستيعاب، وعلى اكتساب المهارات الاجتماعية، بالمقارنة مع تلاميذ المدارس في المدن.
ولبيان ميزات هذا النوع من التعليم، يمكن النظر كيف أضحى طلاب المرحلة الابتدائية في أكاديمية قطر – الوكرة، إحدى مدارس مؤسسة قطر، مفتونون بزراعة الفواكه والخضروات لمجرد مشاركتهم في حوار افتراضي مع أحد خبراء المزارع المحلية حدثهم عن كيفية زراعتها، وفق مقال منشور على الموقع الرسمي لمؤسسة قطر.
فماذا لو طبقت المدارس في قطر مفهوم تخصيص ساعات أسبوعية للقيام برحلات تعليمية خارج أسوار المدرسة، إلى الحدائق والمتاحف وغيرها من الأماكن العامة التي تثري معارفهم وتوسع مداركهم بما ينعكس إيجاباً على مستوى تحصيلهم العلمي.
وبالحديث عن فوائد التعلم في الطبيعة أو وسط مساحات خضراء، ودراسة العلوم التطبيقية في الهواء الطلق، وزيارة الأماكن كالمتاحف، أشارت دراسات وأبحاث أجراها مختصون في برشلونة على الطلبة إلى العديد من الميزات، منها:
– يطور الإبداع ويساعد التلاميذ على حلّ العقبات.
– يعزز القدرات المعرفية لدى التلاميذ.
– يحسن الأداء الأكاديمي، فقد بين المعهد الأمريكي للبحوث في عام 2005 أن الطلاب الذين درسوا في الهواء الطلق وخضعوا للعلوم التجريبية القائمة على الطبيعة، تحسنت نتائجهم في اختبارات العلوم بنسبة 27 في المائة.
– يقلل من أعراض اضطراب نقص الانتباه لمن هم في عمر الخمس سنوات وما فوق.
– يزيد النشاط البدني، فالمدارس التي تكون وسط الطبيعة أو قريبة منها وتقوم بتعليم بعض أو أغلب الحصص في الطبيعة، يكون تلاميذها أكثر نشاطاً وأكثر إبداعاً.
– يحسن التغذية، فالأطفال في الطبيعة يصبحون أكثر عرضة لتناول الخضار والفواكه، وتزداد معرفتهم بالتغذية والأطعمة المغذية، ومن المرجح استمرار عاداتهم الغذائية الصحية طوال حياتهم.
– يحسن البصر، فقد ربطت أكاديمية طب العيون الأمريكية، في إحدى دراساتها عام 2011، بين قضاء المزيد من الوقت في الهواء الطلق وانخفاض معدلات قصر النظر.
-يحسن العلاقات الاجتماعية، فالأطفال الذين يقضون أوقاتاً أطول في الهواء الطلق يكونون أكثر ذكاء، وأكثر قدرة على الانسجام مع الآخرين، وأكثر سعادة نتيجة للعب خارج الأبواب المغلقة وبشكل غير منظم.
وأيا كانت درجة الحرارة، يقضي الأطفال في الدول الإسكندينافية يومهم في الجري في الغابة أو في بناء الأكواخ، حتى أن بعضهم يأخذ قيلولة في المساحات الخارجية، إذ تكون الأنشطة غالبا في الهواء الطلق العنصر الأساسي في التعليم المدرسي للصغار في شمال أوروبا، وفق وكالة “أ.ف.ب”.
وقالت ليزا بيستروم، معلمة أطفال، “نستخدم قطعا من الخشب لنؤكد لهم إمكانية استخدام أي عنصر في الطبيعة لتعلم الرياضيات”.
وأضافت بيستروم: “في المدرسة، كانوا ليجلسوا إلى مقاعدهم مستخدمين ورقة وقلما، لكننا نعتقد أن بإمكانهم تلقي المعلومات هنا بطريقة ممتعة أكثر”.
إن الحياة المدنية والتطور العمراني والخطط والمشاريع التنموية لدينا تشهد انتباها ملحوظا، فهل ندير اتجاه البوصلة قليلا والانتباه إلى بناء الإنسان والاستثمار فيه بتطوير قدراته وإمكانياته بتوفير بيئة تعليمية غير تقليدية.
وليس من شأن هذا، بأيّ حال من الأحوال، تقويض دور النظام التعليمي الرسمي، بل إنه يعمل على الاستفادة من جميع مساحات وأصول التعلم على اختلافها داخل أي مجتمع لدعم التعلّم الرسمي وتحفيز الطلبة.
مساحة إعلانية