محليات
38
هديل صابر
كشفت الدكتورة حنان المجلي -المُدير التنفيذي لإدارة الشؤون الإكلينيكية في مؤسسة الرعاية الصحية الأولية-، النقاب عن إدارة الشؤون الإكلينيكية في مؤسسة الرعاية الصحية الأولية تعكف على إجراء دراستين الأولى حول مرض السكري غير المنتظم حيث يعاني حوالي 18 % من المسجلين في مؤسسة الرعاية الصحية الأولية من مرض السكري من النوع الثاني، ومن هؤلاء المرضى هناك عدد كبير يعانون من عدم انتظام السكر، والذي قد يؤدي على المدى البعيد إلى مضاعفات وخيمة، وفي هذا السياق تقوم مؤسسة الرعاية الصحية الأولية حاليا بإجراء دراسة لمعرفة وجهات نظر مقدمي الرعاية الصحية الأولية ووجهات نظر المرضى حول أسباب عدم انتظام السكر وكيفية التعامل معه.
أما الدراسة الثانية فتتعلق بالرجفان الأذيني والذي يعد من أكثر الاضطرابات القلبية شيوعا في الدولة، حيث يحدث في 1-2 % من عامة السكان، لافتة إلى أنه في حالات الرجفان الأذيني يختل نظام ضربات القلب، وغالبا ما تزداد نبضات القلب بشدة واستمرار مما يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بمعدل خمسة أضعاف حيث تشير الإحصائيات إلى أنَّ من بين كل خمس حالات من السكتات الدماغية توجد حالة واحدة تعزى إلى عدم انتظام ضربات القلب، ويزداد معدل الإصابة بالرجفان الأذيني وانتشاره مع تقدم العمر، حيث يقدر بنسبة 0.5 % لمن تتراوح أعمارهم بين 40 و50 عاما، وتزيد لتصل إلى 5- 15 % لأولئك الذين تتجاوز أعمارهم 80 عاما، وتجري مؤسسة الرعاية الصحية الأولية الدراسة على الأفراد من عمر 65 عاما فما فوق.
وأضافت الدكتورة المجلي في تصريحاتها لـ”الشرق”، قائلة “إنَّ الدراسة ستتيح التشخيص المبكر لمرض الرجفان الأذيني في المجتمع، ومن ثم قد تسهم بتوجيه توصيات لوضع سياسة التحري عن الرجفان الأذيني في مؤسسة الرعاية الصحية الأولية، ويشارك في الدراسة 250 فرداً، وتشير النتائج الأولية إلى أنَّ 7 % من المشاركين الذين تتجاوز أعمارهم 75 عاما يعانون من الرجفان الأذيني غير المشخص مسبقا، وستستمر هذه الدراسة إلى أن يتم مسح العدد المطلوب من الفئة المستهدفة”.
نمط الحياة الصحي
وأكدت الدكتورة المجلي على أهمية الدراسات والبحوث، لافتة إلى أنَّ خلال الفترة الماضية تم الانتهاء من دراسة حول المعرفة والسلوكيات والممارسات المرتبطة بنمط الحياة الصحي بين السكان، والتي شارك فيها 935 فرداً، حيث أقرَّ 98.3 % من المشاركين بأهمية ممارسة النشاط البدني للحفاظ على صحة جيدة، كما أكد 84.7 % أن نقص النشاط البدني يرتبط بـزيـادة الوزن والـسمنة، فـي حين أن 50.5 % فقط مـن المشاركين يمارسون فعلياً شكلا من أشكال النشاط البدني، وأقرَّ 98.5 % مــن المشاركين في الدراسة بأهمية تناول الأطعمة الصحية، في الوقت الذي أشار فيه 10 % فقط إلى اتباعهم الإرشادات اليومية الموصى بها لتناول حصص الخضراوات والـفواكه، وأكد ثلث المشاركين تناولهم الأطعمة السريعة أو الوجبات ذات القيمة الغذائية المنخفضة بشكل متكرر.
مخاطر ما قبل السكري
ولفتت الدكتورة المجلي إلى دراسة أجريت حول تقييم مخاطر ما قبل السكري في دولة قطر، مشيرة إلى أنَّ مرحلة ما قبل الإصابة بالسكري تعد من العوامل الرئيسية التي تضاعف من خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني، لذلك يعد الكشف المبكر عن حالات ما قبل السكري ذا أهمية قصوى للحد من مرض السكري، مشيرة إلى أنَّ حاليا يعتمد تشخيص حالات ما قبل السكري على فحوصات الدم، وتعد هذه الطريقة غير مناسبة للمسح لذا تم تطوير أداة الفحص تسمى “مؤشر مخاطر ما قبل السكري في دولة قطر” (PRISQ) للتغلب على هذه التحديات، وقامت جامعة حمد بن خليفة بتطوير أداة الفحص باستخدام البيانات السريرية والديموغرافية والدراسات الحيوية المتاحة، وتعتمد هذه الأداة على معايير بسيطة وسهلة التطبيق مثل العمر، الجنس، مؤشر كتلة الجسم، محيط الخصر، ضغط الدم ويمكن استخدامها بشكل روتيني وعملي في العيادات، حيث تتمكن هذه الأداة من فرز الأفراد المــعــرضــين لـخـطـر كـبـيـر للإصابة بـمـرحـلـة مــا قـبـل الـسـكـري ومن ثم يتم إجراء فحص دم لهم لتأكيد التشخيص.
وأشارت الدكتورة المجلي إلى أنَّ مؤسسة الرعاية الصحية الأولية أجرت بــالــتــعــاون مــع جـامـعـة حـمـد بــن خـلـيـفـة دراسة للتحقق من دقة أداة الفحص المستخدمة في مراكز الرعاية الصحية، حيث أظهرت النتائج الأولية دقة الأداة بنسبة 95.4 % في اكتشاف الإصابة بمرحلة ما قبل السكري لدى الأفراد الذين تزيد أعمارهم على 40 عاما.
* 80 بحثاً إكلينيكياً
وفيما يتعلق بالبحوث، أكدت الدكتورة حنان المجلي أنَّ أحد الأدوار الرئيسية لإدارة البحوث الإكلينيكية هو إجراء البحوث بناءً على تحليل المعلومات المتاحة من السجلات الطبية الإلكترونية لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية وكذلك من خلال جمع البيانات الأولية لتحقيق الأهداف والتطلعات المخططة للرعاية الصحية الأولية في قطر، هذا وتعد الأمراض غير الانتقالية (المزمنة) من أبرز المواضيع التي يتم تناولها في البحوث المقدمة إلى إدارة البحوث الإكلينيكية وتشمل على سبيل المثال مرض السكري، ارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، كما تستقبل إدارة البحوث الإكلينيكية بصورة مستمرة بعض البحوث المتعلقة بالصحة النفسية، طب الأسنان، الصحة الوقائية وصحة الأم والطفل، إذ إنَّه قامت الإدارة ومن ضمن إنجازاتها بزيادة عدد البحوث المنشورة في المجلات الصحية العالمية ففي عام 2023 تلقت الإدارة حوالي 80 بحثا من أجل الموافقة عليها عن طريق لجنة المراجعة المؤسسية التابعة للإدارة.
* بوابة “بحوث”
وأكدت الدكتورة المجلي أنَّ مع نهاية عام 2022 أطلقت الرعاية الأولية، البوابة الإلكترونية “بحوث” التي وفرت نظاماً شاملاً لإدارة البحوث المُقدمة بهدف تسهيل الإجراءات أمام الباحثين وتوفير الوقت والجهد للحصول على الموافقات المطلوبة لإنجاز أعمالهم البحثية، ويعد إطلاق “بحوث” امتدادا للتحول الرقمي للخدمات في قطر عموما ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية على وجه الخصوص، كما وفرت البوابة للباحثين الأدوات اللازمة للحصول على الموافقات بكفاءة عالية وتوفير مُراقبة آمنة لدراساتهم البحثية.
مشيرة إلى أنَّ بوابة “بحوث” تُقدم للباحثين منصة مرنة سهلة الاستخدام، بحيث أصبحت نقطة وصول واحدة لجميع المعلومات المُتعلقة بتقديم البحوث وبذلك تمكن الباحثون من تتبع خطط أبحاثهم وفق جداول زمنية مُناسبة، وقد حرصت إدارة البحوث الإكلينيكية أن تكون البوابة وسيلة من وسائل تشجيع الباحثين وتسهيل إجراء بحوث عالية الجودة في دولة قطر.
* بناء القدرات البحثية
وفي هذا السياق شددت الدكتورة المجلي على أهمية بناء وتطوير القدرات البحثية لموظفي الرعاية الأولية بهدف تطوير مهارات الباحث الإكلينيكي ولتعزيز الحياة المهنية لموظفي الرعاية الصحية الأولية، لذا قامت المؤسسة مؤخرا بتوفير برنامج تدريب إلكتروني عن مهارات البحث الإكلينيكي وطرق النشر في المجلات الصحية، ووفرت المؤسسة هذا البرنامج بالتعاون والشراكة مع مجلة طبية بريطانية وجامعة جنوب كاليفورنيا.
صحة ورفاه الأفراد
وأكدت الدكتورة المجلي أنَّ إدارة البحوث الإكلينيكية تهدف إلى توفير نتائج جديدة يمكن أن تسهم في رعاية صحية مبتكرة وفعالة، وتتمثل رؤيتها في اعتماد البحوث المميزة التي تعمل على تحسين صحة ورفاهية الأفراد والمجتمعات في قطر، كما تتمثل مهمتها في إجراء بحوث معترف بها وطنيا ودوليا ذات تأثير بما يتماشى مع الإستراتيجية الوطنية للصحة، فضلا عن العمل على تطوير الطريقة التي يتم بها فهم البحوث، والمساهمة في خلق حياة صحية في قطر، وتقوم إدارة البحوث ضمن إدارة الشؤون الإكلينيكية بتسهيل وتوفير بحوث عالية الجودة لتوجيه التخطيط الإستراتيجي المؤسسي والأنشطة التشغيلية وصنع القرار في المؤسسة وبما يتناغم مع رؤية قطر 2024- 2030، وهذا بالتعاون مع المؤسسات الصحية الأخرى كوزارة الصحة العامة، مؤسسة حمد الطبية، جامعة قطر، جامعة حمد بن خليفة، جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا، قطر بيوبنك، سدرة للطب، جامعة كالجاري – قطر، وجامعة وايل كورنيل، وقد وقعت الإدارة مؤخراً اتفاقية اعتماد مجلس المراجعة المؤسسية الوطنية لتسهيل البحث التعاوني عبر خمس مؤسسات في قطر.
مساحة إعلانية