أكدت د. ريبيكا آدامز، أستاذة الإعلام والاتصال بجامعة نورث كارولينا والخبيرة الإعلامية بمركز دراسات الإعلام الرقمي، على أهمية تصريحات معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية مع قناة سي بي إس الأمريكية، بشأن عدد من القضايا المهمة والأسئلة المطروحة إزاء تطورات الهدنة الإنسانية، موضحة أن تصريحات معالي رئيس الوزراء اتسمت بالوضوح والمباشرة والاستفادة من الرصيد القطري المؤثر في الوساطة، من أجل الإجابة عن الأسئلة المرتبطة بجهود الهدنة وما يتعلق بحماس، وأيضاً التطلع لمد أمد الهدنة عبر جسور التواصل القوية التي خلقتها الدوحة من أجل تحقيق هذه الهدنة المهمة، بجانب العديد من الدلالات والشواهد المهمة على الصعيدين السياسي والإعلامي.
لقاءات مهمة
تقول د. ريبيكا آدامز، أستاذة الإعلام والاتصال بجامعة نورث كارولينا، إن اللقاءات المهمة التي يعقدها المسؤولون القطريون في الإعلام الأمريكي، لاسيما في القنوات الإخبارية المركزية الرئيسية، والتي تتزامن مع بيانات دبلوماسية من الرئيس الأمريكي جو بايدن والخارجية الأمريكية والبيت الأبيض بالتقدير العميق للأدوار القطرية الحيوية في ملفات فارقة مثل الهدنة الإنسانية في غزة، له أكثر من دلالة كاشفة عن أهمية الدور القطري، والاعتراف والتقدير الأمريكي بالجوانب المعقدة التي ساهمت في الوصول إلى الهدنة الإنسانية والتي لعبت فيها قطر دوراً حيوياً، لذلك كان من الواضح من المشهد عبر تسمية قطر كصانع للحدث وأحد المؤثرين في مسار التفاوض شديد التعقيد، واختيار المذيعين الرئيسيين بالشبكات الإخبارية الكبرى والبرامج المهمة مثل «فيس ذا نيشن» لعقد هذه الحوارات، كخط إعلامي متزامن في استقاء المعلومات من مصادرها المباشرة والأكثر تأثيراً، ليمتد التقدير الأمريكي لدور قطر من الصعيد السياسي إلى الإعلامي.
وضوح ومباشرة
تقول ريبيكا آدامز: إن تصريحات معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، جاءت مباشرة وواضحة إزاء الكثير من الملفات المطروحة، وفصَّلت عدداً من الأمور بشأن التواصل مع حماس والتأكيد على أن اتصالات الدوحة ترتبط بالمكتب السياسي بحركة حماس والذي يتواصل بدوره مع الجناح العسكري في غزة، وتجاوز الأسئلة بشأن القادة العسكريين في حماس أو التصيد المعلوماتي بشأن الأشخاص والقادة داخل المشهد في غزة، إلى الحديث عن الحدث الأهم المرتبط بالهدنة وشروطها وسبل تحقيقها وامتدادها عبر المباحثات والوفود القطرية لإطالة مدتها وفقاً لما يتم تحقيقه من خلال عملية الإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى حماس.
رصيد فاعل
ولفتت الخبيرة الأمريكية ريبيكا آدامز إلى أهمية رصيد قطر الفاعل في ملفات الوساطة، لاسيما في المشهد الأفغاني، من أجل الإجابة عن الأسئلة والمطالبات التي طرحها نواب من الحزب الجمهوري بشأن المكتب السياسي لحماس في الدوحة، ذلك بتوضيح مؤسسية العلاقة القطرية- الأمريكية والتي تم في غضونها ومن خلال البيت الأبيض والخارجية والاستخبارات المركزية بالتنسيق مع الحكومة الأمريكية إنشاء قناة الاتصال مع حماس، والتي كانت مفيدة ليس فقط لأمريكا بل حتى لإسرائيل ولاستقرار المنطقة، وهي قناة اتصال فاعلة تحظى بالتقدير الأمريكي، وإزاء الانتقادات فهي نفسها التي كانت قائمة ضد الحوار مع طالبان، ولكنه أثبت جدارته المهمة في المشهد الأفغاني إزاء تحولات السلطة وخطوة الانسحاب الأمريكية، وهو أمر كان حقيقياً بالفعل وكانت جهود الدوحة في ذلك مقدرة حتى أنه خرجت مقترحات من قادة بارزين بالحزب الجمهوري نفسه تدعو لمشروع قرارات بالكونغرس لشكر قطر على الدور الفاعل الذي قامت به في المشهد الأفغاني، وأهمية الدور الذي تلعبه قطر في الوساطة مع جميع الأطراف لاسيما في مشاهد الحروب والنزاعات المعقدة، وهو الخط الدبلوماسي الذي تسير عليه من أجل تحقيق أهدافها عبر الوساطة من أجل خفض العنف والتصعيد، كما كان مهماً أيضاً أن القيادة القطرية والمسؤولين البارزين يحرصون عبر أي منبر سياسي أو إعلامي على تأكيد الدعم والتضامن مع الشعب الفلسطيني ومع القضية الفلسطينية، وإقامة حكومة فلسطينية لدولة فلسطينية موحدة تضم الضفة الغربية مع قطاع غزة تحت حكومة واحدة، وإحياء حل الدولتين كمقترح من أجل تحقيق السلام المستقبلي بإعطاء الفلسطينيين حقوقهم المشروعة.