عربي ودولي
10
سامر عيسى
❖ واشنطن- زينب إبراهيم
أكد د. سامر عيسى، الخبير السياسي الأمريكي ومؤسس برنامج الإصلاح ومبادرة نبذ الكراهية ضد المسلمين بالمركز الإسلامي الأمريكي إن التصعيد الجديد فيما يتعلق بالرد الإيراني يسلط الضوء بصورة أكبر، على عقود من حروب الظل بين طهران وتل أبيب والتي تحولت إلى موجة علنية مؤخراً، رغم اتخاذ تدابير الحد الأدنى كما أعلنت إيران، وتطميناتها الدبلوماسية بأهداف وغايات ردها.
وأضاف: لكن ماذا بعد الهجوم الإيراني سؤال يدفعك بوضوح إلى فهم بعض محددات النزاع المركزية، وعلى الرغم من أن تواجد إيران وإسرائيل في منطقة تقع في دائرة عنف متجددة، والعداء الواضح والعلني وانعكاساته العسكرية المحدودة، ولكن هناك قناعات إيرانية وحتى إسرائيلية بأن قواعد الاشتباك المتحفزة عسكرياً في إطار صدامهما العسكري، لا بد من تفادي تطويرها إلى مواجهة مباشرة بالصورة التي يتم فيها اتخاذ صورة أو نمط من أنماط ضبط النفس الضرورية التي تجنب البلدين الانخراط العسكري المباشر، وبكل تأكيد فإن استهداف قنصلية إيران في سوريا من قبل إسرائيل وقصف مبنى القنصلية بكاملة وقتل 7 عناصر من الحرس الثوري الإيراني بينهم اثنين من كبار الضباط، موقفاً ارتأت فيه إيران تجاوزاً مباشراً على سيادتها، وعلى الرغم من الحد الأدنى في الرد الإيراني الذي تم الإبلاغ عنه قبل 72 ساعة لطمأنة دول الجوار وحتى البيت الأبيض فيما يتعلق بالقواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة، ولكن هذا الوجه كان بكل وضوح تطوراً مباشراً وعلنياً فيما يتعلق بالتصعيد العسكري الإيراني- الإسرائيلي، في خضم المواجهات العسكرية المباشرة، ما يجعل الفصل المقبل أكثر خطورة في الصراع بين هاتين الدولتين.
خلفيات النزاع
وقال د. سامر عيسى: إن فصول الصدام بين الجانبين والتي حولت العلاقات الطبيعية بينهما قبل الثورة الإيرانية، إلى عقود من العداء، نشطت فيها حروب الوكالة لاسيما عبر لبنان، وانخراط إسرائيل في عمليات تصفية نوعية للعلماء الإيرانيين البارزين في ملف الطاقة النووية دون تصريح إسرائيلي رسمي، تماماً كما يحدث في حروب الوكالة على الجانب الآخر والتي تتجنب فيها إيران المسؤولية المباشرة عن حلقات العنف التي تندلع إقليمياً.. ولكن بكل تأكيد فإن الحرب الإسرائيلية في غزة التي اندلعت في أعقاب هجوم لحركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر من العام الماضي، أدت إلى التصعيد من المواجهات غير المباشرة، إلى المواجهة العلنية والتي تعد تحولاً خطيراً غير مرغوب في تطويره في منطقة محفوفة بمجموعة من المخاطر المهيئة لظروف اتساع رقعة النزاع إقليميا، وهو الأمر الذي يتم العمل بكل تأكيد على تجنبه.
ورأى د. سامر عيسى، أن احتواء التصعيد بين إيران وإسرائيل، وإعادة حركة الملاحة البحرية الآمنة في البحر الأحمر، يعيدنا إلى القضية المركزية فيما يتعلق بضرورة عاجلة وملحة لوقف إطلاق النار في غزة وهدنة طويلة، الأمر الذي سيمنح نقطة ضوء فيما يمكن أن تنجزه العملية الدبلوماسية الصعبة في تحجيم التداعيات الخارجية، عبر معالجة القضية الرئيسة المتعلقة بالمشهد الفلسطيني.
مساحة إعلانية