أكد د. سامر عيسى، مؤسس برنامج الإصلاح ومبادرة نبذ الكراهية ضد المسلمين بالمركز الإسلامي الأمريكي: إن ما نشاهده في وقائع العنف في غزة يمثل الكراهية في أقبح صورها، لم يكتفوا بقتل الآلاف وقصف المستشفيات واغتيال البراءة والطفولة، بل حركوا آلتهم الإعلامية البغيضة من أجل مزيد من جرائم العنف والكراهية، فما كادت النفوس الغاضبة المكلومة تفيق من واقعة قتل طفل بـ 26 طعنة على يد رجل من ولاية /إلينوي/، في حين أصاب والدته بجروح خطيرة، وهو يردد عبارات معادية للمسلمين والفلسطينيين، إلا بفاجعة كشفت الوجه الحقيقي لقتلة الأطفال في قصف مستشفى المعمداني الذي أودى بحياة أكثر من ألف شهيد بينهم مئات الأطفال، وفضحت نهج العقاب الجماعي والإبادة التي تمارس بحق الفلسطينيين في غزة.
ويتابع د. سامر عيسى تصريحاته قائلاً: إن أسوأ ما تنتهجه قوات الاحتلال هو توظيفها وتسليحها لعبارات الدفاع عن النفس أو تصفية الإرهاب، هو استغلال وقائع هجمة حماس في انتفاضة الأقصى في السابع من أكتوبر الجاري، من أجل شن حرب أو ارتكاب جرائم حرب في الواقع بحق الفلسطينيين، وتوظيفها من أجل تحقيق أهداف إستراتيجية دائماً ما بحثت عنها العقلية الصهيونية المحتلة، ومحاولة الضغط من أجل إزاحة الفلسطينيين في غزة صوب سيناء باستدعاء الآليات القديمة ذاتها والمقترحات الاستيطانية نفسها، من أجل السيطرة على أرض غزة في الواقع إما بقتل نحو 2.3 مليون من قاطنيها بتصفيات جماعية، أو بجعلها أرض غير صالحة للحياة بلا مياه ولا طاقة ولا مستشفيات ولا منازل ولا بنية تحتية، وجعل الأزمة الإنسانية أكبر من قدرة إصلاح غزة من الداخل، ولا يتحول الأمر إلا لسيناريوهات من النزوح وخلق مجاعات وتفشي الأمراض والأوبئة في واحدة من أكثر مناطق العالم ازدحاماً في قطاع غزة، وإن معركة إسرائيل لم تكن مع حماس في الواقع قدر ما كانت مع الأراضي الفلسطينية ذاتها التي تبحث بشتى السبل عن ضم الضفة الغربية أولاً في الخريطة التي حملها نتنياهو في الأمم المتحدة بفجاجة صادمة، باعتبار الأراضي الفلسطينية المحتلة امتدادا للمستوطنات الإسرائيلية الجديدة، مثل المقترحات ذاتها التي كانت قائمة منذ السنوات الأولى لولاية نتنياهو وإلى الآن.