عربي ودولي
6
زلزال تركيا كمثال.. كيف تصبح وسائل التواصل نقمة وليست نعمة في خضمّ وقوع الكوارث الطبيعية؟
زلزال تركيا
الدوحة – موقع الشرق
تعدّ وسائل التواصل الاجتماعي اليوم جزءاً لا يتجزأ من حياة الأفراد، فقائمة إيجابياتها تمتد وتمتد وبتنا جميعاً على علمٍ ولو كان نسبياً بها.
ويمكن القول أن دور هذه المنصات ينشط ويشتعل أكثر في حالات الكوارث والنكبات الكبرى، فهنا منشور لنشر التوعية، وآخر فيه معلومات وأخبار للبحث والإعلان عن مفقود، وأسباب كثيرة أخرى تستدعي وجود وسيلة تواصلية تربط بين المتضررين والمسؤولين والمتابعين المهتمين بتقديم يد العون أثناء وقوع الحدث، إلا أن لاستخدام هذه المواقع أثرٌ ليس بالحميد دائماً، وذلك في ما يخصّ جانب نشر الأكاذيب والمعلومات المضللة.
في مثالٍ من الواقع الحي، بعد ال زلزال المدمر الذي ضرب كلّاً من تركيا وسوريا بقوة 7.7 في 6 فبراير، وما تبعه من هزة ارتدادية بنفس القوة تبعتها ايضاً هزات أخرى، عانت مقاطعات تركية كاملة ومدن سورية من كارثة – تندرج تحت الأسوأ في تاريخهما – وعايشت دماراً هائلاً للمدن والبنية التحتية، وخسرت عدد أرواحٍ يفوق الـ41 ألفاً.
وفي تقرير نشرته شبكة تي آر تي عربي، حول استخدام منصات التواصل الاجتماعي في نشر الأكاذيب والمعلومات المغلوطة أثناء كارثة الزلزال في تركيا، أشار التقرير إلى أن حملات التضليل ركزت في المقام الاول على الخدمات اللوجستية وفرق البحث والإنقاذ المتوجهة للمناطق المتضررة، بحيث تم رصد حملات تضليل ساعدت على بث الذعر والخوف بين الناس، من خلال نشر معلومات غير دقيقة حول سرعة وصول فرق الإنقاذ إلى المتضررين مع تجاهل العوامل الجوية وآثار الزلزال على الطرق.
وأوضح التقرير مساحة أخرى تم استغلالها في عمليات التضليل على منصات التواصل الاجتماعي، وهي انتشار إدعاءات حول عدم تواجد خيم للهلال الأحمر في مناطق الزلزال، وهي معلومات سببت استياءً واسعاً بين الناس وأثقلت كاهن المتضررين ظناً بأنهم لن يحصلوا على المساعدة التي يحتاجونها، وفي ذلك نشر الهلال الأحمر التركي بياناً يدحض هذه الاتهامات ورفض نشر المعلومات الكاذبة التي تثير ذعر الناس.
بالإضافة إلى ما سبق، ساعدت منصات التواصل على نشر معلومات مزيفة أخرى، بحسب التقرير، وهي أنباء حول سرقة مواد الإغاثة التي تصل إلى المناطق المتضررة واستخدام مقاطع فيديو ونسبها لهذه القضية، والذي بدوره كان كفيلاً بإثارة غضب الجمهور واستياءه، إلا ان التقرير أثبت عدم صحة هذه المعلومات وأشار إلى حقيقة الاستعانة بمقاطع فيديو مزيفة كانت قد صوّرت في دول أخرى وفي سياق آخر تماما ونسبها إلى قضية سرقة الإغاثات المزعومة، بحسب الشبكة.
في ذات السياق، يذكر أن الشرطة التركية كانت قد أعلنت عن إلقاء القبض على 78 شخصاً متهمين بإشاعة الخوف والذعر من خلال “مشاركة منشورات استفزازية” على وسائل التواصل الاجتماعي حول الزلزال الذي وقع الأسبوع الماضي، مضيفة أن 20 منهم محتجزون بانتظار المحاكمة، بحسب رويترز.
مساحة إعلانية