عربي ودولي
68
عواطف بن علي
أشاد عدد من أصحاب السعادة سفراء الدول العربية والأجنبية في دولة قطر، بالمضامين الشاملة والرؤى الإستراتيجية للقضايا الدولية الواردة في كلمة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، خلال الجلسة الافتتاحية للدورة الـ 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة. وثمنوا في تصريحات للشرق تأكيد صاحب السمو لمواقف دولة قطر من القضايا العربية والدولية الراهنة ودعمها السياسي والتنموي لخيارات الشعوب ومصالحها. وأكد أصحاب السعادة أهمية دعوة صاحب السمو أمام الأمم المتحدة إلى ضروة حفظ السلم والأمن والاحترام المتبادل واتباع الوسائل السلمية لتسوية النزاعات. مبرزين المكانة الرفيعة التي تتربع عليها دولة قطر في المجال الدبلوماسي وقدراتها على إيجاد الحلول للعديد من الأزمات المستعصية، بالإضافة إلى الالتزام ببناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة عبر العمل الجاد في مجالات التنمية المستدامة.
السفير اليمني: خطاب تاريخي
قال سعادة راجح بادي سفير الجمهورية اليمنية لدى الدوحة:»حقيقة لقد كان خطاب سمو الأمير تاريخيا امام الجمعية العامة للامم المتحدة وكان حديثا شاملا وجامعا لهموم الامة العربية بشكل رئيسي ثم مشاكل البشرية بشكل عام. خطاب سمو الأمير تطرق إلى مشاكل الامة العربية بشكل رئيسي وطرح الملفات الساخنة كعادته. سمو الأمير ركز على الجوانب الانسانية الطاغية على خطاباته وعلى شخصيته بدأ بتقديم التعازي للشعبين الشقيقين الليبي والمغربي في الكوارث التي تعرضوا لها ثم مر على قضايا الامة الرئيسية فلسطين وما تتعرض له مبادرات السلام من تعسف اسرائيلي واضح والأزمة السورية اضافة الى الحرب في السودان، اما فيما يتعلق في الملف اليمني فقد اكد سمو الأمير على الموقف القطري الواضح والصريح المتمسك بالمرجعيات الثلاثة المبادرة الخليجية وقرارات مجلس الامن ومخرجات الحوار الوطني. وهو تجديد للموقف القطري الداعي للتسوية والحوار على اساس هذه المرجعيات الثلاثة الضامنة فعلا لامن واستقرار ووحدة اليمن.
وأضاف سعادته:» موقف السياسة الخارجية القطرية من اليمن ثابت أكده اليوم سمو الأمير في خطابه امام الامم المتحدة وهو الموقف الذي تحرص قطر على إبرازه في المحافل الدولية ويحظى بتقدير القيادة والشعب اليمني. حقيقة خطاب سمو الأمير يسجل بأحرف من نور في صفحات التاريخ الانساني، خاصة فيما يخص إشارة سموه إلى ما تتعرض له مقدساتنا الاسلامية وخاصة القرآن الكريم من حوادث في بعض الدول الاوروبية ودعوته إلى عدم الالتفات لمثل هذه الاعمال اللاأخلاقية. قطر تؤكد دائما انها مع السلم و الحوار في كافة الازمات المشتعلة في المنطقة إن كان في اليمن أو السودان وفي المنطقة.
السفير التركي: تأكيد على نهج قطر السلمي
أشاد سفير الجمهورية التركية في دولة قطر د. مصطفى كوكصو بكلمة سمو أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وخاصة تأكيد سموه على التمسك بالطرق السلمية في حل النزاعات، وقال إن كلمة سموه تعكس نهج قطر الدائم في الدعوة إلى حل النزاعات بالطرق
السلمية.وشدد السفير كوكصو على توافق الرؤى بين تركيا وقطر فيما يتعلق بالدعوة للحوار والحل السلمي للأزمات الدولية، مشيدا بكلمة سمو الأمير التي قال فيها « إن طريق حل النزاعات بالطرق السلمية طويل وشاق، لكنه أقل كلفة من الحروب». وأكد كوكصو أن تجربة قطر الثرية في ملف الوساطات الدبلوماسية لحل النزاعات تمثل خير تصديق عملي لما أدلى به سمو الأمير.كما ثمن سعادة السفير التركي تجديد أمير قطر موقف بلاده الداعم للقضية الفلسطينية، والدعوة لحل الأزمات المتفاقمة في ليبيا واليمن وسوريا. وشدد ايضاً على أهمية ما ذكره أمير قطر في الانفراجة التي شهدتها المنطقة في العلاقات بين الدول، والمتمثل في الحوار البناء وإعادة العلاقات بين كل من السعودية وايران، ومصر وتركيا. مؤكداً أن تركيا وقطر تتشاركان السياسة الدبلوماسية التي ترنو إلى الاستقرار والوئام في المنطقة. كما أثنى السفير التركي في الدوحة على ما ذكره الشيخ تميم في معرض حديثه عن استضافة قطر لكأس العالم، وما مثلته من فرصة للتفاعل بين الشعوب، وأن يتعرف العالم على شعوب المنطقة، وجوانب من ثقافتنا وقيمنا، وعلى مكانة قطر كوجهة عالمية تربط الشرق بالغرب، وقال كوكصو إن هذا الهدف تحقق بشكل كامل.كما ثمن موقف الدوحة في هبتها ومبادرتها لدعم المغرب وليبيا بعد كارثة الزلزال والفيضانات، مذكراً بموقف الدوحة في دعم تركيا بعد تعرضها لكارثة الزلزال مطلع العام الجاري.
القائم بالأعمال العراقي: خطاب شامل
أكد الدكتور محمد عيسى العيساوي القائم بالأعمال في سفارة جمهورية العراق لدى الدولة أن خطاب صاحب السمو الشيخ تميم جاء شاملًا ومتناولًا مجمل القضايا الداخلية والخارجية والإقليمية والدولية وما تشهده المنطقة من تطورات سياسية واقتصادية وإنسانية كما أوضح سموه بشكل جليّ السياسة القطرية الخارجية التي عززت دور قطر على المستويين الإقليمي والدولي. وقال:»فضلاً عن تأكيد صاحب السمو على أهمية حل الخلافات بالحوار وتجسيد مبدأ التعاون والحوار القائم على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل والذي يعزز دور الدول لتحقيق اهداف ومصالح شعوبها، ونحن في جمهورية العراق نشترك مع رؤية الأشقاء في دولة قطر ونعمل على ترسيخ مبدأ الحوار من أجل دعم الاستقرار في المنطقة والعالم اجمع.
وتابع:»نشيد بالأهمية التي أولاها صاحب السمو للتعاون الدولي وتضافر الجهود من أجل مواجهة التحديات وهو ما يؤكد المضامين الإنسانية التي تتبناها دولة قطر الشقيقة. إن صاحب السمو بيّن بشكل واضح استراتيجية السياسة الخارجية القطرية، التي عززت دور دولة قطر على المستويين الدولي والإقليمي، حيث تجسد الدور القطري في الوساطة والتنسيق الولايات المتحدة الامريكية والجمهورية الاسلامية الايرانية في اطلاق سراح خمسة مواطنين امريكان محجوزين لدى ايران بالاضافة الى اطلاق سراح عدد من المحتجزين الايرانيين في واشنطن.»
وبين سعادته ان سمو الأمير أشار الى الاهمية التي توليها دولة قطر في تسخير التكنولوجيا لخدمة شتى مجالات الحياة ومواكبة تطور العالم التكنولوجي وهو ما ستوليه دولة قطر من خلال استضافة معرض اكسبو الدوحة خلال الشهر القادم، بالاضافة الى قمة الــ web لاستعراض التكنولوجيا والتطور الرقمي والذي ستستضيفة دولة قطر ايضاً خلال الاشهر القليلة القادمة، كما جدد سموه الدعوة لمنع اساءة استخدام الفضاء السبراني. وأشار سعادته إلى إشادة سمو الامير بالانفراجة في العلاقات التي شهدتها المنطقة مؤخراً بين كل من المملكة العربية السعودية والجمهورية الاسلامية الايرانية، والجمهورية التركية وجمهورية مصر العربية. تلعب دولة قطر دور الوساطة في صفقة تصدير الحبوب الى دول العالم لا سيما الافريقية رغم الازمة الروسية الاوكرانية الامر الذي يعزز مكانة دولة قطر الاقليمية والدولية على حد سواء.
وقال سعادته:» أخيراً اشاد سموه بالكرم والطيب الذي يمتاز به الشعب العربي المسلم من خلال نبذ العنصرية والخلافات وهذا ما عكسته استضافة قطر لبطولة كأس العالم 2022، وجدد الدعوة من خلال كلمته الى مسلمي العالم بنبذ العنصرية والاستفزازات التي يتبناها المعتوهون بحرق القرآن الكريم لغرض خلق الفتنة وتعكير صفو الاستقرار. وبدورنا في جمهورية العراق نشاطر أمير دولة قطر كلمته هذه ونشد بيده للوقوف بوجه هذه التصرفات الاستفزازية والتي لا تعود إلا بالشر على اصحابها ومن يقف خلفها.»
موسى محمد باه: طرح واضح يلامس الواقع
وصف سعادة السيد موسى محمد باه الدبلوماسي والمستشار بسفارة جامبيا لدى دولة قطر خطاب سمو الامير بالوضوح والشفافية . وقال إن خطاب سمو الامير المفدى عالج قضايا الأمتين العربية والاسلامية. وجدير ان يطلق عليه بالخطاب السامي لعلو معانيه التي تجسدت في الطرح الواضح وملامسة الواقع الذي نعيشه في العالم.
وأضاف : هكذا سياسة دولة قطر في العالم وفي جميع المنابر الدولية. الوضوح والصراحة والشفافية في جميع المجالات والمسائل. فدولة قطر حليف موثوق به دائما في ظل القيادة الحكيمة والرشيدة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
القائم بالأعمال السوري: تجديد لثبات قطر في دعم الشعب السوري
قال الدكتور بلال تركية القائم بالأعمال بالسفارة السورية لدى الدولة:»تابعنا باهتمام كلمة سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والتي تطرق فيها لعدد من القضايا الهامة على المستوى الإقليمي والدولي، بما في ذلك القضية السورية، حيث جاءت كلمته تجديداً لثبات موقف دولة قطر الراسخ في دعم الشعب السوري وقضيته المحقة، وتأكيداً على دور قطر الفاعل في المحافل الدولية الرفيعة، ومساهمتها في بحث القضايا المفصلية وإيجاد الحلول لها.
و تابع:»إذ إننا نثمن عالياً كلمة سموه والتي أكد فيها على التذكير بمعاناة الشعب السوري والظلم الفادح والواقع عليه، وأشار سموه بضرورة التحرك الجاد لايجاد حل يرفع الظلم عن السوريين وتحقيق الانتقال السياسي وايجاد تسوية شاملة وفق لإعلان جنيف «١» وقرار مجلس الأمن 2254 بما يحقق تطلعات الشعب السوري ويضمن وحدة الأراضي السورية. كما نوه سموه بأن قدر السوريين لن يكون بقاؤهم أسرى للظلم والتنكيل، بل على المجتمع الدولي العمل على ايجاد مخرج عاجل يوقف هذه المعاناة ويوقفها، وايجاد مستقبل أفضل لسوريا.
وأوضح د. تركية أن كلمة سموه تأتي في إطار سعي دولة قطر الدؤوب لايجاد حل في سوريا، وإعادة حقوق الشعب السوري المسلوبة، حيث إن استمرار الجناة بالإفلات من العقاب يساهم بشكل كبير بتأجيج الصراع وعدم تحقيق أي تقدم مرجو في العملية السياسية، وتؤثر على السلم في المنطقة بأكملها.
وأضاف:»تعودنا من سموه الاطلاع الواسع بمجريات القضية السورية، ومآلاتها المستقبلية، ونظرة واضحة لإيجاد حل يضمن حقوق الشعب السوري، حيث لخَص سموه أسس الحل في سوريا ضمن النقاط الأساسية الثلاث والتي يجب العمل عليها باستمرار، وهي تتسق مع مواقفنا السياسية الثابتة، ورؤيتنا إزاء الحل في سوريا، والتضحيات الكبيرة للشعب السوري والتي تستحق حلاً يرضي تطلعاته بالحرية والكرامة. لقد كانت كلمة سمو الأمير شاملة فيما يخص الملف السوري، ومختلف قضايا الأمة العربية والإسلامية حيث وقف مع أحزان الشعبين الشقيقين الليبي والمغربي، وركز على ثوابت القضية الفلسطينية بالإضافة إلى الاهتمام بقضايا الشعوب في كل من السودان واليمن ولبنان. إن المتابع لهذا الخطاب يستطيع أن يرى بكل وضوح المكانة الرفيعة التي تتربع عليها دولة قطر في المجال الدبلوماسي وإيجاد الحلول للعديد من الأزمات المستعصية، بالإضافة إلى الالتزام ببناء مستقبل أفضل لأجيال القادمة عبر العمل الجاد في مجالات التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة.
وختاماً نشيد بكلمة سمو الأمير، والتي يؤكد من خلالها في كل محفل دولي وأممي على موقف قطر النبيل تجاه الشعب السوري، وأن القضية السورية تأتي ضمن الأولويات لدى القيادة القطرية والتي تعمل على ايجاد كافة السبل واتباع نهج شامل لإيجاد الحل الفعال والناجح والضامن للحقوق.»
مساحة إعلانية