«مبادرة التمكين».. برنامج لتنمية قدرات الطلاب بمؤسسة قطر

محليات
28
الدوحة-الشرق
يساعد برنامج التمكين في إحدى مدارس مؤسسة قطر الطلاب على مواجهة تحديات التعليم. وقد أطلقته أكاديمية العوسج قبل 3 سنوات، وهو مبادرة فريدة مصممة لتلبية احتياجات الطلاب الذين لديهم تحديات تعليمية معينة، بمن فيهم الطلاب ذوو التوحد ومتلازمة داون. وشهد العام الدراسي الماضي، تخرج 3 طلاب من هذا البرنامج وشاركوا في الحفل الموحد لتكريم مدارس مؤسسة قطر لدفعة 2023.
قالت برايتاني مايلز معلمة في أكاديمية العوسج: يرافق برنامج التمكين الطلاب في رحلتهم التعليمية بدءاً من المرحلة الإعدادية وحتى الثانوية من خلال فصول دراسية تضم من 5 إلى 8 طلاب، ويصبح الطالب جزءاً من البرنامج من خلال عملية اختيار مدروسة يقودها فريق القبول، وبعد تحديد الطلاب الذين قد يواجهون تحديات في البيئة التعليمية يتم تقديم دعم مخصص يلائم احتياجاتهم وسط بيئة مواتية لنموهم وتطورهم.
وأضافت أنه يتم تقييم مدى تقدم الطلاب وعرضهم في مواقف وسيناريوهات مستوحاة من الواقع أثناء الرحلات الميدانية ونشجعهم على القيام بمهام عدة مثل طلب الوجبات والتعامل مع موظفي الخدمة، وبهذه الطريقة نقوم بقياس مدى تقدمهم لأبعاد مختلفة بما في ذلك المهارات الأكاديمية والاجتماعية والسلوك والرفاهية العاطفية وهذا يضمن التقييم الشامل أن يكون في الاعتبار مع الأخذ بالاهتمام جميع جوانب الطلاب ضمن برنامج التمكين.
وأشارت إلى أنه يحرص برنامج التمكين على توفير انتقال سلس للطلاب المسجلين فيه من المرحلة الابتدائية إلى التعليم الثانوي مما يضمن الاستمرارية في رحلتهم التعليمية.
وتتكون هيئة التدريس من قرابة 12 معلماً من المراحل الدراسية المبكرة إلى الصف الثاني عشر وكلهم يتولون مهامهم إلى جانب الطلاب في كنف بيئة تعليمية غنية وداعمة.
وتوضح أنه من خلال هذا النهج الشامل تسعى الأكاديمية لتزويد الطلاب بالمهارات اللازمة والثقة والازدهار، حيث يعد البرنامج شهادة على تفاني الأكاديمية من أجل الطلاب والتوسع في التعليم الشامل وتوفير الفرص لجميع الطلاب لتحقيق إمكاناتهم الكاملة.
وقالت المعلمة برايتاني عن الطالب هاشم القصي أحد طلاب برنامج التمكين: يجسد الطالب هاشم الأثر التحولي لبرنامج التمكين من خلال نهج شامل هو الذي أسهم في تطور مهاراته اللفظية وصقل مهاراته الاجتماعية واكتسابه خبرات عديدة. والطالب هاشم القصي في أكاديمية العوسج أحد الخريجين من برنامج التمكين، والذي وفرت له الأكاديمية بيئة تعليمية غنية.
أوضحت والدته دونا عباس أنّ التحسن الكبير في قدرات النطق حيث كان يستعين بالبطاقات الإرشادية بغرض التواصل وبفضل الدعم والتحفيز الذي حظي به في الأكاديمية تمكن من إجادة النطق وهو قادر اليوم في التعبير عن نفسه. وأضافت أنه خلال عمل الطالب هاشم في مكتبة العوسج كان يقرأ ويرتب وينظم الكتب وهذا ساعده في القيام بالمهام ومنها القراءة وتمكن من إنشاء مكتبة كبيرة في بيته تضم قصص الأطفال والخيال العلمي.
واشارت والدته إلى أنّ هذا البرنامج عزز شغفه بالقراءة مثل ترتيب الكتب على الرفوف وتنظيمها وتخصيص عدد من المهام مثل زيارة مكتبة قطر الوطنية بشكل دائم.
ويستعد الطالب هاشم القصي بعد التخرج للسفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية من أجل زيارة أقاربه وقضاء أوقات في ممارسة الهوايات التي يفضلها مثل زراعة النباتات والورود واصطياد السمك.
تأسست أكاديمية العوسج، عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع في العام 1996، وهي مؤسسة غير ربحية. تعد أكاديمية العوسج مدرسة متخصصة تقدم خدماتها للطلاب ممن يواجهون تحديات في التعلم من مرحلة رياض الأطفال وحتى الصف الثاني عشر. وهي المدرسة الوحيدة من نوعها في قطر، وواحدة من المدارس القلائل في جميع أنحاء العالم التي كرست نفسها للعمل مع الطلاب الذين أظهروا الاستعداد والقدرة على التحصيل في بعض الجوانب في حين واجه هؤلاء تحديات أكاديمية في جوانب أخرى.
تَروم أكاديمية العوسج تشجيع الطلاب الذين يواجهون تحديات في التعلم وتحفيزهم والنهوض بمستويات التحصيل لديهم، وذلك من خلال خبرات التعليم عالي الجودة على المستويات الأكاديمية والاجتماعية والعاطفية والبحثية باللغتّين العربية والإنجليزية؛ علاوةً على غرس احترام التراث القطري والمبادئ الإسلامية القويمة في نفوس الطلاب، بما يكفل لهم إحراز النجاح عند التحاقهم بالتعليم بعد الثانوي وكذلك الانضمام إلى سوق العمل والاندماج مع المجتمع بوجه عام.
مساحة إعلانية