طلاب خارج أسوار الجامعة

محليات
163
طلاب خارج أسوار الجامعة
غنوة العلواني – نشوى فكري
أكد عدد من المتخصصين والخريجين أن هناك عدة أسباب تقف خلف تعثر الطلبة في المرحلة الجامعية وانسحابهم من الجامعات وقالوا لـ الشرق إن ابرز تلك الأسباب تعود إلى سوء اختيار التخصص وعدم امتلاك الرغبة وارتفاع تكاليف الرسوم الدراسية والاتجاه إلى سوق العمل وتأسيس أعمال حرة واختصار الوقت والزمن جميعها أسباب أدت إلى التسرب من الجامعة بعد الالتحاق.
وأوضح الطلاب أن هناك عدة معطيات يمر بها الطالب تحول دون إكمال التعليم الجامعي منها كثرة الأعباء وصعوبة الدراسة وعدم الرغبة في إكمال التخصص وقد يلجأ الطالب إلى اختيار تخصص لا يتناسب مع إمكانياته وطموحه..
وطالب الطلاب بضرورة إعطاء الطالب أكثر من فرصة لاختيار تخصص آخر أو تحويل الكلية واختيار برنامج يتناسب مع إمكانياته وطموحاته. وحذروا من خطورة اللجوء إلى سوق العمل دون إكمال التعليم الجامعي باعتباره سلاحا قويا وفعالا يساهم في تنمية شخصية الطالب وزيادة مهاراته العملية والأكاديمية.. مشيرين إلى أن ارتفاع تكاليف الجامعات تقف عائقا أمام الطالب حيث يعجز عن دفع المصاريف ويلجأ إلى سوق العمل ويجد نفسه غير قادر على التوفيق بين الدراسة والعمل فيختار الطريق الأقصر ويتسرب من التعليم الجامعي..
د. أحمد الساعي: الإناث الأكثر التزاماً في التعليم الأكاديمي
أكد الدكتور احمد الساعي الاستاذ بجامعة قطر، على أن هناك اختلافا كبيرا فيما بين الطلاب والطالبات، وخاصة فيما يتعلق بالاهتمام بالتحصيل الاكاديمي، مشيرا إلى ان الطلاب من البنين قد يكون لديهم انشغالات أخرى سواء تتعلق بحياتهم الاجتماعية أو بوظيفتهم، مما يجعلهم الأكثر تعثرا مقارنة بالطالبات، واللاتي دائما ما يكن أكثر جهدا وحرصا على المتابعة والتحصيل الاكاديمي والحضور المستمر… وأشار إلى ان الطالب غالبا ما يركز على النجاح فقط حتى يحصل على الشهادة الجامعية التي قد تساهم في حصوله على درجة وظيفية أعلى من الحالية، منوها إلى أن عدم تنظيم الوقت ما بين حياته الاجتماعية والوظيفية وكذلك دراسته الجامعية تجعله غير قادر على أداء مهامه وواجباته الدراسية، ولذلك فإن هناك فرقا شاسعا ما بين الطلبة البنين والبنات من حيث الالتزام الاكاديمي.
ولفت إلى أن هناك اسبابا تتعلق بالاختلاف ما بين المرحلة الثانوية والدراسة الجامعية، والتي قد تكون سببا كبيرا في تعثر البعض من الطلبة اكاديميا، خاصة وان الطالب يكون في مرحلة عمرية لا تسمح بالضغط او التعنيف بل مرحلة أكثر حرية من المرحلة الثانوية، مشيرا إلى أن المرحلة الجامعية تعتمد على الذات أكثر من الاعتماد على هيئة التدريس، وقد يكون هناك حالة من عدم فهم الحياة الجامعية والواجبات المطلوبة، وايضا قد يكون السبب في الظروف الاجتماعية التي تختلف من شخص لاخر، وتؤثر على تحصيله الاكاديمي.
د.لطيفة النعيمي: دور كبير لهيئة التدريس في احتواء الطلاب
أرجعت الدكتورة لطيفة النعيمي أستاذة بجامعة قطر، احد اسباب التعثر الاكاديمي لطلاب الجامعة إلى بعض اعضاء هيئة التدريس الذين يكونون غير متفهمين لظروف الطلاب أو يقومون بتعنيف الطلاب وإحراجهم، مما يجعلهم يعزفون عن حضور المحاضرات وبالتالي يحصلون على انذار فصلي، منوهة إلى اهمية احترام الطلاب ومعرفة اسباب تأخيرهم وعدم حضورهم او التزامهم، وتقبل اعذارهم.
وقالت انه بناء على خبراتها الطويلة في التدريس الجامعي، قد يكون الطلاب صغار السن هم الاكثر تعثرا، خاصة الذين لديهم وظيفة بالفعل، ولذلك يرجعون مرة أخرى لمقاعد الدراسة ويكونون اكثر اجتهادا، حتى يحصلون على الشهادة الجامعية التي تؤهلهم للحصول على ترقية او درجة وظيفية أعلى، لافتة إلى ان البعض من الطلبة قد يكونون حاصلين على درجات مرتفعة خلال المرحلة الثانوية، وعندما يدخلون الجامعة يتعثرون في السنة الأولى، وذلك بسبب اختلاف الحياة الجامعية عن المرحلة الثانوية.
واضافت: قد يكون هناك بالفعل إرشاد اكاديمي، ولكن لا يوجد متابعة، مما يساهم في زيادة حالات التعثر في السنوات الأولى، فالطلبة بحاجة للدعم، ولذلك يجب على بعض الأساتذة احتواء الطلاب وتغيير اسلوب التعامل معهم، خاصة وان البعض منهم يعتقدون أن الشدة هي افضل اسلوب للتعامل مع الطالب وهذا أمر خاطئ… ودعت إلى أن يكون هناك مرونة من قبل هيئة التدريس، وتقبل الظروف المختلفة التي تواجه الطلاب، والعمل على تبسيط طريقة شرح المواد مما يجعل الطالب يحب المادة ويتميز فيها، منوهة إلى انه احيانا يزهد الطالب ولا يجد من يحتضنه مما يؤدي إلى تعثره اكاديميا وترك الدراسة، اي ان هيئة التدريس عليها دور كبير.
د.حمدة المهندي: نقص في خدمات التوجيه والإرشاد
قالت الدكتورة حمدة المهندي – الاستشاري النفسي والتربوي، ان التعليم الجامعي له دور في تنمية الثروة البشرية لاحتوائه لفئة عمرية مهمة جدا، ألا وهي فئة الشباب، وهم الذين يعول عليهم بناء المجتمع وخاصة في ظل المتغيرات المتسارعة الحالية، مشيرة إلى ان هناك العديد من المشكلات التي تؤدي إلى تعثر الطلاب اكاديميا، وهذه المشكلات تنعكس على معدلاتهم، وترجع لأسباب متعددة منها ما يتعلق بالطالب نفسه، ومنها ما يتعلق بأسرته ومنها ما يتعلق بالواقع التعليمي أو بيئته المحيطة. وأشارت إلى انه من ضمن الأسباب نقص الدافعية للتعلم لدى الطالب، وبالتالي يضعف الجهد المبذول في التحصيل، ولذلك نجد عددا كبيرا من الطلاب الذي قد حصلوا على إنذارات بسبب تدني تحصيلهم في السنوات الأولى، منوهة إلى ان ذلك لعدم خبرة الطلبة بالنظام الجامعي، مما يجعل يقصرون في أداء واجباتهم المطلوبة منهم، ويجعلهم ينشغلون بشكل أكبر في أمورهم الشخصية والاجتماعية، ولذلك فهم بحاجة إلى تحديد أهدافهم.
وأوضحت د. المهندي انه ايضا من الاسباب عدم تلبية المناهج لحاجة الطلبة، وكذلك اعتماد هيئة التدريس على اسلوب التلقين أو استخدام اسلوب غير مناسب للطالب، لافتة إلى النقص في خدمات التوجيه والارشاد، والذي يعد امرا هاما… وتابعت قائلة: والجامعات عليها تعزيز خدمات التوجيه والإرشاد الاكاديمي، وبناء عليه يجب توفير برامج توعوية للطلبة قبل انضمامهم للجامعة، توضح لهم اهمية وجود هدف مستقبلي، فالإنسان عندما يكون لديه هدف يسعى لتحقيقه يحرص على التحصيل العلمي، ويمكن أن يكون هناك دليل ارشادي يلجأ إليه الطالب في حالة تعرضه لأي صعوبة، كذلك يجب اختيار التخصص المناسب لميول وقدرات الطالب، فالبعض من الطلاب قد يختار تخصصات بناء على رغبة اصدقائهم او اهلهم.
محمد شاهين: فجوة بين التعليم الثانوي والجامعي
يرى السيد محمد شاهين – أخصائي برامج قيادة طلابية، أن أهم اسباب التعثر هو عدم تهيئة الطلاب للمرحلة الجامعية، والتي تتطلب عدة أمور، يجب أن يعرفها الطالب عن الحياة الأكاديمية والجامعية، مشيرا إلى أن أغلب الطلاب الذين ينتقلون من المرحلة الثانوية للجامعة لا يكون لديهم فكرة كاملة عن النظام الجامعي، ولذلك فإن التهيئة مهمة جدا عن طريق تعزيز الارشاد والتوجيه الاكاديمي… وقال انه من ضمن الأسباب عدم تنظيم الوقت والجدية في أول سنة، فالبعض من الطلاب قد لا يكون لديهم الجدية الأكاديمية، لافتا إلى أن الدراسة الجامعية تتطلب تنظيم الوقت مما يساعده على تأدية التكاليف أو الواجبات المطلوبة التي يتم اعطاؤها من قبل الاساتذة… وأوضح أنه ليس هناك قيود في المرحلة الجامعية على الطالب مثل الموجودة في المرحلة الثانوية، مما يؤدي إلى استهتار الطالب وبالتالي يتعثر اكاديميا، مشيرا إلى أهمية وضع برامج توعوية وعمل زيارات ميدانية لطلاب المرحلة الثانوية للتعرف على الحياة الجامعية… وأردف قائلا: وهناك سبب اخر يرجع إلى اختيار التخصص الغير مناسب، أغلب الطلاب يدخلون تخصصات لا تناسب قدراتهم وميولهم، مما يعزز ظاهرة التعثر الاكاديمي، ولذلك يجب تعريف الطلاب بالتخصصات الجامعية،ومعرفة التخصصات التي تتناسب مع ميوله وقدراته الفردية، مما يقل من التعثر الاكاديمي عن طريق عمل برامج متخصصة في المرحلة الجامعية، كما يجب دفع الطالب على الانخراط في الفعاليات والأنشطة التي يتم طرحها في الجامعة، والتي تساهم في تكوين شخصيته وبالتالي تنعكس على التميز الأكاديمي، فضلا عن ان الجامعات توفر ورشا تدريبية متخصصة تساهم في رفع كفاءة الطلاب اكاديميا إلا ان البعض لا يستفيدون منها.
عبد العزيز الجابر: سوء اختيار التخصص أبرز العقبات
يرى عبد العزيز الجابر خريج كلية الآداب والعلوم تخصص إعلام أن هناك عدة أسباب تقف خلف تعثر الطلبة في التعليم الجامعي وانسحابهم من الجامعات وقان ان أبرزها سوء اختيار التخصص حيث يرغم معظم الطلبة على دراسة تخصصات لا يرغبون بها وربما يراعون بذلك رغبة أولياء الأمور أو النظرة المجتمعية ويؤدي هذا إلى نفورهم من الدراسة وقد يسجل الطالب رغبته في المقام الأول ولكن ربما لأسباب معينة لا يستطع دراسة التخصص الذي يرغب به فيتسرب من الجامعة وهنا يجب على الطالب أن يختار تخصصه بعناية ويستغل ميزة التحويل أو تغير الكلية أو التخصص الرئيسي والفرعي حتى يكمل تعليمه العالي بنجاح.
وأشار ربما ارتفاع تكاليف بعض الجامعات أيضا تقف عائقا أمام الطالب حيث يعجز عن دفع المصاريف وبالتالي يلجا إلى سوق العمل وهناك يجد نفسه غير قادر على التوفيق بين الدراسة والعمل فيختار الطريق الأقصر ويتسرب من التعليم الجامعي.. موضحا أن الطالب يجب أن يمتلك الطموح في المقام الأول وأن يشكل نظرة واضحة لمستقبله بمساعدة أهل الخبرة والاختصاص وأيضا يجب أن يأخذ الطالب التعليم الجامعي بجدية باعتباره مرحلة هامة من حياة الإنسان وبناء عليها يتحدد مصيرة وقال من الأفضل أن تكون هناك أبحاث ودراسات لمعرفة أسباب التسرب من التعليم الجامعي ومساعدة الطلبة على تجاوز كافة الصعوبات والتحديات واللجوء إلى المختصين لدعم الطلبة لإكمال مسيرتهم التعليمية.
صالح النابت: زيــادة الأعــبــاء الــدراســيـــة
أكد صالح علي النابت خريج كلية الآداب والعلوم بجامعة قطر أن ابرز المسببات التي تدفع الطالب للانسحاب من الجامعة هو عدم الرغبة في التخصص وقد يخطئ الطالب في اختيار تخصصه ويتعثر دراسيا وهذه كلها مسببات تدفعه للانسحاب من الجامعة.
وأشار إلى أن النظرة المجتمعية لاتزال تحكم اختيارات الطالب وأيضا احتياجات ومتطلبات سوق العمل تدفع الطالب لاختيار تخصص بعيد كل البعد عن ميوله الشخصية. لافتا إلى أن ارتفاع تكاليف الدراسة الجامعة أمر مرهق جدا للطلاب وتدفع البعض لعدم إكمال الدراسة والانسحاب بسبب عدم القدرة المادية وخاصة في بعض الجامعات الخاصة وقال ان الزواج قد يبعد الطالب عن مقاعد الدراسة والاتجاه لسوق العمل ومن هذا المنطلق يجب أن تقوم الجامعة بإخضاع الطالب المنسحب لجلسات مع استشاريين وخبراء تربويين لمعرفة الأسباب ومساعدته على حلها حتى نساهم في خلق جيل متعلم وواع.
مضيفا أن كثرة الضغوط الدراسية وكثرة الأعباء الملقاة على عاتق الطالب قد تساهم في ابتعاده عن الجامعة وأضاف أن الطالب يخرج من الحياة المدرسية وهو يحمل فكرا معينا ونمط حياة معينة وقد يتفاجأ بكثرة الأعباء الملقاة على عاتقه في الحياة الجامعية التي تختلف بشكل كبير عن الأجواء المدرسية.. وتابع انه من المفترض أن يتم تخفيف الأعباء والواجبات الدراسية على الطلبة وخاصة خلال السنة الدراسية الأولى حتى لا يتسرب الطالب من الجامعة ويتجه إلى سوق العمل دون الحصول على شهادة جامعية.
موسى محمد: عدم التأقلم مع الحياة الجامعية
أكد موسى محمد من كلية الإدارة والاقتصاد على أهمية أن تكون هناك آلية واضحة لمنع تسرب الطلبة من التعليم الجامعي وخاصة ممن اجتازوا السنة الأولى بنجاح وقال يجب أن يترك الخيار للطالب لاختيار التخصص الذي يرغب به حتى لا تتحول الجامعة إلى عبء حقيقي على عاتقه. وتابع أن هناك عدة أسباب تؤدي إلى ابتعاد الطالب عن الحياة الجامعية ومنها كثرة الواجبات الدراسية وعدم التأقلم مع الحياة الجامعية بصورتها الحالية مشيرا إلى أن الطالب الذي يريد الانسحاب من الجامعة عليه أن يخضع لجلسة إرشاد أكاديمي لمعرفة الأسباب وإيجاد الحلول.
وأكد أن هناك آثارا اجتماعية للتسرب من الدراسة الجامعية تتمثل فـي خـروج الطالـب إلى المجتمع وهو غيـر مـزود بالمهـارات اللازمـة ومحـدود التعلـيم حيث يصـبح إنسـانا ينقصـــه الكثيـــر مـــن الخبـــرات والمهـــارات الحياتيـــة والتكـوين النفسي والنضـج الاجتمــاعي هذا بالإضافة عـدم الرضا الذي يصـيب الأسـرة نتيجة لتسرب الطالب بعد ان كانت تعـول عليه ممــا يجعــل الأسرة تتحمل العــــبء الأكبــــر فــــي تــــوفير الحلــــول البديلـــــة لضـمان مسـتقبل أبنائهـا. لافتا إلى أن الطالب يجد نفسه أمام فجوة كبيرة وفي حالة من عدم الاستقرار وقد لا يتقبل الأجواء الجامعية وبالتالي يختار الطريق الأسرع ويتجه إلى سوق العمل وأشار أن الطالب يجب أن يمتلك الرغبة في حال انه اخفق في اختيار تخصصه الدراسي أن يختار تخصصا آخر يتناسب مع قدراته وإمكانياته ويجب تسهيل تحويله إلى التخصص الذي يريده حتى يستطيع إكمال دراسته بنجاح.
مساحة إعلانية