محليات
88
الدوحة – الشرق
قال فضيلة الشيخ عبدالله النعمة خلال خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب: إن الله قد جعل في التوبة ملاذا مكينا وملجأ حصينا يلجه المذنب معترفا بذنبه مؤملا في ربه نادما على فعله غير مصر على خطيئة يحتمي بحمى الاستغفار ويلوذ بالتوبة والإنابة، يتبع السيئة الحسنة فيكفر الله عنه سيئاته ويرفع من درجاته.
وقال إن التوبة خضوع وانكسار وتذلل واستغفار، التوبة صفحة بيضاء صفاء ونقاء خشية وإشفاق وبكاء.
وأضاف: التوبة خجل ووجل ورجوع وإنابة نجاة من كل غم جُنة من كل هم بابها مفتوح وخيرها ممنوح، أخرج ابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «لو أخطأتم حتى تبلغ خطاياكم السماء ثم تبتم لتاب عليكم».
وقال إن الله فتح أبوابه لكل التائبين يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، قال سبحانه: «قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم».
وذكر الخطيب بأن من ظن أن ذنبا لا يتسع لعفو الله فقد ظن بربه ظن السوء، فكم من عبد كان بعيدا عن أمر الله، فمن الله عليه بتوبة محت عنه ما سلف، فصار من أولياء الرحمن صواما قواما قانتا لله ساجدا.
وزاد القول: إن رحمة الله وسعت الذنوب جميعها، ففي الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول عن عبد أصاب ذنبا فقال: رب أذنبت ذنبا فاغفر لي، فقال ربه: علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، قد غفرت لعبدي، فليعمل ما شاء» فمهما تكرر من العبد الذنب فإن رحمة الله واسعة وكرمه عظيم، ومغفرته قريبة من التائبين، روى الطبراني بإسناد حسن عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: إن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أحدنا يذنب، فقال: يُكتب عليه، قال: ثم يستغفر منه ويتوب، قال يُغفر له ويتاب عليه، قال: فيعود فيذنب: قال فيكتب عليه، قال: ثم يستغفر منه ويتوب، قال: يغفر له ويتاب عليه، ولا يمل الله حتى تملوا».
الإقلاع عن المعصية شرط للتوبة
ونوه الخطيب بأن المؤمن ليس معصوما من الخطيئة وليس في منأى عن الهفوة ليس في معزل عن الوقوع في الذنب، فأكثروا عباد الله من التوبة والاستغفار، روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «والله إني لاستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة»، فاعلموا أن التوبة واجبة على كل مسلم في كبيرة أو صغيرة وركنها الأعظم وشرطها المقدم هو الإقلاع عن المعصية والنزوع عن الخطيئة، ولا توبة إلا بفعل المأمور واجتناب المحظور والتخلص من المظالم وإبراء الذمة من حقوق الآخرين.
مساحة إعلانية