عربي ودولي
14
وتيرة المجازر تتسارع مع قطع الاتصالات
رام الله – محمـد الرنتيسي
تضرب طائرات الاحتلال الحربية بقوة تدميرية هائلة في قطاع غزة، ولا أحد معصوم من قتلها وفتكها، وما زالت قوافل الشهداء تتوالى تترى، فتجود غزة وخانيونس ورفح وبيت لاهيا وبيت حانون بدماء أبنائها، في معركة الوجود والحرية، التي يخوضها الشعب الفلسطيني الأبي، مع أطول وأشرس احتلال عرفه التاريخ.
وبات قطاع غزة بأكمله، معزولاً عن العالم، بعد انقطاع خدمات الاتصال والإنترنت بشكل كامل، نتيجة لتوقف المولدات العاملة في المقاسم الرئيسية لشركة الاتصالات الفلسطينية في قطاع غزة، بسبب نفاد الوقود اللازم لتشغيلها، حسب ما أعلنت الشركة. وإزاء هذا العزل المتعمد لقطاع غزة، حذر مواطنون من اتساع رقعة الإجرام المنفلت التي تمارسه قوات الاحتلال، مرجحين أن يقدم جيش الكيان الصهيوني على ارتكاب مجازر جديدة، بعيداً عن أعين الإعلام. وفور قطع خدمات الإنترنت والاتصالات بشكل كامل عن قطاع غزة، شرعت قوات الاحتلال بتوسيع دائرة مجازرها بحق المواطنين الآمنين في القطاع، وخصوصاً في مناطق جباليا والنصيرات، شمال ووسط قطاع غزة، إذ عاش السكان هناك لحظات وصفت بأنها الأصعب منذ بدء العدوان، بعد أن هاجمتهم آلة الاحتلال الحربية بشكل عنيف براً وبحراً وجواً. وقال شهود عيان من النصيرات لـ «» إن طائرات الاحتلال الحربية نفذت أحزمة نارية، فحول القصف الاحتلالي الهمجي مربعاً سكنياً بشكل كامل، إلى كومة من الركام، كما أوقعت الغارات الوحشية ما يزيد على 80 شهيداً، وأضعافهم من الجرحى.
ودمرت طائرات الاحتلال بمشاركة البوارج الحربية والقصف المدفعي المكثف، مناطق واسعة غرب مدينة غزة، بعد شنها عشرات الغارات الوحشية والمتلاحقة ضد التجمعات السكنية، ما أدى إلى تدمير الواجهة البحرية لمدينة غزة، التي تضم عشرات المنازل، والمنشآت السياحية والأبراج العمرانية.
واستناداً إلى جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة، فقد شهدت الساعات الأخيرة التي أعقبت انقطاع شبكتي الاتصالات والإنترنت، مجازر وحشية، ما أوقع المزيد من الشهداء والجرحى، وانعكس هذا على فرق الإنقاذ التي عجزت عن تحديد أماكن العالقين تحت الركام، أو المناطق المأهولة التي تم استهدافها، نتيجة انقطاع شبكات التواصل.
وأفاد مواطنون لـ «الشرق» بأن أعداداً هائلة من الشهداء ما زالت متكدسة في المستشفيات المحاصرة دون تشييع، إما لعصوبة التعرف عليهم بسبب تقطيع أجسامهم إلى أشلاء، أو استشهاد أقاربهم وجميع أفراد عائلاتهم، ناهيك عن صعوبة وصول الأهالي إلى المستشفيات لانعدام وسائل النقل، واستمرار فرض الحصار على المشافي.
وكانت غالبية المستشفيات في غزة، اضطرت لنصب الخيام في ساحاتها الخارجية كي تسجى فيها أجساد الشهداء، بعد أن غصت الثلاجات المخصصة لهذا الغرض بالمئات من الشهداء، بينما تم دفن دفعة جديدة من الشهداء مجهولي الهوية في «مقابر طوارئ» بساحات المستشفيات، دون مراسم تشييع، وبحضور أعداد قليلة من أقاربهم.
مساحة إعلانية