عربي ودولي
0
غزة تواجه الحصار بالمنتجات الرمضانية
رام الله – محمـد الرنتيسي
إلى جانب عربة صغيرة، يقف الفتى أيبك الطوخي (14) عاماً، من سكان مدينة البيرة، يبيع العصائر الرمضانية، لعله يجني بعض النقود، لمساعدة أسرته الكبيرة في توفير احتياجاتها خلال شهر رمضان المبارك، الذي تزداد فيه المتطلبات يوماً بعد يوم.
يعرض الطوخي شراب الخروب والتمر هندي والليمون، ويحرص على أن تكون باردة ومثلجة، وبين الحين والآخر يرش عليها الماء بواسطة عبوة أعدت لهذا الغرض، مبيناً أنه نشأ مع عائلته على بيع هذه العصائر، التي تعد من أبرز عادات وتقاليد الشهر الفضيل، إذ يحرص الصائمون على شربها بموعد الافطار، لافتاً إلى أنه يحرص منذ اليوم الأول من شهر رمضان على بيع هذه المرطبات، باعتبارها من الطقوس الرمضانية، فضلاً عن أنها ذات فوائد كبيرة، كما يقول.
وما أن يهل شهر الصيام في فلسطين، حتى تنهض معه العديد من المهن التي اقترنت فيه، والكثيرون يعتبرونها مصدر رزق لهم، يواجهون به تفشي البطالة وارتفاع معدلات الفقر وغلاء المعيشة، ويتحايلون على الحصار والممارسات التي يفرضها الاحتلال الغاشم، ويبرز في مقدمة هذه المهن إلى جانب العصائر، المخللات التي يتهافت عليها الصائمون لتزيين موائد إفطارهم بها، والقطائف التي لا يكاد يخلو شارع في المدن الفلسطينية منها.
ففي قطاع غزة، ونتيجة للحصار الجائر على هذه البقعة الجغرافية الصغيرة منذ ما يزيد على 15 عاماً، يجد الفلسطينيون ضالتهم في المهن الرمضانية، فتستولي بسطات العصائر والمقبلات والحلويات، على مساحات واسعة من قارعة الطريق.
فرصة مثالية
ويجد ناهد عطياني (37) عاماً، وهو عاطل عن العمل، في شهر رمضان، فرصته المثالية للعمل في بيع القطائف، التي يتقن صنعها، مبيناً أنه يستفيد من قدوم الشهر الكريم، من خلال هذه المهنة التي ورثها عن والده، فيجني منها بعض المال للإنفاق على أسرته المكونة من خمسة أفراد.يوضح عطياني لـ”الشرق” أن القطائف بالنسبة للصائمين تعد سيدة الحلويات الرمضانية، فيقبل الجميع على شرائها، فهي كما يقول: “فضلاً عن كونها تقليداً رمضانياً متوارثاً من الآباء والأجداد، سهلة التحضير وزهيدة التكاليف، ولا أحد يستطيع مقاومة رائحتها الزكية إذا ما مر بجانبها”.ومن وجهة نظر المواطن، يسري شاهين، فإن أسعار العصائر والمقبلات الرمضانية معقولة وفي متناول الغني والفقير، ولذا يكون التهافت عليها كبيراً، حتى في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، السائدة عند الفلسطينيين.
تراث رمضاني
وينتشر الباعة على العربات والأكشاك، في مختلف ميادين وشوارع وأزقة المدن الفلسطينية، وتصدح أصواتهم في الأرجاء للترويج لمنتجاتهم التي يغلب عليها الطابع الشعبي، ولا تكاد تخلو مائدة فلسطينية على الإفطار من المخللات والمقبلات بأنواعها، أو العصائر والقطائف، باعتبارها من أهم عادات الشهر الفضيل.
مساحة إعلانية