محليات
388
نشوى فكري
أكد عدد من الخبراء على ضرورة تضافر الجهود لمكافحة طائر المينا الغازي، خاصة وأنه يتميز بالذكاء الحاد والقدرة على محاكاة الأصوات، والتكيف في مختلف البيئات والتغذية على كل شيء من طيور أو بيض الطيور أو فروخ الطيور، مشددين على ان عدم مكافحته تؤدي إلى تكاثره بشكل كبير، مما يشكل خطورة على الطيور المحلية التي يمكن أن يؤدي إلى انقراضها، وبالتالي يشكل خطرا حقيقيا على التنوع البيئي في الدولة… وقالوا «للشرق» انه يجب البحث عن طرق جديد لمكافحته والقضاء عليه، والبحث عن نقاط ضعف الطائر، إذ انه لديه القدرة على تحديد أماكن تعشيش الطيور ومهاجمتها باستمرار، منوهين إلى أن طرق الصيد التقليدية من شباك واقفاص، أثبتت التجارب في الدول الأخرى انها لا تجدي نفعا معه، وبالتالي يجب البحث عن طرق حديثة للقضاء عليه.
ويعد انتشار طائر «المينا» من أكبر التحديات التي تواجه العديد من دول العالم، حيث قام الاتحاد العالمي لحفظ الطبيعة (IUCN) في العام 2000 بإدراجه ضمن أسوأ 100 نوع من الأنواع الغازية في العالم، وذلك لتهديده للتنوع البيولوجي في البيئة المحلية التي يدخل عليها، ما يؤثر سلبا على تكاثر طيور البيئة المحلية.
وكانت وزارة البيئة والتغير المناخي، قد نظمت مؤخرا اجتماعا مشتركا مع عدد من أجهزة الدولة، لمكافحة طائر “المينا” الغازي للبيئة القطرية، والذي يشكل تهديداً على التوازن البيئي والتنوع الحيوي بالدولة، وذلك في إطار تنفيذ الخطة التنفيذية للمشروع الوطني للحد والتحكم في أعداد طائر “المينا” الغازي في البيئة القطرية وإعادة تأهيل الحياة الفطرية.
طائر مدمر
في البداية قال الدكتور محمد سيف الكواري، ان هذا الطائر يعد من الطيور المهاجرة، وللأسف يتميز بالذكاء الشديد، فبالرغم من المصائد والمكائد، وطرق الصيد التقليدية إلا أنه يفلت منها، مشيرا إلى ان الاشكالية انه يعتبر من الطيور المدمرة، لأنه يعتدي على بيض الطيور وصغار الطيور والفروخ ويهاجمها ويأكلها، ولذلك يصنف كونه أحد الكائنات الخطرة على الحياة الفطرية والبيئة بشكل عام. وأشار إلى أنه من الممكن أن يسبب في انقراض بعض الكائنات، خاصة انه ذكي، ويفلت بسهولة عندما يتم وضع شباك الصيد احيانا يمكن اصطياده، منوها على ان خطورته ليس فقط على مستوى دولة قطر بل على مستوى كل الدول الخليجية والعربية… وتابع قائلا: لقد قمنا في وزارة البيئة، بتنظيم ملتقى الحياة الفطرية للحفاظ على الكائنات الموجودة في البيئة القطرية، ولذلك يجب البحث عن نقاط الضعف لدى هذا الطائر، ويجب استيرادها من موطنه الأصلي في قارة آسيا، الامر الذي يتطلب عقد المزيد من الاجتماعات، وتسخير كل الامكانيات من أجل مكافحته.
وأكد على ضرورة حشد الجهود من أجل مكافحة هذا الطائر، خاصة وانه لازالت هناك صعوبة في ذلك،إذ انه يتكاثر بسرعة ويشكل خطرا على التوازن البيئي، مقترحا أنه يمكن الاستعانة بخبراء واستشاريين من موطنه الأصلي للتعرف على كيفية التعامل معه، ومكافحته، خاصة سيسبب القضاء على الكائنات، وبالتالي ستكون هناك كارثة… وتابع قائلا: وجوده في قطر ليس بالأعداد الكبيرة، ولكن في حالة تركه فانه سيتكاثر بسرعة ويلتهم الطيور المحلية، إذ انه طائر ذكي وشره، وهناك بعض الوسائل للقضاء عليه، ولكنها لا تعطي النتائج المرجوة، مثل شباك الصيد، وقد يكون لدى وزارة البيئة خطط وحلول للقضاء عليه، ولكن يجب أيضا التعاون على مستوى دول الخليج للقضاء على هذا الطائر المدمر، لاسيما وان العالم يعاني بسبب التغير المناخي والتصحر مما يؤثر على البيئة أيضا.
دخيل على البيئة
من جهته يرى الدكتور سيف الحجري، أن طائر المينا هو طائر غازي، ودخيل على البيئة القطرية، ويتواجد ليس فقط في قطر وإنما في كل دول الخليج والعالم العربي، مبينا ان موطنه الأصلى الهند وجنوب شرق آسيا فضلاً أنه يتميز بالذكاء الحاد والقدرة على محاكاة الأصوات والتكيف في مختلف البيئات والتغذية على كل شيء سواء كانت نباتات أو طيورا أو بيض الطيور، ولذلك فإن عدم مكافحته تؤدي إلى تكاثره بشكل كبير، مما يشكل خطورة على الطيور المحلية التي يمكن أن يؤدي إلى انقراضها… وأشار إلى أن طائر المينا سريع الانتشار لما له من سلوك دفاعي عن المنطقة التي يعيش فيها، ويدخل اعشاش الطيور الأخرى مثل العصافير والحمام ويهاجم البيض والفروخ الصغيرة خارج العش، كما يتسبب في العديد من المشاكل البيئية، مشددا على ضرورة وضع الخطط لتقليل انتشاره، وذلك إما بصيده عن طريق اقفاص معينة، أو إطلاق النار باستخدام بنادق الصيد، وذلك عن طريق تدريب عدد من الخبراء، مثلما فعلت سلطنة عمان، وبالتالي مكافحته… وأردف قائلا: حتى إن الدول التي قاومته وكافحته عاد للاستيطان فيها مرة أخرى، ولذلك يجب تضافر الجهود والاستفادة من مختلف الخبرات لإيجاد طريقة رحيمة وآمنة للقضاء عليه، ويمكن الاستفادة من المجلس العالمي للطيور، والذي من المؤكد ان لديه حلولا لمكافحة انتشار هذه الطيور، ومعالجتها ومحاولة الحد من تكاثرها، خاصة وانه يفضل الاماكن التي يوجد بها فراغات مثل المباني والاشجار… ونوه د. الحجري إلى ان هناك جهودا من وزارة البيئة لعمل انواع من الاقفاص، وتم وضعها في بعض الأماكن، معربا عن أمله أن تكلل جهودهم بالنجاح.
آثار وأضرار بيئية
بدوره قال السيد علي الشهواني، ناشط وعضو المجلس البلدي الأسبق، أنه خلال تواجده في المجلس البلدي في دورته السادسة، قد قدم مقترحا للسيطرة على طائر (المينا)، وذلك خاصة وأن طيور (المينا) من الطيور المستجلبة من الخارج عن طريق محلات طيور الزينة اتضح بأن لها آثارا وأضرارا بيئية خطيرة وكبيرة نظرا لزيادة اعدادها، الأمر الذي أدى إلى حدوث خلل في التوازن البيئي… وقال ان هذا الطائر يصنف من الطيور العدوانية نحو الأنواع الأخرى للطيور والثدييات والإنسان، فهو يقوم بغزو أعشاش الطيور المحلية والتي أصبحت مهددة بالانقراض بسببه، إلى جانب أنه يعتمد في غذائه على تناول فروخ الطيور الأخرى، منوها إلى انه يقوم أيضا على التهام الكثير من الممتلكات العامة والمحاصيل الزراعية وهو مصنف كطائر شرس وأيضا من أكثر الطيور الدخيلة العدائية التي تؤثر سلباً على البنية الاقتصادية والبيئة الاجتماعية… وتابع قائلا: وبالفعل خلال فترة تواجدي بالمجلس، قد اجتمعنا مع المسؤولين في وزارة البيئة والتغيير المناخي، خاصة وإنني قد لاحظت خطورة هذه الطيور وذكاءها الشديد، حيث أنني اراها أمام محل سكني، ومن هذا المنطلق قمت بعرض هذا الموضوع على المجلس لاحالته الى احدى لجان المجلس لدراسته واستضافة المسؤولين المختصين للتوجيه بعمل حملات للقضاء عليه قبل أن تتفاقم المشكلة… وأضاف قائلا: للأسف بعض الطرق التقليدية للقضاء عليه، قد لا تجدي نفعا، ولذلك اقترح القيام بالاطلاع على تجارب الدول الأخرى، مثل سلطنة عمان والتي تمكن من القضاء على 35 ألف طائر من خلال اصطياده ببنادق الصيد وإطلاق النار عليه.
البيئة: خطة للسيطرة على «المينا»
وضعت وزارة البيئة والتغير المناخي، في وقت سابق، خطة لتنفيذ المشروع الوطني للحد والتحكم في أعداد طائر «المينا» في البيئة القطرية، بمشاركة عدد من جهات الدولة المختلفة، بهدف تقليص أعداد هذا الطائر، وزيادة الوعي المجتمعي لدعم برامج مكافحته، وفهم تقنيات التحكم المناسبة لظروف انتشاره، وتم عقد اجتماع مشترك مع عدد من أجهزة الدولة، وقد أوصى المشاركون بتحديد منسقين لتنفيذ الخطة من جميع الجهات المشاركة، وإنشاء فريق عمل ميداني من الجهات المعنية بالرصد والسيطرة والتخلص من هذا الطائر، إلى جانب جمع البيانات الأساسية الخاصة بأعداد الطيور التي يتم صيدها من قبل فريق إدارة تنمية الحياة الفطرية.
كما شملت التوصيات إعداد دراسة لرصد الكائنات الغريبة والغازية الموجودة في الدولة وحصرها، ومدى تأثيرها على الطيور والحيوانات المحلية، وطرح مبادرة على المستويين المحلي والدولي لتوفير حلول علمية جديدة لاصطياد طائر «المينا» الغازي وآليات التحكم في أعداده، بما يتماشى مع بروتوكول السلامة العامة ومعايير الرفق بالحيوان.
كما دعت التوصيات إلى تفعيل المشاركة المجتمعية في اصطياد طيور «المينا»، وتبني نظام أساسي للتخلص من الطيور الغازية، فضلا عن توفير وسائل أخرى للقضاء على هذا الطائر بما يتناسب وطبيعة مواقع انتشاره في المناطق الميدانية المستهدفة.
مساحة إعلانية