ثقافة وفنون
98
ترقب في الأوساط الثقافية لافتتاحها بعد تجديدها..
طه عبدالرحمن
تترقب الأوساط الثقافية المختلفة إعادة افتتاح دار الكتب القطرية بعد تجديدها، لما تمثله من قيمة معرفية كبيرة، لما تضمه من كنوز زاخرة، تتنوع بين مخطوطات وكتب ومراجع وغيرها من نفائس المعرفة. ويصف مثقفون لـ “الشرق” الدار بأنها معلم ثقافي، وصرح معرفي زاخر، يضم بين جنباته العديد من الكنوز في مختلف المجالات، التي تناسب مختلف الأعمار، ما يجعلهم في ترقب كبير لإعادة افتتاحها بعد تجديدها، وارتدائها حُلة جديدة.
ويتوقف المبدعون أمام هذا المعلم الثقافي، وأهميته في إثراء تجاربهم الإبداعية، حيث نهلوا من هذا المعين الثقافي، فكانت لهم خير زاد معرفي في طريق الإبداع والوعي والتنوير.
د. ظبية السليطي: تجديد الدار يعكس اهتمام الدولة بالثقافة
تؤكد الدكتورة ظبية سعيد السليطي، أستاذ مشارك في التربية، تخصص مناهج وطرق تدريس لغة عربية، أن اهتمام الدولة بالثقافة كان واضحًا منذ مرحلة التأسيس، وهو ما يكشف مدى اهتمام الدولة بنشر الثقافة والعلم، بإتاحة المعارف في مكتبات عامة يرتادها كل من يسعى للتزود بالعلم والمعرفة. لافتة إلى أن الدار تضم مجموعة ضخمة وقيمة من المخطوطات، بالإضافة إلى قسم الدوريات الذي يضم 533 دورية مختلفة معظمها من الدوريات القديمة.
وتقول: إن مكتبة الدار تشتمل على عدد كبير من الكتب التي تتحدث عن دولة قطر في جميع المجالات، فضلًا عن عدد من الرسائل العلمية للباحثين القطريين، «وهذه الرسائل العلمية ساهمت كثيرًا في استفادة الباحثين القطريين الذين يسعون للحصول على الدرجات العلمية المختلفة».
وتعرب عن أملها في أن تتضاعف أعداد الكتب بمناسبة تدشين الافتتاح الجديد للدار لتشبع حاجة الدارسين والباحثين خاصة من الكتب العلمية المختلفة، وكذلك لتضم الجديد والعديد من الكتب العربية والأجنبية في شتى المعارف، وكذلك التوسع في عمليات الترجمة بإنشاء مركز للترجمة، ليقوم بترجمة أحدث الإصدارات العالمية من خلال مترجمين أكفاء لديهم الدراية والعلم والموهبة حتى يستطيع المواطن والمقيم في قطر الاستفادة من أحدث الإصدارات العلمية في العالم، «كما نتمنى تطوير قسم الكتب الإلكترونية والكتب المسموعة حتى نوفر لكل شخص ما يحتاجه طبقا لحالته ورغبته». وتأمل د. ظبية السليطي في أن يكون للدار موقع إلكتروني يسمح بالاطلاع على أحدث ما ورد لها، حتى يتسنى للزائرين معرفة كل ما ورد للدار بشكل سهل وسريع.
د. زكية مال الله: منارة ثقافية رائدة
تصف الكاتبة الدكتورة زكية مال الله العيسى، الدار بأنها «منارة ثقافية رائدة تشع بالعلم والتوثيق والمعرفة، منذ أن أسسها الشيخ علي بن عبدالله آل ثاني عام 1962، لتكون صرحًا شاهقًا يبث من خلال أقسامه ومهامه نبض قطر وتراثها والوعي الفكري والحضاري للعلوم بأنواعها، وجذب الباحثين والمطلعين. لافتة إلى أن المبنى تأسس في بدايته من دور واحد، أضيف له بعد طابق ثان في مطلع الثمانينيات ليستوعب المقتنيات النادرة من المخطوطات والخرائط (أكثر من 1200 مخطوط) في الفلك والحساب والكيمياء والطب ومئات الآلاف من الكتب (أكثر من 300 ألف كتاب عربي وأجنبي)، وكذلك الصحف والمجلات والدوريات والمصادر والمراجع القيمة.
كما تعتبر د. زكية مال الله الدار من أقدم المكتبات الوطنية الخليجية والعربية، إذ ساهمت في جمع الإنتاج الفكري القطري وتوفيره للأفراد والهيئات، حيث تضم الكتب العديدة التي تتحدث عن قطر في جميع النواحي والمجالات وقسما للرسائل العلمية للباحثين القطريين، بالإضافة إلى حفظ الإرث الحضاري للأمة العربية والإسلامية لكافة العلوم الإسلامية والعربية.
وتؤكد أنه لذلك ازدهرت الدار وتضاعفت مسؤوليتها وتعددت المهام التي تقوم بها، وهذا يؤكد دورها في العمق الثقافي في البلاد، علاوة على كونه يساهم في خدمة الجمهور والإعارة للكتب لكافة فئات المجتمع، وتحفيز البحث والقراءة ودعم الأنشطة والفعاليات الثقافية التي تزيد شعلة الوعي المحلي تألقًا وتوهجًا.
جمال فايز: تجسد عراقة العمارة القطرية التقليدية
يشدد الروائي والقاص جمال فايز على أن الدار تعتبر المرجع الأهم للدارسين في المدارس والجامعات، «إذ كانت تعيننا على توفير المراجع والمصادر التي نستطيع من خلالها إنجاز البحوث المطولة، كما برزت أهميتها في الكم الذي تضمه من مخطوطات ومراجع عديدة، لعبت دورًا لافتًا في تعزيز الإنتاج القطري، إذ إن أي كاتب لابد له أن يقدم خمس نسخ من أعماله للدار، كشرط للحصول على رقم الإيداع المحلي، فضلاً عن الرقم الدولي «ردمك»، الأمر الذي يخدم بالتالي المؤلف بتوفر أعماله للراغبين من الباحثين والمختصين، الأمر الذي يسهل بدوره من العثور على الإنتاج القطري في المجالات المختلفة.
ويقول: إن الدار تعتبر أقدم مكتبة وطنية في الخليج، ما جعلها تلعب دورًا كبيرًا في دعم المعرفة، لتوفيرها قاعات لكافة الأعمار، منها قاعة للصغار، «وشخصيًا استفدت كثيرًا من قسم الأطفال، إذ كان يوفر لنا كتبًا للأعمار تحت 12 سنة، بالإضافة إلى توفيرها لقاعة كبيرة لمطالعة الدوريات المختصصة وغيرها، وكانت تشهد إقبالًا كبيرًا، علاوة على قاعة أخرى كبيرة في الطابع الثاني يتوفر فيها الإنتاج الفكري في جميع المجالات، وكان يمكن الحصول عليه من خلال العضوية أو التصوير». ويصف الكاتب جمال فايز الدار بأنها من أهم المعالم الثقافية محليًا وخليجيًا، «ونحن على مشارف إعادة افتتاحها، فإنه لابد من التوقف أمام عراقة مبناها الذي يجسد العمارة القطرية والخليجية التقليدية، بكل ما يضمه من أركان، فضلًا عن موقعها الفريد، وما تتميز به من انتشار لفروعها في المدن القطرية، ما جعلها مكتبات تفيض بالمعرفة، من خلال الشريان الأساس، وهو دار الكتب، بكل ما تتمتع به من تاريخ وعراقة، وأثرها الواضح على مختلف الأجيال، والتي استفادت منها كثيرًا».
د. خالد البوعينين: دار الكتب وجهة للباحثين والمثقفين
يؤكد المؤرخ والكاتب د. خالد محمد البوعينين أن دار الكتب القطرية تعتبر أقدم دار خليجية، ومن أقدم دور الكتب العربية، ما يجعلها داراً فريدة من نوعها، وتتسم فرادتها بما تضمه من كتب ودوريات ومخطوطات ومراجع مختلفة في كافة مجالات العلم والمعرفة.
ويقول: إن الكنز المعرفي الذي تضمه الدار، يجعلها مصدراً مهماً ولا غنى عنه للباحثين والمثقفين والمؤرخين والعلماء، كل في مجاله، ما جعلها وجهة للباحثين عن المعرفة في مختلف مجالاتها. مثمناً إخضاع الدار للتطوير، لترتدي حُلة جديدة، «وهو التطوير الذي يعكس مدى اهتمام الدولة بها، لتنمية وتعزيز المعرفة في المجتمع، وليس هذا بغريب على المشهد الثقافي المحلي، الذي يزخر بكنوز معرفية وثقافية».
علي المحمود: تجديدها يعزز المعرفة في المجتمع
يقول الكاتب علي محمد يوسف المحمود إن إعادة افتتاح دار الكتب القطرية يعد علامة مميزة للثقافة في قطر، إذ إنها تقف وعلى مدى أكثر من 50 عاماً شامخة، «فهى الدار الثقافية الأولى في الخليج، وهي متاحة للجميع، لما تضمه بين جنباتها من كتب ومؤلفات ثقافية متنوعة يحتاجها المجتمع». ويقول: إن اهتمام الدولة بهذه الدار وبقائها على شكلها ومضمونها الذي بدأت به نشاطها، بعدم الاقتصار على عرض الكتب وقراءتها واستعارتها، بل أن يهتم هذا المعلم الثقافي بالكتاب وإعادته إلى طبيعته فيما يتعلق بتجليده وإخراجه بصورةٍ جميلة، يؤكد مدى أهمية هذه الدار. ويتابع: إن إعادة افتتاح الدار يمنحنا نحن المثقفين والمطلعين الدافع القوي للبحث واستزادة المعرفة من الكتب التي تضمها، «وكثيراً ما ترددت على الدار للتزود من قراءة ما تضمه، أو من خلال إصداراتي لبعض المؤلفات التي أصدرتها فكانت رافدًا قويًا لما بها من مخزون معرفي زاد من معرفتي في إثراء مؤلفاتي التي أصدرتها».
ويتابع الكاتب علي المحمود: إن كل ذلك جعل دار الكتب رافدًا للفكر والثقافة، وإذا كانت الملاعب الرياضية رافدًا لتقوية الجسد، فإن هناك رافدًا آخر للتغذية الفكرية والثقافية، لتتلاقى كل هذه الروافد، دعمًا للمعرفة والثقافة.
مساحة إعلانية