محليات
54
الدوحة – الشرق
منذ توليه مسؤولية الإشراف العام على مكتب قطر الخيرية في النيبال يتابع السيد متعب سعيد المري عن قرب تنفيذ مشاريعها الإغاثية والتنموية وتعزيز شراكاتها مع الجهات ذات العلاقة. ويسعى مع مطلع العام القادم إلى تنفيذ مشاريع تنموية كبرى في العاصمة كاتماندو والمدن الأخرى بنيبال في الحوار التالي نتعرف من خلاله على أهم إنجازات مكتب قطر الخيرية هناك منذ تأسيسه وخططه المستقبلية وغيرها من المحاور.
هذه تجربة جديدة لك كمشرف عام على مكتب ميداني برأيك ما الذي تضيفه هذه المهمة لك وانعكاسها على العمل الميداني لقطر الخيرية؟
أعتقد أن وجود مشرف عام قطري على مكتب ميداني مهم جدا من حيث بناء علاقات طيبة مع الجهات الحكومية والمنظمات المحلية والعالمية في نيبال، وتطوير البرامج ومراقبتها وتقييمها، وتنفيذ المشاريع بأعلى المعايير الدولية والمتابعة المستمرة للمشاريع والأنشطة هناك حفاظا على كرامة المستفيدين، الوقوف ميدانيا على احتياجات المجتمع وتقديم خدمات نوعية للمستفيدين. كما أن وجود مشرف قطري يؤكد على هوية قطر الخيرية ذات الطابع العربي وخصوصيتها الثقافية العربية، ويعزز من وجودها في الميدان ويؤكد حضور عمل المنظمات العربية والإسلامية إلى جانب المنظمات الدولية والأممية، ويدعم أيضا من صورة قطر وارتباطها واهتمامها بالعمل الخيري.
هذه التجربة مهمة بالنسبة لي حيث وفرت لي فرصة لملامسة حاجة الأسر الفقيرة والمساهمة في سد حاجة الغير ورسم ابتسامة على وجه طفل وإدخال البهجة والسرور على الأرامل والأيتام وأعطتني دافعا أكثر للعمل وتقديم ما أستطيع لتوفير حياة كريمة لهذه الفئات التي حرمت من أساسيات الحياة.
متى بدأت قطر الخيرية عملها في النيبال؟
يعود وجود قطر الخيرية في نيبال إلى عام 2016، ومنذ تأسيسه كرّس المكتب جهوده للمبادرات الإنسانية والتنموية التي ترفع مستوى الحياة وتعزز التغيير الإيجابي، وتلبية الاحتياجات الملحة للمجتمعات المحلية. كما يعد مكتب النيبال حجر الزاوية للجهود الإنسانية والتنموية في المنطقة وقد تم تصنيفه بين أفضل 5 منظمات غير حكومية دولية في نيبال في عام 2021.
وقد ترك مكتب قطر الخيرية في نيبال بصمة لا تمحى على الفئات المستهدفة، من خلال الجهود المتفانية والشراكات الاستراتيجية والالتزام بالابتكار وتقديم مشاريع نوعية لفائدة المجتمع هناك.
ما انطباعاتك في أول زيارة قمت بها للنيبال؟
أعتقد أن زيارتي الأولى للنيبال كانت ناجحة جدا بفضل الله حيث اطلعت على المشاريع المنفذة وقمت بتقييمها وتعرفت على التحديات والصعوبات التي يواجهها المكتب وكذلك الوقوف على المشاريع التي تنفذ من خلال الشركاء في المدن الأخرى إضافة إلى التعرف على نوعية المشاريع التي يحتاجها المجتمع هناك،
كما قمت خلال الزيارة بلقاء رئيس مجلس إدارة الرعاية الاجتماعية وهي الجهة المشرفة على المنظمات الأجنبية هناك ومنها قطر الخيرية، حيث تناول اللقاء صلات التعاون بين قطر والنيبال والعلاقة الطيبة التي تربط الشعبين. كما قمنا بزيارة الأيتام المكفولين لدى قطر الخيرية والوقوف على المشاريع التي تنفذ لصالح الأيتام وتم توزيع الهدايا عليهم كما تضمن برنامجها أيضا زيارة الأيتام في إقليم لومبينا واطلعنا على أحوالهم إلى جانب زيارة بعض بيوت الفقراء ومشاريع الآبار ومشاريع التمكين الاقتصادي التي تنفذ مع الجهات الشريكة.
وخلال زيارة سعادة السيد مشعل بن محمد علي الأنصاري سفير دولة قطر لدى النيبال لمكتب قطر الخيرية تم تقديم عرض متكامل شمل انجازات قطر الخيرية منذ تأسيس مكتبها والاتفاقيات الموقعة مع الحكومة النيبالية.
أهم المجالات التي يركز عليها عمل قطر الخيرية في النيبال وأهم المشاريع النوعية المنفذة أو قيد التنفيذ؟
تعمل قطر الخيرية في جميع القطاعات وتنفذ مشاريع في جميع المجالات ومن أهم هذه المشاريع مشاريع التدريب المهني التي تم تنفيذها في كاتماندو العاصمة وهي تختص بالتدريب على المهن التي يحتاجها البلد مثل الخياطة، والنجارة والحدادة والبناء وغيرها من مهن الإعمار، وصيانة الأجهزة الكهربائية والإلكترونية مثل الكمبيوترات والموبايلات وغيرها.
كما تعمل قطر الخيرية في النيبال على تمكين الأسر الفقيرة من خلال مشاريع مدرة للدخل كتربية المواشي والدواجن والنحل وغيرها بالإضافة إلى المهن اليدوية كالخياطة والحدادة والنجارة والأعمال الزراعية لدعم الأسر وتمكينها من العيش الكريم والاعتماد على نفسها، كما تقدم مساعدات وكفالات للأيتام والأسر الفقيرة، ومن ذوي الاحتياجات الخاصة. وتعتبر مشاريع المياه والاصحاح من أكثر المشاريع المنفذة في النيبال.
ما أهم الأمور التي ستركز عليها لتطوير العمل هناك والمشاريع التي تنفذها قطر الخيرية في نيبال؟
يعمل مكتب قطر الخيرية في النيبال في 9 مقاطعات من أصل 77 مقاطعة وندرس حاليا إمكانية التوسع في تنفيذ المشاريع في بعض المناطق، كما سنقوم مع بداية العام القادم بتنفيذ مشاريع تنموية نموذجية كبيرة في مدن كبرى مثل كاتماندو العاصمة ومدن كبرى أخرى، حيث سيتم إنشاء مستشفى لعلاج الأورام في كاتماندو العاصمة وتجهيزه بالمعدات اللازمة إلى جانب تشغيله. كما أننا سنقوم بإنشاء كلية تقنية تقوم بالتدريب التقني والمهني وتمنح شهادات دبلوم. ويأتي تنفيذ هذه المشاريع وفقا لاتفاقية موقعة مع الحكومة النيبالية وبحسب خطة الحكومة الخماسية.
وفي مجال الشراكة مع المنظمات الدولية ووكالات الأمم المتحدة، فإنه ووفقا لسياسات حكومة النيبال تقوم جميع المنظمات غير الحكومية الدولية ووكالات الأمم المتحدة بتنفيذ المشاريع من خلال المنظمات غير الحكومية المحلية ومنظمات المجتمع المدني وتقتصر فرص الشراكة والتمويل من وكالات الأمم المتحدة على المنظمات غير الحكومية الدولية، ومع ذلك فإن مكتب قطر الخيرية في النيبال يستكشف باستمرار الشراكة والتعاون مع وكالات الأمم المتحدة.
ما مخرجات مكتب قطر الخيرية في النيبال في المجالات المختلفة منذ التأسيس وحتى الآن؟
بلغ عدد المشاريع التي نفذتها قطر الخيرية في نيبال 8,224 مشروعا خلال سبع سنوات، في قطاعات التعليم والثقافة والامن الغذائي والتمكين الاقتصادي والصرف الصحي والإسكان الاجتماعي، والرعاية، والصحة، والإغاثة والكفالات، فيما بلغ عدد المستفيدين منها ما يزيد عن 600 ألف شخص.
كما توفر قطر الخيرية الكفالات في مجال الرعاية الاجتماعية لـ 1481 مكفولا من الأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة والأسر الفقيرة.
هل لك أن تذكر لنا أهم المواقف المؤثرة التي صادفتك في زيارتك الميدانية؟
بالتأكيد أن العديد من الحالات التي نواجهها مؤثرة ولها وقع كبير على القلب خصوصا شريحة الأيتام والأسر التي فقدت عائلها أو فقدت كل ما تملك، فخلال زيارتي للنيبال شاهدت أسرا فقدت بسبب الفيضانات والإعصار كل ما تملك ووصل بها الحال للسكن تحت الأشجار فتراهم حائرين منكسرين بسبب عجزهم عن تلبية احتياجات أسرهم وأولادهم بعد أن كانوا يعيشون حياة كريمة وينعمون بكل أساسيات الحياة.
ودعوني أنتهز هذه الفرصة وأدعو أهل الخير للاستمرار في تقديم الدعم للشرائح الضعيفة والمحتاجة في مختلف الدول وأن يقوموا بزيارة ميدانية لمعرفة ثمرة تبرعهم لهذه الشرائح. والتعرف على المجتمعات عن قرب هي مهارة يستطيع أن يستفيد منها القائم على العمل الخيري، ويرى ثمرة عمل الخير على وجوه المستفيدين.
مساحة إعلانية