أخبار العالم

‫ محللون لـ الشرق: الهجوم الإسرائيلي على رفح لن يكون نزهة


عربي ودولي

12

17 فبراير 2024 , 07:00ص

alsharq

جيش الاحتلال فشل في تحقيق اهدافه من الحرب

❖ غزة – محمـد الرنتيسي

فيما تلوّح دولة الاحتلال بشن هجومها الواسع والكبير على رفح جنوب قطاع غزة، تتعالى الأصوات المنددة في العالم، وتسابق الأطراف المعنية الزمن، بين التوصل إلى هدنة ثانية، أو مضي الكيان الصهيوني في مخططه لاجتياح رفح المكتظة باللاجئين.


شيء من القلق وكثير من التوتر، يسود أجواء الخيام المكتظة بالنازحين واللاجئين إلى رفح، حول مصيرهم وعائلاتهم، في ظل تهديدات قادة الاحتلال باجتياح المحافظة الجنوبية في قطاع غزة، وسط تحذيرات عالمية من شلالات دم، وكوارث إنسانية تكبد أهالي غزة المزيد من الشهداء.


وفق مراقبين، فإن التلويح باجتياح رفح، هو جزء من سياسة بنيامين نتنياهو ومحاولته الإبقاء على حياته السياسية، وحظوظه بـ»ولاية مقبلة» وإن بدا (تكتيكه) هزلياً، وخصوصاً أن أي من أهدافه المعلنة منذ اليوم الأول لعدوانه الدموي على قطاع غزة لم يتحقق، إذ وقعت دولة الكيان الصهيوني في فخ إجباري، ولم تعرف بعد أكثر من أربعة أشهر طريقاً للخروج منه، ولم يعد بمقدور جيش الاحتلال المهزوم والمأزوم مواصلة هجومه البري بذات الزخم، كما أن محاولاته الترويج لتحقيق نتائج وانتصارات وهمية، لم تعد تنطلي على أحد، كما يقول مراقبون.


«الاحتلال حسم قراره عسكرياً وسياسياً، لكن اجتياحه لرفح لا زال غير واضح المعالم، ولن يكون نزهة» هكذا علق الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء واصف عريقات، مبيناً أنه على الرغم من إمكانية أن يقوم جيش الاحتلال بإبادة عائلات بأكملها، إلا أن قتال الشوارع سيكون حاضراً، وبالقدر الذي تُفتح فيه شهية الاحتلال على التوحش وجرائم التطهير العرقي، فإن رجال المقاومة، لن يبخلوا بحبة عرق أو قطرة دم، وستكون رفح ساحة المواجهة الأكثر صعوبة منذ بدء عدوان الاحتلال على غزة في 7 أكتوبر.


أضاف لـ الشرق: «إذا اعتقد الاحتلال بأن هجومه على رفح، سيكون نزهة، يمكنه الخروج منها متى وكيفما شاء، فهو واهم كل الوهم، فقادة الاحتلال يحاولون من خلال ردات فعل عشوائية وغير مدروسة، استعادة توازن جيشهم في رفح، بعد أن اختل في غزة والشجاعية وخانيونس، بفعل الصفعات المتتالية التي وجهتها له المقاومة الفلسطينية، محطمة كل ادعاءاته وكبريائه».


ويرى المعلق السياسي رجب أبو سرية، أن رفح ستكون عقدة منشار الحرب، والحد الفاصل بين غطرسة الاحتلال وصلابة المقاومة الفلسطينية، بل إنها ربما تكون آخر فصول العدوان على قطاع غزة، مشدداً: «ما عجز عنه الاحتلال في غزة وخانيونس وبيت حانون ودير البلح، لن يحققه في رفح، ومقابل اهتزاز معنويات جيش الاحتلال وانحدار الثقة به إلى أدنى مستوياتها، هنالك معنويات عالية وصمود أسطوري للمقاومة الفلسطينية، التي لا زالت تضرب ملء شجاعتها وبعد أكثر من 130 يوماً على العدوان الوحشي».


ويضيف لـ الشرق: «قادة الاحتلال يعتبرون توقف الحرب على أبواب رفح، هزيمة لجيشهم، لأنه بذلك لم يقض على حركة حماس، ولم يلق القبض على يحيى السنوار أو أي من رفاقه، وطالما أن الاحتلال يزعم أنه دمر غالبية ألوية حماس في غزة وخانيونس، وأنه لم يبق أمامه سوى رفح لسحق ما تبقى منها، فإن محاولته ستكون كمثل الذي يصب الزيت على النار في محاولة لإخمادها، فتزداد اشتعالاً» مشدداً على أن رفح ستكون عصية على محاولات اجتياحها عنوة.


وفي معركة رفح التي غدت وشيكة، توشك الحرب التطهيرية التي يشنها جيش الاحتلال على قطاع غزة أن تدخل أخطر محطاتها، فبعد سلسلة من الإخفاقات والهزائم لقوات الاحتلال في الشجاعية وجباليا وخانيونس، تبدو سكتها القادمة إلى رفح، لمواصلة عمليات القتل والتدمير والتهجير، لكن من وجهة نظر مراقبين، فإن سلاح القوة والغطرسة مهما بلغ، لا يمكنه الانتصار على إرادة الشعوب، ومن هنا فما تملكه المقاومة ومن خلفها الشعب في رفح من عزيمة وإرادة، يكفي ليس فقط لرد الاحتلال خاسراً، بل ولتحقيق نصر مؤزر، ودحر كل محاولات النيل من صمود الفلسطينيين في هذه البقعة الضيقة والمكتظة.

مساحة إعلانية



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى