محليات
136
تعد حجر عثرة أمام خريجي المرحلة الثانوية..
تدريب طلاب الثانوية ضروري للمرحلة الجامعية
هديل صابر- نشوى فكري
دعا عدد من المختصين وأولياء الأمور إلى ضرورة تشكيل لجنة تشرف على المراكز التدريبية الخاصة للحد من غلاء أسعارها ومراقبة الأداء، لاسيما أنَّ السواد الأعظم منها لا يأخذ بعين الاعتبار رغبة طلبة المدارس وتحديدا الطلبة الذين أنهوا المرحلة الثانوية بالالتحاق بعدد منها خاصة خلال عطلة الصيف لاستثمار وقت فراغهم، إذ أنَّ شريحة منهم يرغبون في تأهيل أنفسهم لسوق العمل، وأخرى تود أن تمهد الطريق للحياة الجامعية.
وفي هذا السياق اقترح مختصون وأولياء أمور خلال حديثهم لـ “الشرق” جملة من المقترحات التي من شأنها أن تسهم في مواجهة غلاء أسعار الدورات التي تقف في بعض الأحيان حجر عثرة في طريق طلبة المرحلة الثانوية، كطرح حزم تدريبية بأسعار رمزية أو حسومات تصل إلى 70% تحاكي احتياجات هذه الفئة من منطلق المسؤولية المجتمعية إلى جانب المسؤولية الأخلاقية، العمل على تسويق الدورات التي تعقدها الجهات الحكومية خاصة أنها تعقد بأسعار رمزية أو مجانا، ورأى عدد منهم أهمية عقد معسكرات شبابية بإشراف الجامعات موجهة لطلبة المرحلة الثانوية تتضمن دورات تُعنى بمجال فهم الذات، ومعرفة القدرات تسهم في وضعهم على المسار الصحيح، إلى جانب استثمار قدرات الشباب في ساعات تطوعية تحسب كساعات عمل اجتماعية بمقابل تسجيلهم بورش أو دورات تدريبية تتناسب واحتياجاتهم ورغباتهم، والاستفادة مما يتيحه فضاء “الإنترنت” والالتحاق بدورات عن بعد كل حسب رغباته التي عادة ما تطرح بأسعار رمزية وفي متناول ذوي الطلبة.
عبدالله المنصوري: الاستفادة من مصادر التدريب الإلكترونية
بدوره شدد السيد عبدالله المنصوري – المدير التنفيذي لمركز قطر للتطوير المهني-، على أهمية التأهيل والتدريب المستمر، لافتا إلى أنَّ التطورات التي يشهدها سوق العمل تتطلب التطوير المستمر للذات والاستثمار في المهارات التي تؤهل الطلبة والباحثين عن العمل لدخول سوق العمل، وذلك بجوار التعليم الأكاديمي النظامي، وذلك بالمحافظة على ثقافة التعلم المستمر، فالأمر لم يعد محصوراً بقاعات الدراسة والمقررات الأكاديمية؛ فعلى المرء أن يكون دائم الاطلاع، وأن يواظب على تخصيص ساعة يومياً، على الأقل، للاستثمار في الذات والبحث عن جديد، تلك الخطوات التي قد يراها البعض صغيرة الآن لها بالغ الأثر بعد سنوات، اجعل التعلم الذاتي المستمر عادة صحية وجزءا من حياتك اليومية.
وعلق المنصوري على غلاء أسعار الدورات التدريبية في المراكز الصيفية، قائلا ” إنَّ لم يعد هذا الأمر عائقا، وبالإمكان من يرغب في تطوير ذاته، الدخول إلى مختلف المنصات والتدريبات المتاحة عبر الإنترنت، والتي توفر مصادر للتعلم في مجال كل تخصص بعينه، وأن يجد المعلومات والفرص المتاحة في هذا الشأن على بعد نقرة زر واحدة، ودون الحاجة لخوض دورات تدريبية باهظة الثمن.”
وأوضح المنصوري قائلا ” إنَّ مركز قطر للتطوير المهني يقدم مجموعة متنوعة من البرامج والخدمات والمنشورات المصممة خصيصًا لتساعد الطلبة في عملية اتخاذ القرارات الأكاديمية والمهنية، وعلاوة على أنشطة المعايشة المهنية والفعاليات والتعاون مع مختلف الجهات التعليمية ومؤسسات العمل في الدولة في تقديم الإرشاد المهني، من خلال جلسات الإرشاد المهني الافتراضية (عبر الإنترنت): والتي يمكن حجزها مباشرة عبر الدخول على موقع ww.qcdc.org.qa وحجز موعد مجاني مع أحد خبرائنا وتغطي الجلسات موضوعات هامة كفرص العمل، ومتطلبات الدراسة الجامعية، والإرشاد والتوجيه بشأن المسار المهني، وكيفية كتابة السيرة الذاتية، وتحديد الاختصاص الجامعي الأمثل، بالإضافة إلى سُبُل اختيار الجامعة الأنسب، والدراسة في الخارج، وتحديد الاهتمامات الشخصية للطلاب، وأهدافهم الأكاديمية والمهنية.”
محمد كمال: على المراكز مسؤوليتان أخلاقية ومجتمعية
دعا السيد محمد كمال- مدرب وباحث في علم النفس الاجتماعي-، خريجي وخريجات المرحلة الثانوية الحصول على دورات تدريبية في مجال فهم الذات، ومعرفة القدرات، معللا السبب في أنَّ الطالب في هذه المرحلة يرغب في معرفة إمكانياته، وكيف له أن يستثمر قدراته، مشددا على أهمية التركيز على هذا النوع من الورش، وكيف يتحسسون قدراتهم ويعرفون هواياتهم ويبحرون في ذواتهم لتوجيه قدراتهم التوجيه الصحيح.
وأكدَّ السيد محمد كمال أهمية الدورات التدريبية بصورة عامة، لاسيما وأنَّ الدورات تسهم في مساعدة هذه الفئة على اختيار التخصص، كما أنها تملأ وقت فراغهم بما هو مفيد، لاسيما وأنَّ الإبداع قادر على خلق مسارات جديدة لهذه الفئة، كما أنَّ الدورات تقتل الفراغ الذي قد يقود البعض للانحراف وسلوكيات خاطئة.
وتابع السيد محمد كمال قائلا ” إنَّ المشكلة في الدورات التدريبية هو أنَّ بعض المراكز الخاصة تطرح دورات متخصصة بمحتوى جيد إلا أنها لا تراعي فئة الطلبة وأنهم غير مستقلين ماليا، لذا من المهم أن تطرح هذه المراكز دوراتها ولا مانع من طرح حسومات لهذه الفئة تصل إلى 70% من سعر الدورة، على أن يلتزموا بالدورات من خلال تسجيل ساعات عمل تطوعية لهم، وهذا الأمر حقيقة قد قمنا فيه في مركزنا التدريبي، إذ عند طرح دورات يتم استقطاب عدد من المتطوعين والمتطوعات ممن هم بسن المرحلة الثانوية للتطوع مقابل تقديم ورش تدريبية مجانا، والحصول على شهادة معتمدة كما أنَّ هذه الورش تضاف إلى السيرة الذاتية خاصتهم، فالعلاقة باتت تكاملية فنحن كمركز استفدنا من طاقات الشباب وهم أيضا استفادوا من الدورات والورش التي نقوم بطرحها، ولابد أن يتم تفعيل مثل هذه الخطوات من منطلق أخلاقي ومن منطلق المسؤولية المجتمعية، هذا المفهوم الواسع الاكثر انتشارا في مجتمعاتنا العربية إلا أنه غير مفعل بالطريقة الصحيحة، كما أنَّه من المهم أن تحدد جهة تراقب عمل مراكز التدريب لتحديد الأسعار ولمتابعة محتوى الدورة.”
وعرج السيد محمد كمال في حديثه أنَّ بعض الأسر أيضا بحاجة إلى رفع الوعي في أهمية الدورات التدريبية لأبنائها، إذ البعض قد لا يدفع في دورة مبلغا زهيدا على أن يدفع هذا المبلغ على أمور قد لا تفيد، لذا لابد من رفع وعي الأسر في هذا الجانب.
فايزة الكعبي: المراكز الشبابية تطرح دورات مجانية
بدورها أوضحت السيدة فايزة الكعبي – مدربة -، قائلة ” إنَّ المراكز الشبابية من خلال وزارة الرياضة والشباب تقوم بطرح حزمة من الدورات المجانية مستهدفة الشباب في جميع المجالات، إلا أنَّ البعض لا يعير لها اهتماما وذلك من خلال تطبيق “شباب الأدعم”، إذ أنَّ الدورات التي تطرح تحاكي كافة الفئات العمرية بهدف استثمار وقت هذه الفئة خلال إجازة الصيف، وحتى يتم إكسابهم مهارات جديدة قد تفيدهم في مرحلتهم الجامعية أو في سوق العمل لمن اختار الانخراط بسوق العمل ما بعد المرحلة الثانوية.” وعللت السيدة فايزة الكعبي غلاء أسعار بعض الدورات التدريبية في المراكز الخاصة، بأنَّ هذه المراكز تقدم تدريبية متخصصة وبسبب قلة الطلب عادة ما تكون الأسعار باهظة، إلا أنَّ هناك مراكز تقدم تسهيلات لفئة الشباب من خلال طرق دفع تتلاءم ووضعهم خاصة من فئة الشباب لتشجيعهم ودفعهم نحو التأهيل والتدريب.
واقترحت السيدة فايزة الكعبي في ختام حديثها على مراكز التدريب الخاصة طرح حزمة من الدورات بأسعار مخفضة لطلبة ما بعد المرحلة الثانوية لتشجيعهم، ولدفعهم نحو الحصول على دورات تدريبية لاستثمار وقتهم في فصل الصيف، حتى لا يكونوا عرضة للفراغ، على أن تكون الدورات معتمدة على التدريب العملي وليس النظري فقط كما المعمول به على مقاعد الدراسة لزيادة الفائدة.
محمد شاهين: تنظيم مخيم صيفي لتهيئة الطلاب للجامعة
رأى محمد شاهين- مدرب وناشط شبابي، أن إعداد الطلاب وتأهيلهم خلال فترة الإجازة الصيفية يعتبر مسؤولية مشتركة لأكثر من جهة، حيث تعد الأسرة المسئول الأول والأساسي، إذ أن دورها يكمن في مساعدة الطالب في التعرف على قدراته، وميوله المهنية والتخصص الذي يرغب في دراسته، مشيرا إلى أهمية دور الأسرة أيضا في مساعدة الابن وتوجيهه للحصول على متطلبات الدراسة أو تقوية احدى اللغات أو تعلم مهارة جديدة، حيث إن لها دورا كبيرا في جمع المعلومات عن الدورات المطروحة في المجتمع بهدف تهيئة الابناء واستثمار الإجازة الصيفية في تعلم شيء مفيد ونافع بالدرجة الأولى.
وأشار إلى دور الوزارات المعنية بالشباب مثل وزارة التربية والتعليم، وهي عليها مسؤوليات كثيرة في هذا الجانب، سواء من خلال الرقابة على المراكز الخاصة، منوها باهمية دور الجامعات نفسها في مساعدة الطالب على تطوير نفسه ومهاراته من خلال طرح دورات متنوعة، موضحا أن المهارات تنقسم إلى المهارات المهنية وهي التي تساعده على اجتياز الاختبارات الاكاديمية، ولذلك يجب أن يكون الاستعداد متواصلا ومستمرا منذ الصف الثاني عشر، حتى يدرك الطالب مستواه مثلا باللغة الانجليزية او الرياضيات التي هي احد اهم متطلبات الجامعات، بالإضافة إلى الحاسب الآلي.
ولفت إلى أن هناك مهارات اخرى مهمة يمكن للأبناء تعلمها، ويمكن عملها في شكل المخيم الصيفي أو الدورات الصيفية، مما يساعد على تنمية مهارات الأبناء سواء في البحث العلمي أو الفنون أو التصوير، وتعليم مهارات اخرى مثل إدارة وتنظيم الوقت، وكذلك تعليمهم كيفية التفكير النقدي خاصة للطلاب الجدد، مؤكدا أهمية المعسكرات الصيفية والدورات، بحيث تكون جهات مسئولة عند تنظيمها وتوفيرها بأسعار معقولة… وتابع قائلا: يمكن أن تكون ضمن الفعاليات السنوية، عمل مخيم لتهيئة الطلاب للمرحلة الجامعية، حتى يستفيد الطلاب من وقت الاجازة في تعلم مهارات جديدة تساعدهم على تنمية مواهبهم، وكذلك تؤهلهم للاستعداد للحياة الجامعية او العملية، خاصة وأنها تتطلب مهارات كثيرة، الامر الذي يشجع الكثير من اولياء الأمور على إشراك ابنائهم.
أمير الباكر: ارتفاع الأسعار عائق أمام أولياء الأمور
دعا السيد أمير الباكر- ولي أمر، المدارس إلى فتح أبوابها خلال فترة الإجازة الصيفية، بحيث يتم استغلال المبنى في إعطاء دورات صيفية للطلاب سواء لتعليمهم مهارات جديدة أو تقوية الطالب في احدى اللغات، بحيث تكون بسعر رمزي، مشيرا إلى انه يمكن إعطاء الفرصة لبعض المعلمين والمعلمات الذين يرغبون في المشاركة نظير إعطائهم مكافآت… وطالب الجهات المعنية بضرورة وضع سقف لأسعار الدورات في المراكز الخاصة، التي تقوم باستغلال أولياء الأمور، مشددا على أهمية أن يفكر ولي الأمر في إبعاد أبنائه عن الأجهزة الذكية والتكنولوجيا، بحيث يساعدهم على استثمار وقت فراغهم في تعلم رياضة وتنمية مواهبهم واكسابهم مهارة بدلا من قضاء الاجازة في السهر او النوم وغيرها من الاشياء التي لا تفيدهم، ولذلك يجب تذليل الصعاب أمامهم.
وتابع قائلا: البعض من الاسر والعائلات لم تسافر لخارج البلاد، لذلك تبحث لمساعدة ابنائهم في تعلم مهارات تفيدهم في حياتهم العلمية والعملية، إلا أن ارتفاع الأسعار عائق أمامهم، لذلك يجب على شركات القطاع الخاص إعطاء الفرصة لطلاب الجامعة للاستفادة والتدريب داخل شركاتهم، وذلك من منطلق المسؤولية المجتمعية، والمساهمة في تدريب هؤلاء الطلاب وتعليمهم شيئا مفيدا ونافعا. وأوضح أن هناك بعض المراكز الشبابية في الدولة التي تقوم بطرح دورات متنوعة للطلاب، مثل النادي العلمي القطري، معربا عن أمله أن تطرح جميع المراكز الشبابية دورات لتنمية مهارات الطلاب، وتفعل دورها بحيث تكون هذه الدورات بأسعار معقولة وتتناسب مع أولياء الأمور، الأمر الذي يؤدي لخلق اجيال مبدعة ولديها حب للتعلم.
أحمد الحوسني: ضرورة إعادة النظر بأسعار الدورات
قال أحمد الحوسني- ولي أمر-، ” إنَّ الدورات التي تطرح من قبل المراكز التدريبية الخاصة تبالغ في أسعارها، لاغين دورهم المجتمعي في دعم فئة الشباب، إذ أنَّ الكثير من الأسر تبحث عما يشغل أبناءهم في عطلة الصيف لاستثمار أوقاتهم، إلا أنَّ غلاء أسعار الدورات يحبط الأسر التي لديها أكثر من ابن أو ابنة، لذا من المهم إعادة النظر في أسعار الدورات من خلال جهة تقوم بمراقبة الأسعار، ووضع حد لها لاسيما لخريجي وخريجات الثانوية العامة.”
وتساءل أحمد الحوسني عن الدورات التي تُطرح من قبل وزارة الرياضة والشباب لماذا لا يتم الإعلان عنها؟، لاسيما أنها تطرح دورات مجانية، لذا لابد من تكثيف الإعلانات لاستقطاب الفئة المستهدفة التي تعد الأكثر أحقية بالدورات، كما من المناسب أن تتعاقد المراكز الخاصة مع الجهات الحكومية بغرض طرح دورات تتناسب وفئة ما بعد المدرسة لتأهيلهم لسوق العمل لاسيما ممن لديهم رغبة في الانخراط بسوق العمل بالشهادة الثانوية مع طرحها برسوم رمزية.
إيمان الكواري: يجب تحديد أسعار الدورات في المراكز الخاصة
نوهت إيمان الكواري، بأن المجتمع بحاجة لتدريب وتثقيف الطلاب في مختلف المجالات، حتى يكون هناك شباب مبدع ولديه حب التعلم والتطور، وقدرة على تخطي كافة التحديات التي قد تواجه سوق العمل، مشيرة إلى أهمية تعاون إدارات المدارس مع أولياء الأمور خاصة طلاب المرحلة الثانوية لمعرفة توجيه أبنائهم… وشددت على أهمية دور المراكز الشبابية في تشكيل شخصية الشباب، خاصة انها تطرح العديد من الدورات المختلفة، مشيرة إلى أهمية أن يتم وضع سقف لأسعار الدورات في المراكز الخاصة التي تشرف عليها وزارة التربية والتعليم، خاصة ان هذه الدورات لها دور كبير في إعداد قادة المستقبل، وغرس حب التعلم في نفوس الطلاب منذ الصغر، بحيث يتجه للمجال الذي يمكنه الابداع فيه سواء تعلم لغة جديدة وتعزيز مهارة الابتكار والابداع لديه.. ولفتت إلى أن الحاجة ماسة لتكثيف الحملات الإعلانية عن هذه الدورات التي تطرحها الجهات المختلفة، خاصة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك لجذب واستقطاب الطلاب من مختلف المراحل العمرية، مؤكدة اهمية هذه الدورات في استكشاف الفكر الابداعي لدى الأبناء، ولذلك فإنه يجب على الأسرة والمدرسة التكاتف من اجل إبعاد الأبناء عن وسائل التكنولوجيا المختلفة.
مساحة إعلانية