محليات
142
زيارة المجالس ضرورة لتعزيز الترابط الاجتماعي والنفسي..
مواقع التواصل الاجتماعي – تعبيرية
وفاء زايد
أكد رواد أعمال وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أن المناسبات فرصة للتفاعل المباشر مع المحيط المجتمعي بتقديم المعايدة بالعيد وسماع أخبارهم والانسجام مع أحاديثهم ومواقفهم، منوهين أن التكنولوجيا أثرت سلباً على كثيرين بالانعزالية عن النسيج الاجتماعي والانطواء والغياب عن الأحداث، والتوتر والضيق والانزعاج مع كثرة الرسائل النصية، أو الوقوع في عمليات نصب واحتيال وشراكات وهمية.
وقالوا في لقاءات لـ أن الذكاء الاصطناعي ابتكر روبوتات للدردشة تقوم بإرسال رسائل لقائمة الأصدقاء في أي هاتف محمول، وتتولى الرد بعبارات (عيد سعيد) و(شكراً لكم) دون أن يكون مرسلوها هم أصدقاء بالفعل، وأضافوا أن أشكال التواصل في صورة وكلمة وموقف تتم ببرامج الذكاء الاصطناعي أو من خلال الدردشة الصوتية، وهذا يفقد العيد بريقه.
محمد الجفيري: زيارة المجالس تقوي الروابط الاجتماعية
أكد السيد محمد الجفيري مبتكر ورائد أعمال وباحث دكتوراه في مجال الذكاء الاصطناعي أهمية التوازن في استخدام التكنولوجيا في الحياة اليومية، حتى لا تنعكس سلباً على الأنشطة المختلفة التي يقوم بها الإنسان. وقال: للتكنولوجيا وجهان، فقد حققت التواصل بين البشر ولكنها في الوقت ذاته قللت من المشاعر والروابط بينهم، وأثرت عليهم بالانشغال واللامبالاة والانعزال عن المحيط المجتمعي، ونحن نرى كثيرين من الشباب في المجالس يجتمعون لتبادل الأحاديث وكل شخص منشغل بالجوال لساعات يقوم بالرد على رسائل الآخرين النصية في مجموعات عبر حسابات الواتساب أو السناب شات أو الفيسبوك مثلاً. وأوضح أنه من واقع بحثه الأكاديمي ودراسته في علوم الذكاء الاصطناعي أنه توجد برامج إلكترونية تسمى الدردشة تقوم بصياغة رسائل وكتابتها وإرسالها، وكل رسالة ترد للشخص يقوم بإرسال REPLAY أو بنفس صياغة الرسالة لآخرين دون أن يعرف حتى اسم الشخص المرسل إليه، مضيفاً أنه على الرغم من انتشارها الواسع إلا أن الرسائل النصية المتكررة باتت مزعجة وتأخذ وقتاً طويلاً من حياة أي شخص. وقال إن ابتكارات المستقبل في الذكاء الاصطناعي ستكون في برامج تدار بالذكاء الاصطناعي حيث تقوم روبوتات الدردشة أو خاصية الرد الإلكتروني في حسابات الواتساب أو السناب شات بإرسال رسائل نصية تحمل عبارة (عيدكم مبارك) والرد (وكل عام وانتم بخير) و(شكراً لك) وهي في الحقيقة رسالة أرسلها روبوت آلي وليس الشخص المعني، وهذا يفقد العيد معناه. ودعا الشباب إلى ضرورة الحفاظ على قيمة التفاعل الاجتماعي المباشر مع أسرهم وأقاربهم وأصدقائهم وزملاء العمل، لأنها تزيد من عرى الروابط الاجتماعية والنفسية، إضافة ً إلى أن الالتقاء يحمل قيمة نفسية في المصافحة والتآخي والمحبة والتوادد مع الآخرين.
وحث الشباب صغار السن على ضرورة الالتقاء في المجالس مع الأجداد والآباء والأكبر سناً والتواصل المباشر معهم لتعزيز القيم الروحية والمجتمعية والمعايدة عليهم، والالتفات لأهمية التواصل والتردد على المجالس والارتباط بالمحيط الاجتماعي.
علي لحدان المهندي: اللقاءات المباشرة لابد أن تبقى
أكد السيد علي لحدان المهندي ناشط على مواقع التواصل الاجتماعي أن التكنولوجيا لها وجه إيجابي في تعزيز التواصل مع أفراد وعائلات يقضون إجازة العيد في الخارج أو ممن يدرسون في جامعات أجنبية أو مرضى في المستشفيات، فقد اختصرت الوقت والجهد في التفاعل المباشر معهم وهذا يزيد من أواصر المحبة بينهم.
وأضاف أنه حرص من أول العيد على الالتقاء مع كل أفراد قبيلته وعائلته في مجلس بمنطقة الذخيرة، الذي يلتقي فيه كل الشباب والأطفال لتبادل الأحاديث ومعايدتهم بالعيد، مؤكداً أنها عادة مجتمعية وركيزة أساسية لابد من المحافظة عليها وترسيخها في نفوس الناس.
وأشار إلى أن البعض يتابع المجالس ويحضرها ويتفاعل مع أخبار مجتمعه، وفي الوقت ذاته يتفاعل مع المراسلات الإلكترونية لأن التكنولوجيا اليوم صارت جزءاً من حياة الناس، إلا أن البعض يستغل التكنولوجيا في إضاعة الوقت وإهدار الزمن في أمور غير مفيدة بينما وجدت هذه التقنية لتسهيل التعاملات.
هند المهندي: التقنيات تفقد دفء العلاقات
قالت السيدة هند المهندي إعلامية: إن طريقة التفاعل مع أيام الفرحة اختلفت عن السابق سواء ببطاقات المعايدة الإلكترونية أو بصور السيلفي أو بجروبات المحادثات الجماعية التي تجمع أصدقاء ومعارف لا يعرفون بعضهم، يتحدثون عن فعاليات العيد والعروض الفنية.
وأضافت أن الرسائل النصية الجاهزة التي تنتشر في مواقع الإعلام الاجتماعي يستخدمها الجميع وترسل لأي أحد، كذلك الصور المعدلة بالفوتوشوب، حتى إرسال الهدايا وباقات الزهور تتم عبر توصيل الطلبات بينما لا يكلف الشخص نفسه عناء الزيارة، وهذا يفقد العيد علاقة الترابط المباشرة.
وأكدت أن الأسر اليوم تحرص جداً على الحفاظ على شكل المجلس وموائد الضيافة وهدايا العيد وعيديات الصغار بحيث تكون الأطباق القطرية الشعبية مثل اللقيمات والخنفروش والحلويات المحلية والشرقية والغربية حاضرة بقوة في المناسبة السعيدة. وأشارت إلى أن تزيين مداخل البيوت والمجالس من الأمور الأساسية جداً في أي بيت قطري، وأن تكون الموائد عامرة بالقهوة الأصيلة والأطعمة التقليدية، وتفوح منها روائح البخور والطيب والعود التي تستقبل الضيوف بالترحاب، فهي من القيم التي يحافظ عليها الجميع. وقالت: إن التكنولوجيا لغة العصر، ولابد أن يكون كل إنسان ملما بها، ويتطلب منه معرفة أساسياتها وعلومها ومجالات تطبيقها لأثرها البالغ في حياته وتعاملاته، مضيفة أنه يتطلب من البعض التوازن في استخدامها بحيث ألا تطغى على حياته الخاصة، وألا تأخذ كل الوقت والجهد وراء شاشات الأجهزة المحمولة دون فائدة.
حسن الحاجي: العيد فرصة لتعليم الصغار قيمة الارتباط بالمجالس
قال السيد حسن يوسف الحاجي: لقد تغير شكل التواصل في العيد، بسبب الانتشار الواسع للتكنولوجيا وكثرة التطبيقات الإلكترونية التي تروج للمناسبات بمغريات عديدة تجذب الشباب والأطفال.
وأضاف أن كثيرين ما زالوا متمسكين بالزيارات الاجتماعية والحضور والتفاعل المباشر فأنا أحرص على التزاور مع العائلة والأقارب برفقة أبنائي، وأتواصل معهم بعيداً عن سيطرة التكنولوجيا، مؤكداً أن العيد فرصة للصغار ليتعلموا قيمة العلاقات الاجتماعية ودورها النفسي والذهني والروحي في حياة الفرد.
وأشار إلى أن كثيرين في الزيارات ولقاءات المجالس منشغلون بالهواتف المحمولة أو الحواسيب أو أجهزة الآيباد لمتابعة أفلام ومواقف مثلاً، أو الرد على رسائل من هنا وهناك، وينشغلون عن متابعة أخبار مجالسهم ولا يكتسبون صداقات جديدة بسبب انعزالهم عن المكان المحيط بهم.
مساحة إعلانية