محليات
52
هديل صابر
أكد أطباء ومدربو تسويق رقمي أنَّ بعض التطبيقات الطبية لا تتمتع بدقة عالية ويتم تطويرها فقط لأغراض تجارية قد تروج للساعات الذكية أو التطبيقات الطبية بهدف جذب شريحة من الجمهور لاقتنائها، محذرين من استخدامها سيما وأنَّ هذه التطبيقات لا تنم عن الحالة الصحية الدقيقة للشخص، كما أنها قد تسبب الهوس لدى البعض.
وقال الأطباء في تصريحات لـ «الشرق»: إنَّ الساعات الذكية أو التطبيقات المَعنية بقراءة مستويات ضغط الدم أو نبض القلب غير معتمدة من منظمة الصحة العالمية وهيئة الغذاء والدواء الأمريكية، الأمر الذي يشير إلى ضرورة تجنب الاستناد إلى قراءاتها والتسليم بها والاعتماد عليها كبديل للتشخيص المبدئي للطبيب.
ورأى السيد عمَّار محمد – مدرب تسويق رقمي، أنَّ الذكاء الاصطناعي قادر على تسهيل فرص وصول الرعاية الصحية للمرضى، لاسيما مرضى الزهايمر ومرضى السكري، فهناك العديد من التطبيقات الذكية التي يمكن أن تساعد هؤلاء المرضى في إدارة حالتهم الصحية، بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد في تحسين جودة الرعاية الصحية من خلال تحسين التشخيص والعلاج.
د. محمد عشا: لم تُعتَمَد من «الصحة العالمية»
رأى الدكتور محمد عشَّا – استشاري أمراض باطنة، أنَّ التطبيقات التي تعرف بـ»الطبية» والمتوفرة في الهواتف والساعات الذكية ليس بالإمكان الاستناد إلى معلوماتها في قياس مستوى ضغط الدم، والنبض، بل قد تعطي مؤشرات للشخص في أن عليه اتخاذ خطوة للتوجه لمقدم الرعاية الصحية، على سبيل المثال لا الحصر فالساعات الذكية لها معايير أو مؤشرات محددة توضح مستوى الضغط أو مؤشرات مستوى التوتر، كما تقيس جودة النوم بناء على نبضات القلب، ولابد التوضيح هنا أنَّ هذه التطبيقات ليست معتمدة من قبل منظمة الصحة العالمية أو هيئة الغذاء والدواء الأمريكية، إلا أنها تعطي مؤشرات قد تكون صحيحة، لذا بالإمكان الاستعانة بهذه المؤشرات للجوء إلى المختصين حتى يكتشف الشخص هل بالفعل هذه القراءات تنم عن مشكلة ما أم أنَّ القراءات كانت نتيجة عرض ما يمر به الشخص، سيما وأنَّ الأطباء لا يعتمدون أو يلقون بالاً للقراءات الصادرة عن التطبيقات هذه.
وحذر الدكتور محمد عشا من استخدام هذه التطبيقات لاسيما عند الأشخاص الذين لديهم استعداد للتوتر، إذ إن هذه التطبيقات قد تخلق عند البعض هوسا في تتبع حالتهم الصحية.
وعرج الدكتور محمد عشَّا على استخدام الذكاء الاصطناعي في التشخيص، موضحا: «إنَّ من المهم أن نتعرف على الأدوات التي تخدم المريض والأدوات غير النافعة له، وهذا الأمر يعود إلى ضمير الطبيب ومدى درايته الكافية، فعلى سبيل المثال بدأت بعض الدول تعتمد طريقة وهي تزويد المريض بجهاز يشتمل على سماعة لفحص نبض القلب وبإمكان المريض أن يقتنيه ويصبح له متابعات أسبوعية عن بعد بحيث يتم تدريبه على استخدامه حتى يتبع تعليمات الطبيب عند كل موعد عن بعد لسماع نبضه كأنما هو عند الطبيب في العيادة بهدف تسهيل سبل وصول الرعاية الصحية للمرضى لاسيما في الدول التي تشهد قلة في عدد الكوادر الطبية».
د. رشاد لاشين: قراءاتها تخلق هوساً عند البعض
حذَّر الدكتور رشاد لاشين- طبيب أطفال ومراهقين-، من بعض تطبيقات الهواتف الذكية أو الساعات الذكية التي يستخدمها البعض بهوس لقراءة النبض وقياس ضغط الدم، لافتا إلى أنَّ المبالغة الزائدة في استخدامها تسهم في زيادة نسب القلق والتوتر لدى المريض وبالتالي ينتج عنه قراءات غير دقيقة ومشاكل ضعف المناعة، مشددا على أهمية الاعتدال بأي أداة من الأدوات التي يستخدمها المريض أو الشخص العادي لقياس النبض أو الضغط، كما لا يجب الاعتماد عليها وكأنها بديل عن تشخيص الطبيب.
وعرج الدكتور لاشين في حديثه على الذكاء الاصطناعي قائلا «إنَّ تطبيقات الذكاء الاصطناعي بات لها مكان في القطاع الصحي، إلا أنها ليست كافية للاستناد إليها، بل قد تساعد في وصول الرعاية الصحية للجميع، كاستخدامها لتتبع حالة مرضى القلب – على سبيل المثال لا الحصر – أو المرضى الذين يعانون من الزهايمر في تتبعهم، إلا أنها لن تحل محل الكشف السريري وتتبع التاريخ المرضي للمريض، فصحة الإنسان منظومة متكاملة».
د. أحمد عمَّار: وسائل قياس وليست تشخيصية
أكد الدكتور أحمد عمَّار – مسؤول مكافحة عدوى وسلامة المرضى، أنه لا ينبغي الاعتماد عليها لكنها وسيلة مثبتة لزيادة الوعي الصحي لدى الأفراد، كما أنها تمنحهم حوافز حتى يمارس الرياضة ليبذل مجهودا أكثر، لكن التطبيقات المتضمنة في الساعات الذكية ليست علاجية ولكنها وسائل قياس فقط، مشيرا إلى أنَّ هناك نوعا من أنواع التكنولوجيا الحديثة التي تعمل بشكل من أشكال التدخل الطبي لإنقاذ حياة المرضى كبعض المرضى الذين يعانون من اضطرابات في نبضات القلب، إذ تم تصميم سترة مدعمة لقياس نبضات القلب ومنح المريض صدمات كهربائية بسيطة في حال انخفضت نبضات القلب لديه، كالسوار الإلكتروني الذي يوضع حول معصم مرضى الزهايمر أو المصابين بالتوحد لمتابعة نشاطهم وتحديد موقعهم للحفاظ على حياتهم».
ونصح الدكتور عمَّار بعدم الاعتماد الكلي على التطبيقات الذكية لعدم اعتمادها كأداة طبية معترف بها، في التشخيص أو العلاج، فهي كأي جهاز قد يكون لديها انحراف نحو الإيجاب أو السلب فالاستشارة الطبية هي الأساس لأخذ الإجراء الطبي المناسب.
عمَّار محمد: التطبيقات بالذكاء الاصطناعي أثبتت فاعليتها
أما السيد عمَّار محمد – مستشار ومدرب تسويق رقمي، فأوضح قائلا «إنَّ دقة التطبيقات الطبية تختلف باختلاف التطبيق والهدف منه، فهناك تطبيقات طبية تهدف إلى التوعية الصحية فقط، وهي في الغالب دقيقة، إذ تعتمد على معلومات موثوقة من مصادر طبية معتمدة، وهناك تطبيقات طبية تهدف إلى التشخيص أو العلاج، وهذه التطبيقات في الغالب أقل دقة، حيث تعتمد على خوارزميات ذكاء اصطناعي يتم تطويرها باستمرار، بشكل عام، يمكن القول إن دقة التطبيقات الطبية آخذة في التحسن مع التطور المستمر لتقنيات الذكاء الاصطناعي، فهناك العديد من التطبيقات الطبية التي أثبتت فاعليتها في التشخيص أو العلاج، مثل التطبيقات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي للكشف عن سرطان الجلد أو أمراض القلب، كما في المقابل هناك بعض التطبيقات الطبية التي لا تتمتع بدقة عالية، ويتم تطويرها فقط لأغراض تجارية، هذه التطبيقات قد تروج للساعات الذكية أو التطبيقات الطبية بهدف جذب شريحة من الجمهور لاقتنائها».
وحول دور الذكاء الاصطناعي في تسهيل الوصول للرعاية الصحية، أشار عمَّار محمد إلى أنَّ الذكاء الاصطناعي قادر على تسهيل فرص وصول الرعاية الصحية للمرضى، لاسيما مرضى الزهايمر ومرضى السكري، فهناك العديد من التطبيقات الذكية التي يمكن أن تساعد هؤلاء المرضى في إدارة حالتهم الصحية، مثل التطبيقات التي تساعد مرضى الزهايمر على تذكيرهم بمواعيد الأدوية أو الأنشطة اليومية، والتطبيقات التي تساعد مرضى السكري على مراقبة نسبة السكر في الدم، بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد في تحسين جودة الرعاية الصحية من خلال تحسين التشخيص والعلاج، فهناك العديد من الأبحاث التي تجرى حالياً لتطوير تطبيقات ذكية يمكن أن تساعد في تشخيص الأمراض في وقت مبكر أو تطوير علاجات جديدة، وختاما لابد التأكيد على أنَّ الذكاء الاصطناعي قادر على إحداث ثورة في الرعاية الصحية من خلال تحسين الوصول إلى الرعاية وتحسين جودة الرعاية.
د. طارق فودة: ندعم التقنيات لتسهيل التشخيص فقط
أوضح الدكتور طارق فودة – طبيب طوارئ، قائلا «إننا كأطباء ندعم أي تقنية حديثة تسهل في عملية التشخيص، وتمنحنا دقة في المعلومات للتوصل إلى طرق علاجية أكثر دقة، أو تسهل حياة المرضى، أما فيما يتعلق بالساعات الذكية أو التطبيقات على الهواتف الذكية لقياس الضغط والسكر فهي تعطي مقياسا وليس تشخيصا أو علاجا، مما يتطلب تدخل الطبيب، فقد يكون الشخص قد تعرض لأمر ما أسهم في ارتفاع ضغطه أو نبضه فهذا الأمر الطارئ مع القراءة التي قام بتسجيلها التطبيق أو الساعة الذكية ليست مؤشرا على شيء كما أنها ليست دقيقة، فالذكاء الاصطناعي يعتمد على دلالات أمامه، وإنما الإنسان جسمه متغير أي ينتقل من حالة لحالة، وهذا الأمر لا يمكن قياسه إلا من خلال الطبيب المعالج مع الكشف السريري أو حتى مع الأسئلة التي يطرحها الطبيب على المريض التي قد تأخذ بالطبيب للعلاج المناسب».
وتابع الدكتور فودة قائلا «إلا أنه بالإمكان تطويع الذكاء الاصطناعي في تتبع مرضى الزهايمر أو تتبع قراءات مرضى القلب عن بعد، أما الساعات الذكية فقد تصبح مصدر خطر على الشخص المهووس في قياس الضغط والنبض وبالتالي تزيد من نسب التوتر لديه، لذا يعد استخدامها أمرا خطيرا في هذه الحالة».
مساحة إعلانية