مدير مركز الشرق الأوسط بجامعة بنسلفانيا لـ الشرق: الإدارة الأمريكية تصعّد حدة انتقادها لإسرائيل

أكد د. جون جازفينان المدير التنفيذي لمركز الشرق الأوسط بجامعة بنسلفانيا، أنه لم يعد خفياً داخل الأوساط والأروقة السياسية في واشنطن حجم الانتقادات الواسعة لرد الفعل العسكري الإسرائيلي باعتباره مفرطاً وزائداً عن الحد، وبرز هذا مرة أخرى في تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، التي انتقد فيها رد الفعل العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة رداً على هجوم 7 أكتوبر من العام الماضي، ومواصلة جهود البيت الأبيض في الضغط من أجل التوصل إلى هدنة مستدامة في غزة، في إطار الجهود الأمريكية المستمرة التي تبذلها إدارته منذ بدء الحرب لتخفيف وطأتها على المدنيين، قائلاً: «أنا أدفع بقوة، بقوة بالغة، لإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة».
مؤشرات لافتة
يقول د. جون جازفينان المدير التنفيذي لمركز الشرق الأوسط بجامعة بنسلفانيا: إن هذه ليست المرة الأولى التي ينتقد فيها الرئيس بايدن إسرائيل وبقوة بشأن حملتها العسكرية المتصاعدة في غزة، والنوايا عن عمليات عسكرية إضافية في مدينة رفح الفلسطينية التي يوجد بها ملايين النازحين، لاسيما أن إدارة بايدن ضغطت لأكثر من مرة على إسرائيل بشأن عمليتها العسكرية ولكن دون استجابة مباشرة من نتنياهو وهو الأمر الذي قوّض من مصداقية إدارة بايدن لدى القاعدة المدنية والحقوقية، وفي ظل قائمة طويلة من المطالب المتصاعدة للضغط اتخذت إدارة بايدن بعضاً من العقوبات على المتطرفين المستوطنين، حيث كان مطلباً رئيسياً إيقاف أي تمويل أمريكي للمستوطنات التي تستخدم في الاعتداء على غزة، ورفض مشروعات شرعنة المستوطنات وقراراتها بالأمم المتحدة، رغم أنه في مجلس الأمن تستخدم أمريكا دائماً الفيتو من أجل وقف أي قرار لوقف الحرب لأسباب إنسانية ودائماً ما استخدمت الفيتو لأجل إسرائيل، ولكن الواقع الحالي تزايدت حدة الانتقادات بشدة من الداخل الأمريكي جراء المشاهد الدموية المفجعة للحرب في غزة وعشرات الآلاف من الضحايا المدنيين أغلبهم من النساء والأطفال.
انتقادات حادة
ويتابع د. جون غازفينان في تصريحاته لـ الشرق قائلاً: إن هذا يأتي في ظل انتقادات متصاعدة من مسؤولين أمريكيين تعد هي الأشد حدة حتى الآن بشأن الخسائر البشرية بين المدنيين في غزة جراء عمليات إسرائيل التي تحول تركيز هجومها حاليا إلى رفح، إلا أنه لا توجد مؤشرات على أن حديث واشنطن يلقى آذانا مصغية، وفي جولته الخامسة إلى المنطقة منذ الهجوم المباغت الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول، انتقد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، النشاط العسكري الإسرائيلي في غزة، وقال إن عدد القتلى بين المدنيين لا يزال مرتفعا للغاية رغم التحذيرات المتكررة، واقترح خطوات محددة يتعين على إسرائيل اتباعها، وقال بلينكن في مؤتمر صحفي إن أي «عملية عسكرية تقوم بها إسرائيل يجب أن تراعي المدنيين في المقام الأول، وهذا ينطبق على حالة رفح»، بسبب وجود أكثر من مليون نازح، وعندما سئل عما إذا كانت الولايات المتحدة «ستقف موقف المتفرج» بينما تستهدف القوات الإسرائيلية رفح، كرر بلينكن الموقف الأمريكي بأن العملية العسكرية الإسرائيلية يجب أن تراعي المدنيين في المقام الأول، ويحث دبلوماسيون أمريكيون إسرائيل على تغيير تكتيكاتها في غزة منذ أشهر، دون مؤشرات تذكر على النجاح، وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي، الخميس، إن أي هجوم على رفح دون المراعاة اللازمة للمدنيين سيكون «كارثة».