عربي ودولي
14
تداعيات سياسية وعواقب اقتصادية في حال عدم تنفيذه..
رام الله – محمـد الرنتيسي
في الأيام الأخيرة، جدد البرلمان الأوروبي، دعمه الثابت والراسخ لحل الدولتين الذي يجري التفاوض بشأنه بين الفلسطينيين والإسرائيليين، على حدود العام 1967، بحيث يفضي إلى دولتين ديمقراطيتين، تتمتعان بقدر متساو من الحرية والازدهار، وفق توصيفه.
وبات واضحاً للقاصي والداني، أن بداية تغيير في الرأي العام العالمي، بدأت تلوح في الأفق، تجاه القضية الفلسطينية، وضرورة إيجاد حل عادل وشامل، ينهي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وفقاً لحل الدولتين، الذي أجمعت عليه الأسرة الدولية، ونادت به مبادرة السلام العربية.
غير أن هذا التحول حتى وإن أخذ في التزايد والتعاظم، إلا أنه يحتاج من وجهة نظر مراقبين، إلى خطوات فعلية على الأرض، بعيداً عن لغة الشعارات والبيانات (على أهميتها من الناحية المعنوية) خصوصاً وأن دول الاتحاد الأوروبي لا تكل ولا تمل من الحديث عن أهمية وضرورة الإسراع بحل الدولتين، لتحقيق الأمن والاستقرار، وبنفس القدر، بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وبالنظر إلى آراء المراقبين، فالمطلوب من الاتحاد الأوروبي قبل الشروع في حل الدولتين، هو الاعتراف بدولة فلسطين، لما لهذا الاعتراف من دلالة على النظرة المتساوية التي يدور الحديث بشأنها بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأهميته لجهة أن يكون هذا الحل مستساغاً وقابلاً للتنفيذ.
ولا يكاد يمر يوم في العواصم الأوروبية، دون أن تخرج المسيرات المطالبة بضرورة إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، كما أن العديد من أعضاء البرلمانات الأوروبية ينادون في اجتماعاتهم ولقاءاتهم بضرورة وضع حد للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، واللافت أن هذه المطالب وجدت تأييداً واسعاً لدى غالبية الدول، بما فيها تلك الداعمة لدولة الاحتلال، والتي تربطها بها علاقات تجارية وسياسية متينة.
وبالاستناد إلى تصريحات المحلل السياسي رائد عبد الله لـ «الشرق» فإن الإطار العام للعملية السياسية، يجب أن يستند إلى تغيير جذري في الموقف الأوروبي من تطلعات الشعب الفلسطيني، للعيش بأمن وسلام، وكي ينعم بالاستقرار كسائر شعوب العالم، مبيناً أنه دون خطوات فعلية على الأرض، فإن هذا سيخرج التأييد والزخم الأوروبي من مضمونه، ويقوض المساعي المبذولة للسلام.
وحسب الكاتب والباحث السياسي محمـد الشريف، فإن الاعتراف الأوروبي بالدولة الفلسطينية، سيكون مقدمة لإقامتها إلى جانب إسرائيل، لتعيشا جنباً إلى جنب وفق حل الدولتين، غير أن هذا من وجهة نظره، يحتاج إلى مجازفة الاتحاد الأوروبي من خلال الاعتراف بدولة فلسطين، كي لا تظل المواقف الأوروبية تجاه «الدولتين» تراوح مكانها. يقول الشريف لـ«الشرق»: «حتى يكون حل الدولتين مقبولاً ومستساغاً بالنسبة للفلسطينيين، فيجب أولاً الاعتراف بدولتهم»، متسائلاً: «ما جدوى الشعارات المنادية بحل الدولتين، طالما لا تنعم دولة فلسطين بالاعتراف؟».
وتعترف أكثر من 150 دولة في العالم، بدولة فلسطين، لكن هذا غير كاف، كما يقول المراقبون، ما لم تبادر دول الاتحاد الأوروبي إلى الاعتراف بها، بما يفضي إلى وقف الصدامات المستمرة بين طرفي الصراع، الفلسطينيين وإسرائيل، وكان البرلمان الأوروبي أوصى أخيراً، باحترام القانون الدولي في السعي إلى حل الدولتين، باعتباره حلاً سلمياً عادلاً ودائماً، مطالباً بإصدار رأي قانوني عميق، يشرح العواقب والتداعيات السياسية والاقتصادية في حال التقاعس عن تنفيذه.
مساحة إعلانية