محليات
2
الدوحة – قنا
ثمن عدد من المسؤولين والمشاركين في أعمال الدورة /47/ للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر الدور المميز الذي تقوم به دولة قطر على صعيد العمل الإنساني، واستجابتها الدائمة والفورية لاحتياجات الدول الشقيقة والصديقة على مستوى العالم لتخفيف آثار ما تعانيه من أزمات وكوارث.
وأكد المسؤولون والمشاركون، في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، أن استضافة قطر لأعمال هذه الدورة يعد دليلا واضحا على دعم الدوحة للعمل العربي المشترك، وبخاصة في المجال الإنساني، وحضورها الدائم في كل الأوقات التي تستدعي مثل هذه التدخلات الإنسانية وغيرها.
وفي هذا الصدد، قال سعادة الدكتور صالح بن محمد التويجري الأمين العام للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر، إن المنطقة العربية تشهد الكثير من النزاعات والكوارث الطبيعية، وعدم التعافي التام حتى الآن من تبعات جائحة كورونا /كوفيد-19/، فضلا عن التأثيرات السالبة والضارة للتغير المناخي، ما أثر على البنى التحتية، وتدني مستوى المعيشة، وازدياد حالات النزوح الداخلي واللجوء للدول القريبة أو البعيدة، منوها إلى أنه في ظل هذه الظروف والتحديات الصعبة والمعقدة، تستضيف دولة قطر أعمال الدورة /47/ للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر لمناقشة واستعراض سبل تخفيف معاناة المنكوبين من تلك الكوارث والأزمات في المنطقة العربية، وهو ما يؤكد أن دولة قطر قيادة وحكومة وشعبا تولي مثل هذه القضايا اهتماما وعناية كبيرين، حيث ظهر ذلك في كل المواقف والحالات التي تتطلب تدخلا عاجلا في ميدان العمل الإنساني.
وثمن الدور الكبير والناجح للهلال الأحمر القطري في هذا المجال، مؤكدا أنه من أكثر الجمعيات الوطنية نشاطا وسخاء، وله تواجد وحضور مستمر على ساحات العمل الإنساني الإقليمية والدولية، وكلما كانت هناك حاجة لذلك.
من جهته، أكد سعادة الدكتور جلال بن محمد العويسي رئيس مجلس إدارة هيئة الهلال الأحمر السعودي، على الدور الكبير لدولة قطر والهلال الأحمر القطري في مجال العمل الإنساني، قائلا في هذا السياق “هناك العديد من القرارات التي نتطلع لتطبيقها على أرض الواقع من قبل الهلال الأحمر القطري، لدعم الموقف العربي ومساندة الجمعيات الوطنية في المنطقة العربية لتجاوز التحديات التي تمر بها”.
كما أبدى ثقته في تطوير عمل المنظمة في ظل رئاسة الهلال الأحمر القطري لدورتها السابعة والأربعين، وذلك جراء الخبرات والإمكانيات التي يتمتع بها، مبينا أن المنظمة العربية تزخر بالخبرات والكفاءات الكبيرة من القيادات التي ستتمكن من إصدار قرارات داعمة للمواقف العربية، ولافتا إلى أن الأوضاع التي تمر بها المنطقة العربية تستدعي التكاتف وتكثيف الجهود وتبادل الخبرات من قبل أصحاب القرار في الهيئات والجمعيات الوطنية في المنطقة العربية.
وأشار الدكتور العويسي، في هذا الصدد، إلى حجم التحديات التي جرى مواجهتها في الآونة الأخيرة ومنها زلزال تركيا وسوريا، بالإضافة لما يجري في السودان حاليا والقضية الفلسطينية وما يترتب على كل ذلك من تداعيات إنسانية، وغير ذلك من حالات نزوج ولجوء ومعيقات اقتصادية، مشددا على أنها تحديات تتطلب تعزيز مسيرة العمل العربي الإنساني المشترك الذي يتصدر الأهمية والأولوية في أجندة المرحلة الحالية.
أما الدكتور محمد حمد العسبلي المدير التنفيذي للجنة الإسلامية للهلال الدولي، وهي إحدى مؤسسات منظمة التعاون الإسلامي، فقال إن لدى اللجنة تعاونا ثنائيا مع الهلال الأحمر القطري في مجال العمل الإنساني، بجانب برنامج مشترك يتمثل في “المنتدى الإسلامي للقانون الدولي الإنساني” ويتيح نشره في ضوء الأحكام الإسلامية ذات الصلة، مثمنا العمل الإنساني الذي تضطلع به دولة قطر على كافة المستويات، مشيرا إلى أن الدوحة تعد عضوا في اللجنة باعتبارها إحدى الدول المصادقة على اتفاقية إنشائها.
وأكد أن أعمال هذه الدورة التي تستضيفها قطر مهمة للغاية كونها ستعزز من تعاون وتكاتف عمل الجمعيات الوطنية في القطاعات الإنسانية وتقديم العون الإنساني لمن يحتاجونه بالمنطقة العربية، قائلا “إن المجموعة العربية لها دور مميز في هذه المجالات على المستويات الفردية والثنائية والجماعية”.
من ناحيته، أشاد السيد مامدو صو رئيس البعثة الإقليمية للجنة الدولية للصليب الأحمر لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بدور قطر المتعاظم والمميز في مجال العمل والمساعدات الإنسانية، وشدد على أن قطر تعد عاصمة للحركة الإنسانية في المنطقة العربية ولها دورها وسمعتها الطيبة بهذا الخصوص على المستوى الدولي، منوها بالشراكة بين اللجنة والهلال الأحمر القطري، ومعربا عن تطلعه لنتائج إيجابية وفاعلة من هذه الدورة تخدم مسيرة العمل الإنساني العربي ومساعدة الجمعيات الوطنية للوفاء بأدوارها بهذا الخصوص.
وقالت المهندسة هادين الفتيح، مشرف قطاع إفريقيا بالمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر، إن هذه الدورة مهمة في ضوء التحديات والصعوبات التي تمر بها المنطقة العربية من نزاعات وكوارث بما فيها الجفاف والنزاعات المسلحة، مشيرة إلى أنها ستقدم خلال الدورة التي تستمر يومين تقارير عن الأوضاع الإنسانية في كل من السودان والصومال من حيث التحديات والأضرار الناجمة عن هذه الأزمات وحجم المساعدات المطلوبة وأعداد المحتاجين.
ولفتت إلى حاجة السودان الآن، حسب تقارير دولية، لمساعدات إنسانية في حدود 3 مليارات دولار، بعدما تضرر نحو 24 مليون شخص من الأزمة الحالية، مشيرة إلى حاجة الصومال بدورها إلى نحو 2.6 مليون دولار لتأمين مساعدات إنسانية عاجلة.
مساحة إعلانية