محليات
1248
تقع في طريق العامرية ووجهة للسكان على مدار العام..
محمد العقيدي – هديل صابر
أكد عدد من المواطنين والاختصاصين أن المياه الكبريتية في عين الحرجة نجحت في شفائهم من الامراض الجلدية التي أصيبوا فيها من الحساسية والاكزيما وغيرها من الامراض الاخرى، وذلك لاحتوائها على مادة كبريتية اضافة الى ارتفاع درجة حرارتها على مدار العام وكذلك ارتفاع نسبة الملوحة فيها، وتوجد منها عدة عيون في دولة قطر فمنها عين الحرجة، عين في خور لعديد، واخرى بالقرب من منطقة العامرية وغيرها من المناطق في البلاد، وعرف عن المياه الكبريتية بأنها مناسبة للجلد وتشفي من بعض الامراض الجدلية وتخفف من التهابها، مما يجعلها وجهة للمواطنين والمقيمين للاستشفاء منها، إذ يعتبر من إحدى خصائص الكبريت أنه مضاد للبكتيريا ويستفاد منه كمضاد حيوي للالتهابات الجلدية لاسيما الأكزيما وحب الشباب وغيرها من الأمراض الجلدية الأخرى. «الشرق» اتجهت إلى احدى العيون الكبريتية الواقعة بعد منطقة العامرية بعشرات الكيلو مترات، وخلال سيرنا على طريق أبو سمرة والوصول إلى تقاطع أم باب، اتجهنا أعلى الجسر الذي يبعد عن الدوحة 56 كم ومنه يسارا باتجاه العامرية التي تبعد عن الدوحة أكثر من 80 كم ، وبعد تجاوز المنطقة بأكثر من 20 كيلو مترا على طريق سودانثيل انحدرنا يسارا من على الطريق العام نحو العين الكبريتية الواقعة في منطقة «الحرجة» وبدت معالمها واضحة وبعد السير لعدة كيلو مترات في الصحراء وجدنا العين الكبريتية التي تم تسويرها مع اهمالها بشكل واضح لتبقى المياه تجري على مدار الساعة وغطت مساحات واسعة من الصحراء بسبب عدم اغلاق العين بعد ان وضعت عليها معدات تمكن من التحكم بفتحها وإغلاقها.
وكانت العين في السابق متساوية مع الأرض ولكن «كهرماء» عملت خلال السنوات الماضية على وضع أنابيب عليها ومفاتيح للتحكم بعملية تدفق المياه منها لتصبح مثل البئر يزورها الناس من كل حدب وصوب للاستشفاء منها خاصة من يعانون من الامراض الجلدية، حيث تشهد هذه العين اقبالا كبيرا بشكل يومي للاستفادة من مياهها.
وطالب مواطنون الجهات المعنية بالاعتناء بشكل أكبر ببئر العامرية بإعادة تأهيله، خاصة وانه مقصد للزوار من مختلف مناطق الدولة، والعمل على توصيل الطرق إليه حتى يتسنى للجميع الوصول إلى البئر دون عناء، خاصة أن الطرق الحالية وعرة، مع ضرورة العمل على وضع لافتات إرشادية على طريق أبو سمرة وطريق العامرية يستدل بها الناس على موقع البئر الكبريتية.
سياحة واستشفاء
قال سعيد حمد الأسود: تشتهر عين العامرية بأن مياهها كبريتية ويتردد عدد كبير من الزوار إليها طوال العام للاستفادة ولسياحة الاستشفاء منها خاصة من يعانون من حساسية الجلد والامراض الجلدية الاخرى، مؤكدا ان العديد من الزوار وجدوا الفائدة من هذه المياه التي تحتوي على نسبة كبريت وملوحة عالية ذات فائدة للجسم. وأضاف: رغم ان العين مقصد للزوار من مختلف مناطق الدولة، إلا انها تعاني من الإهمال الملحوظ، حيث اكتفت الجهات المعنية بتسويرها وتركيب انابيب للتحكم بعملية تدفق المياه، ولكن المياه لا تتوقف وتتدفق طوال اليوم دون الاستفادة منها لتصل إلى الصحراء وتنتشر على مساحات شاسعة، ادت إلى صعوبة الوصول إلى العين. وطالب الأسود الجهات المختصة بإعادة تأهيل المكان مرة اخرى مع مراعاة خصوصية الزوار من الرجال والنساء، وينبغي وجود قسم خاص للناس للاغتسال بالماء والاستشفاء منها، مشددا على ضرورة وجود محال لبيع هذه المياه للزوار الذين يصعب علهم زيارة البئر مرة اخرى نتيجة بعدها عن مناطق سكنهم ويفضلون اخذ كميات كبيرة من المياه معهم لاستخدامها باستمرار. وأكد الأسود أن المياه الكبريتية كما جرب العديد من الزوار نجحت في شفاء العديد من الحالات المرضية الجلدية مثل الحساسية والالتهاب الجلدي، مما جعلهم يزورونها باستمرار للتداوي منها.
مياه «سائبة»
أكد جابر المري، انه وأفراد عائلته والأقارب استفادوا من المياه الكبريتية الواقعة في منطقة عين الحرجة، واستشفى منها الأبناء بعد اصابتهم بحساسية جلدية عندما كانوا خارج البلاد وأصيب الأبناء بحساسية جلدية اثر غسيل الملابس في مغسلة عامة، وبعد العودة إلى الدوحة اتجهوا فورا الى العين الكبريتية التي استفادوا من مياهها كثيرا في علاج الحساسية، وهو ما يؤكد على ان المياه في العين تفيد الجسم والالتهابات الجلدية والامراض الأخرى لاسيما الحساسية والاكزيما وغيرها من الامراض التي تصيب الإنسان. وأضاف: إن الإهمال الكبير للمكان من قبل الجهات المعنية ادت إلى انتشار المياه في كل مكان دون الاستفادة منه، متمنيا الاهتمام بالعين وذلك بإنشاء دورات مياه خاصة للاستحمام والاستفادة من مياه هذه العين، والعمل على تعبيد الطريق إليها ووضع لافتات إرشادية على الطرق الرئيسية تدل على مكان العين.
تطوير موقع البئر
قال حمد القريصي: إن أحد أبنائه مصاب بالأكزيما وعند ذهابه للاستشفاء من مياه العين الكبريتية في منطقة العامرية تكون نتيجة الشفاء مؤقتة، وتعود الأكزيما مرة أخرى، وهو ما يدل على ان المياه الكبريتية تتناسب مع بعض الامراض الجلدية وليس مع جميعها لا سميا الحساسية والامراض الاخرى البسيطة، ولكنها لا تجد نفعا في الامراض الأخرى مثل الأكزيما، لافتا إلى انه في كل مرة يذهب بها إلى تلك العين يجد العديد من الناس يسبقونه إليها للتداوي من العين، ولكن شفاء بعض الحالات من هذه المياه لا يعني شفاء كل الحالات منها.
ودعا إلى ضرورة الاهتمام بمكان العين من قبل الجهات المعنية التي يقع على عاتقها استغلال الموقع والاهتمام به من كافة الجوانب واعادة تجديده مرة اخرى مع ضرورة الاستفادة منه بالشكل المطلوب عبر تمديد أنابيب مياه إلى خارج المكان وعدم السماح بالدخول إليه، علاوة على ضرورة وجود رجال امن يحرسون الموقع وينظمون عملية الدخول والحصول على الماء، إذ ان البعض يأخذون معهم كميات كبيرة من هذا الماء إلى منازلهم للتداوي منه.
تهدئة حكة الجلد
أكدَّ الدكتور سامر حجارين-استشاري الأمراض الجلدية والتجميل-، فوائد المياه الكبريتية في علاج عدد من الأمراض الجلدية، خاصة لتهدئة الحكة والجلد بصورة عامة خاصة بحالات الأكزيما، لافتا إلى دورها وفوائدها في علاج حب الشباب. وأشار الدكتور حجارين إلى أنَّ الكبريت كمادة مستخدمة بعيارات قليلة يفيد بعملية الاستقلاب في الجسم للجهاز المناعي عند أكله سيما وأنه موجود في البيض، الثوم والبصل واللحوم، كما يعد الكبريت ذا فائدة لصحة الجلد والشعر والأظافر، موضحا إنه لا يكفي الاستحمام بالمياه الكبريتية وإنما يجب أن يصاحب الأمر التغذية السليمة المشتملة على كافة المعادن والفيتامينات التي يحتاجها الجسم.
علاج موضعي
أما الدكتور سامر الياسين اختصاصي امراض جلدية وتجميل، كان له رأي مخالف إذ أوضح قائلا « إنه لا توجد دراسات علمية وافية وأبحاث تثبت فعالية المياه الكبريتية في علاج الأكزيما، إلا أنَّ أهمية المياه الكبريتية قد يبرز في علاج الالتهابات الجلدية بصورة عامة، إذ أنَّ الكريمات المتضمنة على مادة الكبريت تسهم في علاج الجرب».
وأضاف الدكتور الياسين قائلا «إنَّ الكبريت مادة مهمة وتدخل في الكثير من العناصر وفي الفيتامينات والبروتينات، فالكبريت كمادة حاصلة على موافقة منظمة الصحة العالمية في اتخاذها علاج موضعي لقشرة فروة الرأس مع خلطها مع السالساليك أسيد، كما أنه مفيد في علاج الآفات الجلدية كالأكزيما الجافة أو علاج الوردية. واختتم الدكتور الياسين حديثه لافتا إلى أنَّه لا توجد دراسات توضح علاقة المياه الكبريتية في تنشيط الجهاز المناعي أو أن لها دورا في السيطرة على أمراض المناعة الذاتية كالتهاب المفاصل -على سبيل المثال لا الحصر.
مساحة إعلانية