محليات
626
هديل صابر
حمّل عدد من المواطنين والمختصين الوالدين كامل المسؤولية وراء زيادة الإصابات المرتبطة بالدراجات النارية رباعية الدفع «البطابط» منذ بدء موسم التخييم نوفمبر الماضي، مؤكدين أن أرواح الشباب ثمن للاستخدام غير المسؤول للدراجات النارية. ورأى مواطنون ومختصون استطلعت «الشرق» أراءهم أنَّ البيانات التي أعلنها السجل الوطني للاصابات في دولة قطر أنَّ 29 مصابا بسبب تعرضهم لإصابات مرتبطة بـ «البطابط» في منطقتي سيلين ومسيعيد احتاجت حالتهم الصحية إلى أن ينقلوا لتلقي العلاج، وهو ما يعادل نصف عدد المصابين من ذات الفئة خلال موسم التخييم العام الماضي، الأمر الذي يدق ناقوس الخطر، وقدموا 6 مقترحات لخفض حوادث البطابط والبدء باتخاذ إجراءات للحد من نسب الإصابات الآخذة بالارتفاع، كزيادة الحد الأدنى من عمر سائقي الدراجات النارية إلى 23 عاما، وتخصيص مسارات للدراجات النارية رباعية الدفع، ومنع القيادة في الليل، وتفعيل القوانين المعمول بها لضمان أمن وسلامة المخيمين، وتشديد الرقابة على محلات تأجير الدراجات النارية، وتكثيف الحملات التوعوية بالتنسيق مع الجهات ذات الاختصاص. وكشف السجل الوطني للإصابات أنَّ أكثر من 75 % من هذه الإصابات وقعت أيام الجُمَع نتيجة حوادث انقلاب لدراجات نارية رباعية الدفع لم يكن الراكب فيها يرتدي معدات واقية، وقد تعرض أكثر من نصف هؤلاء الأفراد لإصابات متوسطة إلى خطيرة تطلبت تلقيهم العلاج في مركز حمد لإصابات الحوادث.
صالح الكواري: مخالفات ببعض محلات تأجير «البطابط»
حمل صالح الكواري سبب زيادة نسبة الإصابات المتعلقة بالدراجات رباعية الدفع للشركات التي تؤجر البطابط، فمن المهم أن يكون هناك ما يؤكد أنَّ البطبطة المؤجرة سيقوم بقيادتها من هو تنطبق عليه الاشتراطات والسن القانونية، سيما وأنَّ البعض قد يعلم بأن المؤجر هو تحت السن القانونية ويقوم الشخص بتأجيره البطبطة وهذا يعد مخالفة صريحة تتطلب فرض إجراءات صارمة على هذه الشركات أو المحلات لضبط تأجير الدراجات. واقترح الكواري ضرورة تحديد أو تخصيص مسارات بعينها لقيادة الدراجات النارية، مشددا على أهمية تكثيف التوعية لاسيما خلال موسم التخييم تتعلق بالأمن والسلامة.
محمد السقطري: القوانين غير مفعلة
رأى محمد السقطري أنَّ المشكلة تتعلق بعدم تفعيل القوانين رغم وجودها لاسيما لدى محلات تأجير الدراجات النارية، فضلا على أنَّ هذه المحلات المفترض أن توضح لمن يؤجر بطبطة تعليمات الأمن والسلامة إلا أنه وللأسف هذا لا يحدث، بل البعض يقوم بتأجير البطبطة لشخص تحت السن القانونية. وأضاف السقطري قائلا « إنَّ أيضا اغلب الحوادث تقع بسبب من لا يملكون مهارات القيادة لهذه الدراجات، وليس لديهم أيضا دراية في المنطقة التي يقودون بها كما أنهم لا يعلمون السرعة المناسبة وخطورة الاستخدام الخطأ، فضلا عن ندرة أو شح اللوائح الإرشادية حول نوع «الطعس»، لذا لابد أن تعطى لمن يقودوا دون مهارات ارشادات الأمن والسلامة، كما لابد من التركيز على دور الأسرة لتوعية الأبناء، وتوضيح مخاطر الاستخدام غير المسؤول وعواقبها الوخيمة».
أحمد الحوسني: تخصيص مسارات للبطابط تجنباً للحوادث
أكد أحمد الحوسني أنَّ الرقم الذي أعلنته مؤسسة حمد الطبية حول نسبة الإصابات بسبب الدراجات النارية ينذر بالخطر، مقترحا حزمة من الاقتراحات للحد من الإصابات، تتمثل زيادة عمر المستخدمين للدراجات النارية بحيث يكون العمر الأدنى هو 23 عاماً عوضا عن 18 عاما، العمل على تخصيص مسارات للدراجات النارية خاصة لمن يملكونها، العمل على منع القيادة في الليل سواء كانت ملكا للشخص أو مؤجرة، مع ضرورة نصب لوائح إرشادية لتوجيه من يقوم على القيادة، خاصة وأنَّ المشكلة تقع هنا أن الكثبان الرميلة أو «الطعس» بين مرتفع آخر منخفض فمن هو بالأعلى لا يرى من هو بالأسفل مما يزيد من نسب الحوادث، ولابد من رفع الوعي لدى من يقوم باستخدام الدراجة النارية إذ أنها ليست كالسيارة بل تعد ذات خطورة عالية، والمشكلة أن بعض الفتيات بتنا يقدنها دون أي دراية عن طريقة التعامل مع الدراجة التي تزيد خطورتها عند الالتفاف من اليمين واليسار مما يؤدي لانقلابها على من يقودها.
د. خالد المهندي: الحوادث سببها تصرفات المراهقة
قال الدكتور خالد المهندي-استشاري نفسي- « إن كلمة المراهقة هي من الرهق والإثارة، في هذه الفترة يكون المراهق لديه اعتقادات ومفاهيم عن نفسه خاطئة، وأن قادر أن يسيطر على نفسه وقراراته، لذا تكثر الحوادث والتصرفات غير المسؤولة من هذه الفئة لاعتقاده أنه قوي وقادر أن يسيطر على ما حوله، فضلا عن حب هذه الفئة للإثارة ولفت الانتباه وممارسة كل ما فيه تحد حتى وإن كان يتعارض الأمر مع سلامته، ففي هذه الفترة يكون معرضا أكثر من غيره للآثار السلبية الناتجة عن الممارسات الخاطئة ومنها قيادة الدراجة أو البطبطة بشيء من الرعونة، إلا بعض من المراهقين الذين لا يمرون بهذه الحالة، كما أن في حال اجتمعت فترة المراهقة مع اعتلالات نفسية يعاني منها المراهق غير ظاهرة بسبب عنف تعرض له، أو مشاكل أسرية فهذا الأمر يلعب دور في أن يعاني المراهق من اعتلالات نفسية لا يعلمها هو فيقوم بتفريغ ما لديه من كبت في هذه الممارسات الخطيرة».
وبالإمكان السيطرة على فترة المراهقة فإما نتخذ قوانين بأن لا تعطى لهؤلاء، أو تقنين استخدامها من خلال التوعية والإرشاد من الجهات المعنية، أو تقليل فرص وقوع الحادث كالتأكد من قدرته على القيادة الماهرة التي تجعله قادر على التصرف في حال وقوع أي خطر، مع أهمية رفع الوعي بين طلبة المدارس لاسيما المرحلتين الإعدادية والثانوية وتوضيح خطر وعواقب الاستخدام غير المسؤول للدرجات النارية والسيارات من خلال الصور.
محمد كمال: الأسرة المسؤول الأول عن زيادة الحوادث
بدوره ألقى السيد محمد كمال-باحث وأخصائي علم النفس الاجتماعي- باللائمة على الوالدين في زيادة نسب حوادث الدراجات النارية والسيارات لاسيما بين المراهقين وماهم دون العشرين عاما، مؤكداً أنَّ وراء ما يقوم به المراهقون خلال قيادتهم الدراجات النارية «البطبطة» هناك أسباب وراء هذا التصرف وأهمها الفراغ الذي يعاني منه أغلب الشباب والمراهقون غير القادرين على ابتكار أنشطة وبرامج للاستفادة من الفراغ غير استخدام البطابط أو السيارات برعونة، فضلا عن أساليب التنشئة الاجتماعية سواء النمط السلطوي أو المهمل، فلو كان الأب أو الأم متسلطا يخلق هذا طفلا متمردا ولو كان الوالدان مهملين لأبنائهما ينتجان أطفالا أيضا متمردين ويرغبون بالتحدي وممارسة كل ما هو خطير، لافتا إلى أن أسلوب التنشئة هو الذي يحتاج إلى إعادة نظر، فالأسرة وخاصة الوالدين هما الملامان في هذا الأمر.
وتابع السيد قائلا « إنَّ اللائمة تقع على الوالدين بسبب غياب دور الأسرة في توعية أبنائهم بالمخاطر المترتبة على مثلا استخدام الدراجات برعونة وخاصة لمن هم تحت السن القانونية، إذ أنَّ بعض الأسر هم من يقومون بتأجير الدراجات لأبنائهم، ولابد أن ينشأ الطفل على إدراك المخاطر فحب المغامرة يجب أن يواجهه دراسة لحجم المخاطرة، فضلا عن جماعة الأقران قادرة أن تؤثر، ففي هذا الجانب ليس لأي من الجهات دور أمام غياب دور الوالدين، فإن لم يكن الوالدان متماسكين فلن يقوما بدورهما جيدا، ومن الحلول هو دور الأسرة ومن بعدها يأتي دور الجهات المتمثل في وزارة الداخلية التي تقوم بدورها في تغليظ العقوبات، لكن أيضا على المؤسسات الاجتماعية دور في توجيه برامج توعوية ليس للمراهقين أو الأبناء فقط وإنما للأسرة ككتلة واحدة، وأيضا المدرسة قد يكون لها دور مهم لكن الركيزة الأساسية هو أن الأسرة هي الأهم في هذه السلسلة».
نايف اليافعي: تشديد الرقابة على محلات التأجير
شدد نايف اليافعي على أهمية تكثيف البرامج التوعوية لاسيما في هذا الوقت من السنة، وذلك بالتنسيق مع الجهات ذات الاختصاص كوزارة الداخلية ووزارة الصحة العامة ووزارة التربية والتعليم والتعليم العالي بهدف رفع الوعي بين أفراد المجتمع، وتوضيح مخاطر الاستخدام الخاطئ وغير المسؤول لاسيما للدراجة النارية، والآثار الناجمة عن هذا السلوك من أضرار قد تصل لأضرار بشرية، إلى جانب المخالفة المرورية وغيرها من الأضرار المترتبة على هذا الفعل، كما من المهم زيادة عمر المستخدمين والتأكد من مهاراتهم القيادية قبل تأجيرهم الدراجة النارية من خلال مراقبة المحلات التي تقوم بتأجير ها وتشديد الرقابة عليها، كما من المهم أن يقوم الوالدان بدورهما في توجيه أبنائهم وتوضيح المخاطر المترتبة من الناحية القانونية والصحية، مع أهمية توزيع الأدلة الإرشادية والتأكد من أن من يقود البطبطة يتخذ كافة إجراءات السلامة، سيما وأنَّ الاستخدام غير المسؤول للدراجات النارية عواقبه وخيمة على المجتمع.
مساحة إعلانية