عربي ودولي
10
كيلي كليمنتس نائب المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين
الدوحة – قنا
أكدت كيلي كليمنتس نائب المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أهمية دور دولة قطر في دعم الجهود الإنسانية في مختلف أنحاء العالم، مشيرة لتقديم دولة قطر العديد من المساعدات الإغاثية للاجئين طيلة السنوات الماضية.
وقالت في حوار خاص مع وكالة الأنباء القطرية /قنا/: إن دولة قطر قدمت حوالي 400 مليون دولار منذ العام 2010 لدعم برامج وأنشطة المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، استفاد منها نحو 8.5 مليون شخص من النازحين قسرا حول العالم، لافتة إلى أن هذا الدعم يعد أمرا بالغ الأهمية، وتتطلع المفوضية لاستمراره مستقبلا.
ونوهت نائب المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى الشراكة الاستراتيجية بين المفوضية ودولة قطر، حيث تعتبر قطر من أكبر الجهات المانحة لبرامج المفوضية وأنشطتها، مبينة أن المفوضية تعمل في 550 نقطة ساخنة في 135 دولة حول العالم.
وأشارت إلى أن هناك نحو 110 ملايين شخص أجبروا على الفرار من منازلهم، 35 مليون منهم اضطروا لمغادرة بلدانهم لأسباب تتعلق بالحرب والصراع والعنف والاضطهاد، والتي تعتبر من أهم دوافع النزوح، فضلا عن العوامل البيئية والتغير المناخي، والفقر، وعدم المساواة، وغيرها من الأسباب، داعية إلى ضرورة إيجاد حلول سياسية تسهم في إنهاء الصراعات في العالم وعودة اللاجئين لديارهم بأمان، وتمكين الأسر المستهدفة من إعالة نفسها وتوفير الحماية لأفرادها، ومساعدتهم ليس من أجل البقاء على قيد الحياة، وإنما للتقدم والازدهار أيضا.
وذكرت أن ميزانية المفوضية حاليا حوالي 11 مليار دولار، وهي مخصصة للاحتياجات التي تمكنها من دعم اللاجئين في المجتمعات المضيفة التي تتحمل أعباء المسؤولية لفترة طويلة، مبينة أن المفوضية في هذه المرحلة من السنة المالية، لديها أقل من 40 بالمئة من الدعم الذي تحتاج إليه، ما يؤكد أن هناك احتياجات إنسانية هائلة لا تتم تلبيتها.
وحول تزايد أعداد اللاجئين في العالم نتيجة الظروف الراهنة، أوضحت نائب المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن الأمر يتطلب تضامنا دوليا لمواجهة ذلك، إلى جانب دعم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين لتمكينها من توفير خدمات الإغاثة والمياه والمأوى والدواء والتعليم الفوري في حالات الطوارئ للنازحين، داعية إلى اعتماد نهج مختلف في الشراكة مع وكالات التنمية بهدف إيجاد حلول تمكن النازحين واللاجئين من دعم أنفسهم عبر برامج التشغيل المختلفة.
وأشارت خلال حديثها لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ إلى الميثاق العالمي بشأن اللاجئين، والذي تم اعتماده في العام 2018، حيث يؤكد ضرورة تضافر جهود المجتمع الدولي لجعل مشكلة اللاجئين أولوية، فضلا عن تضافر جهود كل من المنظمات الدولية والحكومات والقطاع الخاص والأكاديميين والمجتمع المدني، لمحاولة إيجاد طرق للدعم، والوقوف مع المجتمعات المضيفة.
وفي سياق متصل، أكدت نائب المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أن ما يحدث الآن في غزة يعد أمرا مروعا للغاية، حيث هناك الكثير من الأرواح التي أزهقت، والكثير من المعاناة التي تقع هناك على كاهل المواطنين، معربة عن قلق المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بشأن الاستقرار الإقليمي.
ولفتت إلى أن الوقت الحالي يعد الأكثر تحديا في تاريخ المفوضية، ووكالات اللاجئين التابعة للأمم المتحدة الأخرى، سواء من عدد الحروب أو في ظل غياب الحلول السياسية أو عدد الأشخاص النازحين أو نقص المساعدات التي يتعين توفيرها من أجل تخفيف المعاناة الإنسانية، مشيرة إلى أن إيجاد الحلول يعد الأكثر أهمية الآن من أي وقت مضى.
ودعت إلى ضرورة دعم المجتمع الدولي لبرامج المفوضية وأنشطتها، لتمكينها من تخفيف هذه المعاناة، خاصة أن معظم اللاجئين الآن ليسوا لاجئين ليوم واحد، أو أسبوع أو شهر أو سنة، وإنما قد تمتد لأجيال متعاقبة في بعض الأحيان، الأمر الذي يؤكد ضرورة التعاون مع شركاء التنمية والمؤسسات المالية الدولية، لتمويل المشاريع التي تستهدف اللاجئين في مختلف مناطق العالم.
مساحة إعلانية