محليات
176
قطر وأوزبكستان
طشقند – قنا
وصف سعادة الدكتور بهرام علاييف نائب وزير الخارجية بجمهورية أوزبكستان، دولة قطر بأنها “شريك موثوق في المنطقة، تجمعها ببلاده علاقات وطيدة ومتميزة وقواسم مشتركة، تمتد إلى العادات والتقاليد النابعة من مبادئ الإسلام الحنيف”.
وأعلن سعادته، في حوار مع وكالة الأنباء القطرية /قنا/، أن بلاده ستفتتح قريبا سفارة لها في الدوحة على غرار الخطوة التي قامت بها قطر بافتتاحها سفارة لها في طشقند، ما يعكس المدى الذي وصلت إليه العلاقات الثنائية بين البلدين في السنوات الأخيرة، قائلا “إن مسألة فتح سفارة أوزبكستان في قطر تحظى بأهمية كبيرة حاليا، ونحن نخطط في القريب العاجل لافتتاحها، حيث سيكون لسفارتي البلدين دور كبير في إحداث قفزة نوعية في العلاقات”.
وأوضح سعادته أن العلاقات بين أوزبكستان وقطر تطورت خلال السنوات الأخيرة في جميع المجالات، ونما التعاون بشكل ملحوظ وذلك بفضل الإرادة السياسية لقيادتي البلدين، والعلاقات الوثيقة التي تربطهما، مشددا على أن العلاقات الثنائية أخذت خلال السنوات الست الأخيرة تتطور بشكل ملحوظ، وهناك حوار سياسي مستمر وبصدد التطور، وآخر شهادة على ذلك انعقاد الجولة الثالثة للمشاورات السياسية بين وزارتي الخارجية في البلدين في طشقند في السابع من مايو الماضي، بالإضافة إلى تبادل الزيارات المستمر بين المسؤولين القطريين والأوزباكستانيين.
ورحب سعادة نائب وزير الخارجية بزيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، إلى بلاده، واصفا إياها بأنها خطوة مهمة لتعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، لاسيما في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، وغيرها من القطاعات التي تهم الجانبين.
وقال سعادة الدكتور بهرام علاييف “بحرص كبير من فخامة رئيس جمهورية أوزبكستان، وسمو أمير دولة قطر، هناك اهتمام كبير جدا حاليا بتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين البلدين”، لافتا إلى ما تتمتع به أوزبكستان من فرص استثمارية كبرى، وفي المقابل لدى دولة قطر إمكانيات استثمارية ضخمة، ويمكن الاستفادة من العلاقات الوطيدة لتطوير تعاون كبير بين الجانبين في مجالات شتى.
وأشار سعادته إلى أن زيارة سمو أمير البلاد المفدى إلى بلاده تحظى بأهمية كبيرة، وستكون فرصة للتوقيع على العديد من الاتفاقيات الثنائية الضخمة في العديد من المجالات، حيث قامت المؤسسات المعنية في كلا البلدين بالتحضير والإعداد لاتفاقيات مهمة، تشمل الاقتصاد والتجارة وغيرها من مجالات التعاون الواعدة الأخرى، معربا عن ثقته بأن المستقبل سيشهد تعاونا كبيرا بين البلدين، وذلك لعدة اعتبارات أهمها وجود الرغبة السياسية لدى قيادتي الدولتين، إلى جانب أن قطر وأوزبكستان تجمعهما علاقات ثقافية وعادات وتقاليد متشابهة ومتقاربة، وهو ما يمهد الطريق إلى الارتقاء بذلك التعاون بشكل أكبر.
وأوضح نائب وزير الخارجية بجمهورية أوزبكستان أن دولة قطر، وبفضل السياسة الحكيمة الرشيدة لحضرة صاحب سمو أمير البلاد المفدى، تعد من الدول المهمة في منطقة الخليج العربي، ولها دور كبير وبارز في تحسن العلاقات في المنطقة، كما تلعب دورا حيويا في العالم العربي والشرق الأوسط، وتساهم في تنمية اقتصاديات العديد من الدول، إلى جانب دورها في حل الأزمات الإقليمية والدولية عبر جهود الوساطة التي تبذلها، لافتا إلى أن دور قطر يتشابه أيضا مع دور أوزبكستان التي تعتبر دولة محورية في منطقة آسيا الوسطى، حيث أقامت منذ 2016 علاقات متينة تتميز بحسن الجوار مع الدول المحيطة بها، وذلك انطلاقا من أولويات سياستها الخارجية بتوجيهات من فخامة رئيس البلاد.
وتحدث سعادة الدكتور بهرام علاييف عن التعاون بين بلاده ودولة قطر في المحيط الإقليمي، مؤكدا أن لدى البلدين مواقف متقاربة تجاه الكثير من القضايا الإقليمية والدولية، حيث يتعاون الجانبان منذ ست سنوات تقريبا في الأزمة الأفغانية وإعادة السلام والاستقرار في أفغانستان، معربا، في هذا الصدد، عن التقدير للدور الكبير الذي تقوم به دولة قطر لمساعدة الشعب الأفغاني، وتقديم المساعدات الإغاثية وتمويل المشاريع التنموية في أفغانستان، مؤكدا استمرار التعاون والتنسيق بين قطر وأوزبكستان في الملف الأفغاني، ووصفه بأنه تعاون “بناء ومفتوح”.
كما أكد سعادته رغبة بلاده في تعزيز التعاون مع دولة قطر في إطار المنظمات الدولية، سواء في الأمم المتحدة، أو منظمة التعاون الإسلامي، أو في منظمة شنغهاي للتعاون، قائلا “إنه خلال ترؤس بلاده لمنظمة شنغهاي للتعاون في 2022، أصبحت دولة قطر شريكا في الحوار بالمنظمة، مشيرا إلى أن تعاون أوزبكستان مع قطر يشمل جميع المجالات الدولية الأخرى، وسيتواصل التنسيق والتشاور بينهما”.
كما تطرق سعادة نائب وزير الخارجية بجمهورية أوزبكستان، إلى التشابه الكبير بين بلاده وقطر من ناحية الأعمال الإنشائية الضخمة، والبنية التحتية التي يتم تنفيذها، مبديا إعجابه بالتطور الهائل الذي حققته قطر في هذا المجال، قائلا في هذا السياق “إن أوزبكستان تسير على خطا قطر في إنجاز المشاريع الكبيرة، والتي تشمل حاليا كل مناطق بلاده الـ 14، ومن هذا المنطلق فإن هناك تقاربا كبيرا في مجال البناء والتشييد بين قطر وأوزبكستان”.
كما أشار سعادته إلى أن بلاده شهدت الكثير من التغييرات والإصلاحات منذ تولي فخامة الرئيس الدكتور شوكت ميرضيائيف رئيس جمهورية أوزبكستان الرئاسة في 2016، حيث قبل ذلك كان هناك الكثير من القضايا التي تراكمت بين دول المنطقة في آسيا الوسطى، مثل مسائل النقل والمياه والحدود، لافتا إلى أنه بعد تولي فخامة الرئيس ميرضيائيف السلطة في 2016 تم حل جميع المشاكل مع دول الجوار، وتجري حاليا عملية تكامل واندماج بشكل سريع، وتم فتح الحدود مع جميع دول المنطقة، والانتهاء من مسائل رسم الحدود مع الكثير من دول المنطقة.
وفي ختام حواره مع وكالة الأنباء القطرية /قنا/، أعرب سعادة الدكتور بهرام علاييف نائب وزير الخارجية بجمهورية أوزبكستان، عن إعجابه الشديد بدولة قطر حيث عمل سابقا سفيرا غير مقيم بها، مشيرا إلى احتضان الدوحة في أكتوبر 2022 أسبوعا ثقافيا أوزبكيا بتنظيم من مؤسسة الحي الثقافي كتارا، بينما يتم العمل حاليا على خطط لتنفيذ أسبوع ثقافي قطري في أوزبكستان.
كما نوه سعادته إلى التعاون في مجال العلوم بين البلدين، حيث وقع مركز الحضارة الإسلامية في أوزبكستان على مذكرة تفاهم مع مكتبة قطر الوطنية لتبادل المخطوطات والمنشورات والكتب، في حين يتم العمل حاليا على تفعيل وتطوير التعاون في المجال التعليمي والعلمي، مثلما يتم إعداد اتفاقيات بين جامعات أوزبكية وقطرية للتوقيع عليها.
مساحة إعلانية