عربي ودولي
58
عبّروا عن شكرهم واعتزازهم بدور قطر التاريخي في دعم الشعب الفلسطيني..
الإغاثة القطرية خففت من معاناة النازحين في قطاع غزة
❖ غزة – محمـد الرنتيسي
أكثر ما يثلج صدور أصحاب الحاجة، ومن يكابدون قساوة العيش في الأزمات، أن تمتد إليهم الأيدي الحانية لتساعدهم، وفيما يشهد قطاع غزة هذه الأيام ظروفاً صعبة، تتفانى دولة قطر من خلال الهلال الأحمر القطري، للتخفيف من معاناة النازحين، مجسدة بذلك أعظم صور التلاحم مع الأشقاء في فلسطين. ففي إطار الحملة الإنسانية التي تنفذها دولة قطر، أطلق الهلال الأحمر القطري، مشروعاً إغاثياً مشتركاً مع مؤسسة «التعليم فوق الجميع» تخلله توزيع وجبات غذائية جاهزة على المتضررين من العدوان، بتكلفة بلغت 503,464 دولاراً أمريكياً، واستفاد منها 61,750 شخصاً من إجمالي 97,500 استفادوا من المشروع، الذي عم مناطق النزوح في شمال وجنوب قطاع غزة.
وتأتي هذه الحملة، تجسيداً لقيم التضامن والتآزر مع الشعب الفلسطيني، وتتزامن مع توزيع مساعدات إغاثية على أهالي قطاع غزة، والنازحين منهم على وجه الخصوص، ضمن المبادرات الإنسانية المتعددة، التي أطلقتها دولة قطر لدعم الأشقاء الفلسطينيين. وحسب الهلال الأحمر القطري، فقد استفاد من إجمالي المساعدات، ما يزيد عن مليون ونصف المليون فلسطيني، حيث تم تزويد العائلات الفلسطينية النازحة، بالأغطية اللازمة وأدوات التدفئة، لا سيما وهم يقطنون في خيام ومنازل بدائية، تأثرت بموجة البرد والأمطار الغزيرة التي اجتاحت فلسطين أخيراً.
ودأبت دولة قطر على مد يد العون للفلسطينيين في قطاع غزة منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر، فتأخذ بيد النازحين، لتجاوز الظروف الصعبة، خصوصاً وأن أعداد مهولة منهم أجبرتهم قلة الخيام على المبيت في العراء وتحت المطر، بعد أن فروا من القصف العنيف، وخرجوا من منازلهم بأرواحهم، ولم يتمكنوا من التزود بالأغطية أو الملابس الشتوية، ويوماً إثر يوم تتزايد أعدادهم، وخصوصاً في منطقتي خان يونس ورفح.
وعبر مستفيدون من المساعدات الإغاثية عن شكرهم الجزيل لدولة قطر قيادة وشعباً، على ما قدموه لهم من عون، كان له الأثر البالغ في التخفيف من معاناتهم، جراء الأزمة الإنسانية الصعبة التي يمرون بها.
وأوضحت النازحة رحمة الشاعر (52) عاماً لـ «الشرق» أن المساعدات التي حصلت عليها من الأغطية والملابس الشتوية، إضافة إلى السلة الغذائية، أسهمت بشكل كبير في تغطية احتياجات عائلتها، مقدمة الشكر لدولة قطر وشعبها السخي، والقائمين على حملتها الإغاثية للنازحين الذين فقدوا منازلهم.
بينما قال أحمد البنا، الذي فقد منزله في خان يونس، إن مساعدات الهلال الأحمر القطري، خففت الكثير من معاناة عائلته، مشيداً بتكامل وجودة المساعدة من سلة غذائية، وملابس شتوية وأغطية، وبعض المستلزمات الطبية، مضيفاً: «لم أحصل إلا على المساعدة القطرية منذ أن نزحت وعائلتي.. شكراً لدولة قطر التي لم تنس أهلها في غزة».
ولفت النازح أمين أبو صلاح، أنه وصل مع عائلته إلى منطقة المواصي بخان يونس، في ظروف كارثية وشديدة البرودة، حيث لا خيام ولا أغطية ولا طعام، مبيناً أن سمع عن حملة لتوزيع المساعدات الإغاثية للهلال الأحمر القطري، ليعود بخيمة وفرت لهم مأوى يقيمون فيه، وحقيبة طبية، فضلاً عن المعونة الغذائية والملابس الشتوية.
وقال أبو صلاح لـ «الشرق»: الإغاثة القطرية الإنسانية، خففت من معاناتنا في مواجهة الأجواء الباردة والماطرة، وهذا هو الدور التاريخي والمعهود لقطر مع الشعب الفلسطيني».
ومما يذكر في هذا الصدد، أن دولة قطر، ومنذ اليوم الأول للحرب على غزة، أطلقت عديد الحملات الإنسانية والإغاثية للشعب الفلسطيني، كما شيدت المستشفى القطري الميداني، واستقبلت العديد من الجرحى للعلاج في الدوحة، ما كان كبير الأثر في التخفيف من معاناة الفلسطينيين.
مساحة إعلانية