ثقافة وفنون
28
ندوة حول العلاقة بين المعمار والثقافة ضمن موسم ندوات وزارة الثقافة
شعار موسم الندوات
الدوحة – قنا
نظمت وزارة الثقافة، مساء اليوم، بمعهد الدوحة للدراسات ندوة بعنوان /فن المعمار في ثقافتنا/، وذلك ضمن موسم الندوات الذي تنظمه الوزارة في نسخته الثانية، ويستمر حتى 19 مارس الجاري بالتعاون مع جامعة قطر والمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ومكتبة قطر الوطنية.
حضر الندوة سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد بن جاسم بن حمد آل ثاني، وزير الثقافة، وجمع من الأكاديميين والمثقفين.
استضافت الندوة -التي أدارها الإعلامي أحمد عبدالله- الدكتور عبدالواحد الوكيل المعماري المصري الذي تحدث عن فلسفة العمارة العربية الإسلامية، وتميزها، نظرا لانسجامها مع فطرة الإنسان والطبيعة، مشددا في الوقت نفسه، على أن التصميم المعماري الصحيح، هو أن تكون لكل مدينة هويتها وما يميزها.
واستعرض خلال المحاضرة العديد من نماذج العمارة حول العالم، وأهم السمات التي تميز عمارة كل حضارة ، مشيرا في هذا الصدد إلى نماذج من العمارة القديمة في كثير من حواضر العالم الإسلامي، ونماذج من إسبانيا مثل البيت العربي، وكذلك نماذج في الولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة، واليابان التي اعتبرها أقرب لنموذج الحضارة الإسلامية.
وقال إن العمارة ثقافة، وهي لا تدرّس في الجامعات كثقافة ولكن كنماذج وخاصة تلك النماذج الغربية، قائلا ” إن الإنسان بما يحمله من سجية نقية، يدرك هذا الأمر، ولا يحتاج إلى أن يلقنه له أحد آخر”، محذرا من العبث بالطبيعة.
ودافع الوكيل عن فكرته في العمارة، التي تتبنى ضرورة وجود مساحات فارغة وسط المباني ما يسمى (الحوش) بدلا من الارتدادات المساحية حول البيت، لافتا إلى أن هذه الفراغات هي الطبيعة، وأن المباني من صنع الإنسان، مشبها (الفراغات/الحوش) بالروحانيات التي يكون لها وقع وأثر فيمن يسكنه ، كما أنها تكون موفرة للطاقة إذا أحسن تصميمها وبناؤها.
وقدّم المعماري الوكيل مقاربة حول العلاقة بين العمارة وتأثيرها النفسي، حيث إن لكل مكان تأثيره على النفس، فضلا على الطابع المعماري الذي يعزز الراحة النفسية إذا وجدت الفضاءات والاقتراب من الطبيعة، داعيا في الوقت نفسه إلى اهتمام المعماريين بالنظر في قواعد سيكولوجيا الألوان وارتفاع البناء، مؤكدا على أن الأمر يستلزم الاعتماد على مهندسين لديهم القدرة على التفرقة بين المعمار القائم على الثقافة ويراعي الهوية والخصوصية، وبين المعمار الذي لا يعبر عن هوية البلد وثقافته التي تحتوي هذا البناء متعدد الأشكال والألوان دون وحدة ناظمة.
وأكد الوكيل، على أن عودة جمالية المدينة العربية، يستلزم الرجوع إلى ثقافتنا الأصيلة، مع الالتزام بقوانين الهندسة، وتحقيق التناغم بين مفردات المباني.
يشار إلى أن الدكتور عبد الواحد الوكيل ولد بالقاهرة عام 1943، وتخرج في كلية الهندسة بجامعة عين شمس عام 1965 ثم سلك الطريق الأكاديمي حتى حصل على الدكتوراه، واشتهر بتمسكه بالهوية العربية الإسلامية وصمم العديد من المساجد والمباني حول العالم، وحصل على عدة جوائز عن أعماله “متعددة الجنسيات” منها جائزة الأغاخان عامي 1980 و1989و جائزة /ديرهاوس/ للعمارة الكلاسيكية.
جدير بالذكر أن موسم الندوات يتضمن 5 ندوات، ويعتبر منصة حية وفضاء رحبا لإبراز الثقافة الوطنية وإثرائها بالتفاعل مع الثقافات العالمية، فضلاً عن دوره الأساسي في تعزيز الحوار بين المفكرين وأجيال المثقفين حول قضايا محورية تهم قطاعات واسعة من المجتمع، سوف تقام الندوة التالية غدا الأربعاء حول تاريخ الاندلس في قاعة بيت الحكمة بوزارة الثقافة.
وكان مركز قطر التطوعي التابع لوزارة الثقافة، قد أقام حفلا قبل انطلاق الندوة، لتكريم المتطوعين الذين ساهموا في الفعاليات الكبرى التي أقيمت على مدار الربع الأول من العام الجاري.
وتم خلال الحفل توزيع شهادات التقدير على المتطوعين والمتطوعات في مختلف الفعاليات ومن أبرزها مهرجان قطر للإبل /جزيلات العطا/ والملتقى الهندسي الخليجي وغيرهما.
وثمن السيد معيض القحطاني المدير التنفيذي لمركز قطر التطوعي في كلمة له خلال الحفل، جهود المتطوعين في إنجاح مختلف الفعاليات بالدولة، داعيا لهم بالسداد والتوفيق، وأن يستمروا في عطائهم للحصول على الجوائز التي يقدمها المركز شهريا. وكذلك وشاح التطوع الذي يمنحه المركز.
مساحة إعلانية