محليات
0
الدوحة- قنا
تسعى وزارة البلدية وفقا لخطتها الاستراتيجية، إلى تحقيق الأمن الغذائي لدولة قطر، مع ضمان كفاءة إدارة الموارد والالتزام بأعلى معايير السلامة للأغذية، وذلك من خلال زيادة الإنتاج واستخدام أنظمة الزراعة القائمة على التكنولوجيا، بما يحقق الاكتفاء الذاتي، ويقلل استخدام المياه الجوفية والتحول كليا إلى استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة للأعلاف.
وتشارك الوزارة – ممثلة بإدارة الشؤون الزراعية – في الاحتفال الثالث والأربعين بيوم الأغذية العالمي الذي يوافق (16 أكتوبر) من كل عام، ويقام هذه السنة تحت شعار “المياه هي الحياة، المياه هي الغذاء، لا تتركوا أي أحد خلف الركب”، والذي يصادف الذكرى الثامنة والسبعين لتأسيس منظمة الأغذية والزراعة (FAO).
ويهدف احتفال هذا العام إلى التوعية بأهمية ترشيد وإدارة المياه، نظرا إلى التهديد المحدق بتوافر هذا المورد الثمين بفعل النمو السكاني المتسارع والتوسع الحضري والنمو الاقتصادي وتأثيرات الأزمات المناخية.
ويتزامن احتفال دولة قطر بيوم الأغذية العالمي لهذا العام، مع احتضان الدولة لمعرض البستنة الدولي “إكسبو 2023 الدوحة للبستنة”، الذي يسلط الضوء على أحدث المبادرات والابتكارات والجهود القطرية والعالمية في مجال الزراعة الحديثة وتخضير المدن والغطاء النباتي، إذ يركز المعرض ضمن محاوره على الزراعة الحديثة والتكنولوجيا والابتكار.
وتعنى إدارة الشؤون الزراعية – كونها من الإدارات المهمة بقطاع شؤون الزراعة والأمن الغذائي بوزارة البلدية – بجميع الأمور المتعلقة بالخدمات الزراعية، وتوجيه المزارعين لاتباع الأساليب والطرق الحديثة في الزراعة، وذلك بهدف تطوير الإنتاج الزراعي المحلي وزيادته من حيث الكمية والجودة. وتقوم الإدارة بمتابعة أداء المزارع المسجلة والعمل على تنميتها وتطويرها بهدف الارتقاء بالعمل الزراعي في الدولة، وتتبنى الإدارة خطة زراعية استراتيجية تهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من الإنتاج الزراعي والخضروات، وتحقيق تنمية زراعية مستدامة ضمن رؤية قطر الوطنية 2030.
كما تعمل إدارة الشؤون الزراعية على دعم المزارع بالبيوت المحمية (المبردة والعادية) كأحد الأساليب الحديثة للزراعة، وترشيد استهلاك مياه الري، خاصة وأن الوزارة لديها مشروع لتوزيع شبكات الري الحديثة على المزارع لاستخدامها في الزراعة المكشوفة، والذي بدأ في أغسطس من العام الماضي 2022م بهدف نشر أساليب الري الحديثة وزيادة المساحة المزروعة بطريقة الري بالتنقيط، ويستهدف المشروع عدد (400) مزرعة، وفترة هذا المشروع ثلاث سنوات (من 2022 إلى 2024).
وأولت وزارة البلدية ممثلة بإدارة الشؤون الزراعية، اهتماما خاصا بترشيد استهلاك المياه المستخدمة في الزراعة، من خلال عدد من الخطط والبرامج المختلفة، منها: توعية وتدريب المزارعين وأصحاب المزارع على استخدام الأساليب الحديثة في ري المحاصيل الزراعية، خاصة أن طرق الري التقليدية أو القديمة تؤدي إلى هدر ما نسبته 50 الى 60 بالمئة من كمية المياه المستخدمة، وهو ما يؤثر على المخزون الجوفي وقد أصبحت شبكات الري الحديثة تغطي حاليا ما نسبته 89 بالمئة من المساحات المكشوفة في المزارع.
وفي إطار المساعي المبذولة للمحافظة على الموارد المائية وإعادة استخدامها بما يلبي متطلبات الاستدامة ويحافظ على البيئة والاستثمار الأمثل لمرافق البنية التحتية في الدولة، أنجزت وزارة البلدية ممثلة بإدارة تخطيط البنية التحتية في قطاع التخطيط العمراني، وجامعة قطر، ممثلة بقسم الهندسة الكيميائية بكلية الهندسة، مشروع دراسة الآثار الناجمة عن صرف المياه الراجعة من محطات تبريد المناطق، والتي أوصت بأن يتم تصريف مياه تبريد المناطق باستخدام شبكات الصرف الصحي، ليتم معالجتها ضمن محطات معالجة الصرف الصحي.
وتعتبر المياه الراجعة من محطات التبريد أحد مصادر المياه التي يمكن تصريفها إلى مرافق الصرف الصحي ومحطاته أو البيئة البحرية والمياه الجوفية، أو إعادة استخدامها في مجالات أخرى في ري المزارع والمسطحات الخضراء والحدائق العامة.
من ناحية أخرى، تبنت إدارة البحوث الزراعية بوزارة البلدية، تقنية فريدة لزراعة نبات الساليكورنيا البري (Salicornia europaea) في محطة أبحاث الخضر والبستنة في العطورية، وذلك عن طريق استخدام نظام الزراعة المائية للمياه الراجعة الناتجة عن تحلية المياه الجوفية.
وجاء استخدام نبات الساليكورنيا لمواجهة التحديات المرتبطة بزراعة الخضروات والأعلاف في البيئات الصحراوية الصعبة، إذ تم استغلال المياه الراجعة الناتجة عن تحلية المياه الجوفية في الري والتي تمثل قرابة 60 بالمئة من إجمالي المياه المعالجة، وتتراوح نسبة ملوحتها من 8 الى 20 ألف جزء في المليون، وتستخدم لزراعة هذا النبات متعدد الفوائد.
ويعتبر مشروع زراعة نبات الساليكورنيا البري من المشاريع الاستراتيجية الواعدة، وقد تم استزراعه للعام الثاني على التوالي في إطار اهتمام الإدارة بدراسة معظم النباتات البرية في دولة قطر والاستفادة منها، للإسهام في تحقيق الأمن الغذائي والاستدامة البيئية للموارد الوراثية. ويتميز هذا النبات البري بقدرته على التأقلم والنمو في البيئات الصعبة، مما يجعله حلا لمشكلة المياه الراجعة التي تستخدم لزراعته، وهو نبات ذو قيمة اقتصادية مرتفعة، ويتم استغلاله في العديد من الاستخدامات الزراعية والغذائية، من بينها استخدامه كمحصول مفيد للأعلاف الحيوانية، كما تتميز نباتات الساليكورنيا بقدرتها على إنتاج كميات كبيرة من البروتين، تصل إلى أكثر من 10 بالمئة من وزن النبات الجاف. وتمثل الزراعة الخضراء للساليكورنيا مستقبلا واعدا للمساهمة في تحقيق الاستدامة البيئية والأمن الغذائي.
وتقوم إدارة الحدائق العامة ضمن جهود الوزارة لترشيد مياه الري، بتشغيل الري وإدارته في كافة الحدائق الجديدة ومعظم الشوارع في دولة قطر عن طريق التحكم المركزي اللاسلكي، وذلك باستخدام مجموعة من الحساسات المنتشرة في مواقع الري، إذ تم إلزام جميع مقاولي الإنشاء بالتقيد بمجموعة من المواصفات التي تضمن المراقبة والتحكم بجميع العناصر الموجودة في الموقع.
ويتم من خلال مركز التحكم المركزي إدارة الري لاسلكيا، وعمل برامج ري وفقا لمتطلبات كل نوع من النباتات، والتحكم في كميات المياه عن طريق قراءة عداد التدفق، إذ يمكن الدخول إلى مركز التحكم عن طريق الإنترنت من أي مكان في العالم، فضلا عن استقبال رسائل جوال من مركز التحكم عند حدوث إنذارات، وإمكانية مراقبة مستويات الخزانات في الحدائق عن طريق حساسات قياس مستوى المياه.
مساحة إعلانية