محليات
2
الدوحة – قنا
أكد سعادة الشيخ الدكتور فالح بن ناصر بن أحمد بن علي آل ثاني وزير البيئة والتغير المناخي على ضرورة بذل المزيد من الجهد والعمل للتخفيف من حدة التغير المناخي وتحدياته التي تواجه دول العالم، وما يصاحبها من تأثيرات تهدد اقتصاداتنا وأنظمتنا البيئية ونمط حياتنا، والتكيف معها من أجل مستقبل تنعم فيه الأجيال المقبلة بمناخ صحي وآمن ومزدهر.
وقال سعادته اليوم في افتتاح النسخة الثالثة للمؤتمر الدولي حول الترابط بين الطاقة المستدامة والمياه والبيئة في المناخات الصحراوية 2023، الذي ينظمه معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة بجامعة حمد بن خليفة ويستمر 4 أيام، إن التحديات الناجمة عن إدارة علاقة الترابط بين الطاقة المستدامة والمياه والبيئة في المناخات الصحراوية مثل منطقة الخليج تعد أكثر تعقيدا من المناطق الأخرى، التي تعتمد على عمليات تحلية مياه الشرب من البحر، المكلفة اقتصاديا وتستهلك الكثير من الطاقة.
وأعرب عن أمله في أن يسهم هذا المؤتمر في رسم السياسات الداعمة للمحافظة على الموارد الطبيعية، وتنفيذ عدد من المبادرات والبرامج البيئية، بالإضافة إلى الخطط الرامية إلى تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، والاطلاع على أفضل التقنيات والممارسات العالمية والذكاء الاصطناعي من أجل الاستثمار في استدامة المياه والمحافظة على الموارد الطبيعية، ودور المجتمع في أمن المياه والطاقة.
وبين سعادته أن تنظيم نسخة هذا العام من المؤتمر تتزامن مع إقامة معرض /إكسبو 2023 الدوحة/ للبستنة، الذي يعد أول معرض دولي من نوعه وفئته في قطر والمنطقة، ليؤكد التزام قطر بتحقيق الاستدامة ودعم الحلول المبتكرة للتصدي للتحديات المناخية التي تتسبب في التصحر، وتهدد أمن الماء والغذاء والطاقة، مشيرا إلى أن دولة قطر تولى أهمية كبيرة للحفاظ على البيئة واستدامتها، وتعمل حاليا على تنفيذ الكثير من المبادرات والمشاريع البيئية ضمن خطتها في استراتيجية قطر الوطنية للبيئة والتغير المناخي.
وتابع سعادة وزير البيئة والتغير المناخي أن هذا المؤتمر أصبح بالفعل منصة معرفية علمية للخبراء والمختصين لمناقشة التحديات الصعبة التي تواجه عالمنا، واستكشاف الحلول المبتكرة لها، متوقعا أن تسهم هذه النسخة عبر نقاشاتها المثمرة في إحداث تغيير إيجابي ونتائج ملموسة تساعد في الحد من آثار التغير المناخي والتكيف معه، وأن يخرج هذا المؤتمر بمخرجات وتوصيات يكون لها الأثر الطيب في تعزيز وتحقيق الاستدامة البيئية والاقتصادية والاجتماعية في دولة قطر.
من جهته، قال الأستاذ الدكتور أحمد مجاهد عمر حسنه رئيس جامعة حمد بن خليفة: إن التحديات البيئية التي يواجهها العالم اليوم تتجاوز جميع الحدود السياسية لأن ما يحدث أصبح يؤثر على الجميع ولا تستطيع أي دولة أو مؤسسة معالجته بمفردها، مشددا على أهمية تضافر جميع الجهود من العلماء وواضعي السياسات والقطاعين الخاص والحكومي من أجل وضع خطط مبنية على دراسات بحثية ذات طابع علمي من أجل محاولة إنقاذ العالم، وبشكل أساسي المنطقة ذات المناخ الصحراوي، وذلك لأن تحدياتها متعددة الأوجه تتعلق بالماء والأمن الغذائي والوضع الاقتصادي وغيرها، معربا عن ثقته في أن النقاشات والتوصيات التي ستنتج عن هذا المؤتمر سيكون لها أثر كبير في وضع تصورات يمكن أن تستفيد منها دولة قطر والمنطقة والعالم في جهودهم للتعامل مع قضية التغير المناخي.
من جانبه، أعرب سعادة المهندس عيسى بن هلال الكواري، رئيس المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء /كهرماء/، عن سعادته بالمشاركة في النسخة الثالثة من المؤتمر الدولي لعلاقة الترابط المستدامة بين الطاقة والمياه والبيئة في المناخ الصحراوي 2023 المهم، الذي يتناول مواضيع حيوية تتعلق بأمن المياه والطاقة المتجددة والتغير المناخي والاستدامة، وترابط هذه العناصر معا في ظل المستجدات والتحديات التي تواجه تلك القطاعات، مؤكدا أن استدامة الموارد وتحقيق التنمية الاجتماعية والبشرية وتحقيق مستوى رفاهية للعيش هو حلم الشعوب والأمم منذ الأزل.
وأضاف أن معظم الدول عملت وبشكل منفصل على تحقيق هذه التنمية والرفاهية، ولكن دون النظر إلى الآثار التي تترتب على استنزاف الموارد وتؤثر سلبا على البيئة، لافتا إلى أنه مع الزيادة المضطردة في عدد سكان الأرض والتطور الصناعي والتكنولوجي السريع، بدأت آثار استنزاف الموارد وتأثيرها السلبي على البيئة يظهر جليا، فهناك نحو ملياري شخص بلا قدرة على الحصول على مياه شرب نظيفة، وهناك أكثر من 675 مليون شخص يعيشون بلا كهرباء، ومن ثم تم إدراك ضرورة التوازن في استخدام الموارد الطبيعية والاستخدام العادل والعقلاني لها من أجل الحصول على الاستدامة سواء في الموارد أو البيئة.
ونبه سعادة المهندس عيسى بن هلال الكواري إلى أن تحقيق الترابط والتوازن بين الطاقة والمياه والبيئة يحتاج إلى تبني سياسات واستراتيجيات ومبادرات من الحكومات والدول والمنظمات الدولية، وأن تكون في صلب القرارات التي تتخذها، منوها إلى أنه ضمن هذا السياق عملت دولة قطر على تضمين التوازن والاستخدام الأمثل للموارد والاستدامة في رؤية قطر الوطنية 2030، وأن /كهرماء/ أخذت على عاتقها مسؤولية إعداد وتطوير استراتيجيات التخطيط وخطط العمل في قطاعي المياه والطاقة الكهربائية نحو مستقبل أكثر استدامة وكفاءة وأمنا في هذه المجالات الحيوية.
وتابع أن إحدى المبادرات الرئيسية تتمثل في إعداد سياسة الأمن المائي واستراتيجية المياه بالتعاون مع لجنة الموارد المائية، لا سيما مع وتيرة واتساع التطور المصاحب للنمو السكاني، مما شكل ضغطا على الموارد المائية، ويعد الأمن المائي ذا أهمية قصوى باعتباره ضرورة مطلقة لصحة الأمم وحياتها، وكذلك باعتباره الدافع الأول للنمو والتطور.
وشدد سعادة الرئيس التنفيذي لـ /كهرماء/ على أن إمدادات المياه الآمنة والموثوقة أمر ضروري وحاسم للتطور الاقتصادي، منوها إلى أن الاستراتيجية تدور حول الاستغلال الأمثل لجميع الموارد المائية، وتحقيق التوازن البيئي والاستخدام الأمثل للطاقة في إنتاج ومعالجة المياه، كما تم تحديد العديد من المبادرات ووضع مؤشرات أداء، وإنشاء مكتب لمتابعة تنفيذ هذه الاستراتيجية.
وقال سعادته إنه بالتوازي مع استراتيجية الدولة للمياه، وضعنا استراتيجية الطاقة المتجددة وهي في مراحل الاعتماد الأخيرة، التي تركز على تحقيق مزيج متنوع من الطاقة مع تنظيم دمج مصادر الطاقة المتجددة في الشبكة، وتوفير محطات الإنتاج الخاصة بها، وباعتماد هذه الاستراتيجية سوف تكون الطاقة المتجددة مصدرا رئيسيا للطاقة، وستتيح وتحقق المرونة للتوسع في استخدام الطاقات المتجددة، وتمكن المشتركين من تبادل وبيع الطاقة على الشبكات الرئيسية”.
وأوضح المهندس عيسى هلال الكواري أن من أبرز التحديات التي تواجه انتقال الطاقة والتنمية المستدامة هو ضرورة توفير البنية التحتية اللازمة، ويستوجب هذا تحقيق عناصر الاقتصاد الدائري، بما يخدم الترابط بين المياه والطاقة والبيئة لتحقيق التقدم والازدهار المنشودين، مشيرا إلى أن /كهرماء/ تأخذ بعين الاعتبار في كافة مشاريعها الأبعاد البيئية والخاصة بتحقيق الاستدامة من استخدام مواد صديقة للبيئة، وتتبع أذكى وأدق المواصفات العالمية المناسبة لمناخ دولة قطر.
ولفت سعادته إلى أن مفتاح النجاح هو العمل الجماعي على مشاريع تحقق الاستدامة، وتسهم في دعم الأمن المائي والطاقة من جهة والحفاظ على البيئة من جهة أخرى، وكذلك مواجهة التحديات المجتمعية والاقتصادية الماثلة، ودعم جهود توطين صناعة تكنولوجيا الطاقة المتجددة وآليات تحلية المياه المبتكرة.
بدوره، نوه الدكتور خالد محمود، الرئيس المشارك للمؤتمر ومدير برنامج البحوث في معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة، إلى أن العالم يشهد تغيرات عميقة وتحولات غير مسبوقة في المناخات المحلية والإقليمية والدولية، نتيجة الاحتباس الحراري، ويفاقم هذه الحالة الانفجار السكاني العالمي وزيادة استهلاك الموارد، فضلا عن ارتفاع مستويات سطح البحر ودرجات الحرارة، وما نشهده من موجات الجفاف والتصحر وشح المياه، وكلها أمثلة من أشكال التهديدات البيئية التي تؤثر بشكل عميق على جميع مناحي الحياة.
وتابع أن المؤتمر الدولي لعلاقة الترابط المستدامة بين الطاقة والمياه والبيئة في المناخ الصحراوي 2023 يعد منصة جوهرية تجمع العلماء وواضعي السياسات من المنطقة والعالم، ليناقشوا التحديات الملحة والتطورات الرائدة في بحوث الطاقة المستدامة والمياه والبيئة، مع التركيز على المناخ الصحراوي.
وقال الرئيس المشارك: إن المؤتمر يغطي مجموعة من الموضوعات التي تعالج التحديات الخطيرة من خلال التركيز على خمسة محاور أساسية هي: تحول الطاقة، وموارد المياه وعملياتها وتطوراتها، والتلوث البيئي والتخفيف من وطأته، وحلول مبتكرة لقطاع الوقود والغاز، والاستدامة والحلول التقنية.
وأشار إلى أن المؤتمر المقام على مدار أربعة أيام، يتضمن جلسات نقاشية دولية وعروضا علمية شفهية ومطبوعة ومساحات عرض وجلسات نقاشية متعددة التخصصات، بمشاركة أكثر من 400 شخصية مؤثرة محليا ودوليا تهدف جميعها إلى إيجاد حلول مستقبلية مستدامة للتحديات الآنية.
مساحة إعلانية