محليات
2
الدوحة – موقع الشرق
أكد سعادة الدكتور إبراهيم بن صالح النعيمي وكيل وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، أن دولة قطر وضعت تطبيق مفهوم التعليم الأخضر أولوية لها ضمن جهودها الدؤوبة لتحقيق التنمية المستدامة ودعم الجهود الوطنية تجاه البيئة، وذلك عبر حزمة من السياسات والبرامج والأنشطة والفعاليات الهادفة.
وأوضح سعادته، في كلمة ألقاها في مؤتمر التعليم الأخضر والتنمية المستدامة الذي عقد على هامش أعمال مؤتمر /كوب 28/، المنعقد حاليا في دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة حتى 12 ديسمبر الجاري، أن من بين تلك السياسات والبرامج والأنشطة، تكامل المناهج الدراسية في تناول مفاهيم التعليم البيئي، وتشجيع الأبحاث المرتبطة بالتحديات البيئية والاستدامة، ودعم التحول الرقمي لحماية البيئة من خلال تقليل استهلاك الموارد الورقية، وتعزيز التحول الرقمي في المدارس والجامعات وغيرها من الجهود، مستعرضا جهود الوزارة لتعزيز التعليم الأخضر وتنمية الوعي بقضايا الاستدامة والبيئة من خلال التكامل بين المناهج الدراسية في تناول مفاهيم التعليم البيئي تحت شعار “نحو جيل ملم بقضايا البيئة”، والتركيز على قضايا التقدير البيئي والمحافظة على التوازن البيئي وحماية البيئة من التلوث، وترشيد الموارد البيئية واستثمارها وتعزيز النظافة والصحة العامة، وتعزيز التعليم الأخضر، وتنمية الوعي بقضايا الاستدامة والبيئة، وغير ذلك من الفعاليات الهادفة ذات الصلة في مختلف المستويات الدراسية بما يتوافق مع خصائص كل مرحلة عمرية للطلبة.
واستعرض أيضا التحديات التي تواجه العالم المتمثلة في تغير المناخ، وفقدان التنوع البيولوجي، والتلوث والأمراض الوبائية وغيرها من التحديات التي ظهر بعضها في السابق وبعضها نشأ وتفاقم في عصرنا الحالي، مشددا على أن هذه التحديات تشكل تهديدا متناميا في المستقبل ينبغي التصدي لها بشكل فعال ومستدام من خلال العمل بنهج شمولي وتكاملي.
ونوه إلى أن التحول نحو مستقبل أكثر استدامة يعتمد بشكل كبير على تنمية أذهان الأجيال الناشئة بفهم قائم على الانتماء والاحترام والمسؤولية للحفاظ على البيئة وتنميتها بشكل فاعل.
كما شارك سعادة الدكتور إبراهيم بن صالح النعيمي في حلقة نقاشية حول دور الاقتصاد المعرفي في تعزيز التنويع الاقتصادي لدولة قطر، عقدت كحدث جانبي ضمن جناح دولة قطر المشارك في مؤتمر الأمم المتحدة الثامن والعشرين لتغير المناخ، وطرحت العديد من التساؤلات حول أهمية المهارات الخضراء، وكيفية دمجها في المناهج التعليمية بهدف تأهيل الطلاب للمساهمة الفعالة في العمل المناخي، وانتقال دولة قطر لاقتصاد أخضر.
وأكد الدكتور النعيمي أهمية تكامل المهارات الخضراء ودمجها في المناهج التعليمية لتنشئة جيل من الطلاب يكون جاهزا للمساهمة في التنمية المستدامة، مبينا أهمية تحديد المهارات الخضراء ذات الأولوية التي يجب دمجها في مختلف التخصصات الأكاديمية، وفهم المهارات الخضراء المطلوبة حاليا وفي المستقبل، مستشهدا في هذا السياق بنموذج الاتحاد الأوروبي وعدة دول أخرى في تحديد المهارات الخضراء ذات الطلب العالي لتكوين رؤية عن اقتصاد المستقبل، حيث قال “إن هذا النهج الاستباقي يسهم في إعادة تشكيل المناهج التعليمية لتواكب الاحتياجات المتطورة مع مرور الوقت”.
كما تحدث سعادة الوكيل عن متطلبات تضمين المهارات الخضراء في المناهج التعليمية من خلال دورات مستهدفة، وبرامج متعددة التخصصات بصورة تتسم بالشمول، لافتا إلى أن التغير المناخي يتسم بالتعددية التخصصية، ولا ينبغي التركيز فقط على العلوم الطبيعية، بل على العلوم الاجتماعية، والمالية، والهندسية، والهندسة المعمارية، والفنون الليبرالية على حد سواء.
وحول أهمية تعزيز التعاون بين المؤسسات التعليمية والصناعات والحكومة بطرق تخصص المناهج لتلبية احتياجات سوق العمل الأخضر المتطور، وتزويد الخريجين بالمهارات التي تتناسب مع متطلبات اقتصاد أخضر مستند إلى المعرفة، أكد سعادته أهمية العمل المشترك بين المؤسسات التعليمية والشركات والحكومة، وضرورة تحديد الشركات المهارات الخضراء التي تحتاجها في المستقبل، قائلا “إن على الحكومات تحديد المهارات الخضراء الضرورية للأهداف المناخية في الخطط التنموية وتلك المطلوبة للأهداف المستقبلية بعد عام 2030”.
وأضاف “عندما نفهم نوع المهارات التي نحتاجها لتحقيق أهدافنا المناخية الحالية والمستقبلية، يمكن لوزارة البيئة والتغير المناخي ووزارة التربية والتعليم والتعليم العالي العمل معا لضمان تعليم المؤسسات التعليمية ما يلزم للحاضر والغد، وبالتالي جعل النظام التعليمي قادرا على تحقيق طلاب مزودين بالمهارات الخضراء الصحيحة للمساعدة في الحفاظ على البيئة ومواجهة التحديات المستقبلية”.
كما أبرز سعادته أيضا أهمية المواءمة بين العدالة البيئية والتعليم لتتمكن برامج التعليم من معالجة الاختلافات وضمان توفير عادل للمهارات الخضراء، خاصة فيما يتعلق بالمجتمعات الضعيفة والمهمشة ومجموعات الفاعلين ذوي الأصوات الضعيفة، مشددا على ضرورة تعزيز العدالة البيئية من خلال سياسات شاملة ومبادرات تشمل مجموعات متنوعة من الفاعلين في تطوير وتنفيذ برامج المهارات الخضراء.
ولضمان تحقيق ذلك، اعتبر سعاد الدكتور النعيمي أنه يمكن للبرامج التعليمية توفير منح دراسية مخصصة للطلاب المتفوقين في المجتمعات التي تواجه تحديات اقتصادية، على أن تركز هذه المنح الدراسية، التي تغطي كل من البرامج الأكاديمية والمهنية، على البرامج التي ستزود الأفراد بالمهارات الخضراء التي ستكون مطلوبة بشكل أكبر في مستقبل أكثر صحة واستدامة.
وشارك في الحلقة النقاشية، إلى جانب وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، ممثلون عن وزارة البيئة والتغير المناخي، وجامعة قطر، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة /اليونسكو/، ومؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، ومؤسسة التعليم فوق الجميع.
مساحة إعلانية