عربي ودولي
12
واشنطن – قنا
بعد اختتام زيارتها إلى الصين والتي التقت خلالها مسؤولين رفيعين في الدولة التي تملك اقتصادا ينافس الاقتصاد الأمريكي، تعتزم جانيت يلين وزيرة الخزانة الأمريكية زيارة بلدين اثنين مجاورين الصين، وذلك بعد أسبوع من طمأنتها للمسؤولين في بكين بأن الولايات المتحدة لن تقطع العلاقات التجارية والاستثمارية معها، وفق ما ذكرت صحيفة /وول ستريت جورنال/ الأمريكية .
وذكرت الصحيفة أن الوزيرة الأمريكية ستحضر في الهند تجمعا للمسؤولين الاقتصاديين العالميين في الفترة من 16 إلى 18 يوليو الجاري، كما ستزور فيتنام يومي 20 و21 يوليو، وهما بلدان يبدو أنهما من المستفيدين الرئيسيين من التوترات بين أكبر اقتصادين في العالم، حيث أن الشركات تستثمر وتنتج بصورة متزايدة هناك بتشجيع من وزيرة الخزانة ومن المسؤولين الأمريكيين الآخرين.. مشيرة إلى أن الزيارتان تأتيان في إطار محاولات واشنطن لكسب ود جيران الصين بشكل أكبر.
وقالت الصحيفة إنه بينما اعتبرت جانيت يلين هذه التحولات جزءًا من جهود لإنشاء سلاسل إمداد أكثر تنوعًا وحماية الأمن القومي الأمريكي، ينظر المسؤولون في الصين إلى تحركات واشنطن على أنها محاولة لكبح نمو اقتصادهم وتطوره. واتفق المسؤولون الأمريكيون والصينيون على مواصلة الحديث بعد رحلة يلين، وهي علامة إيجابية بعد تدهور العلاقات بشأن تايوان والتكنولوجيا والحرب في أوكرانيا وأزمة المنطاد.
وأشارت الصحيفة إلى أن محاولات الولايات المتحدة النأي بنفسها عن الصين تنطوي على مخاطر كبيرة للاقتصاد العالمي، ويشعر المسؤولون الغربيون بالقلق من أنهم يعتمدون بشكل كبير على الصين في مجموعة من الصادرات المهمة، لكنهم يخشون من أن انهيار العلاقات مع بكين قد ينذر بكارثة اقتصادية.
وقال مسؤول كبير في وزارة الخزانة الأمريكية إن دعوات يلين لتنويع سلسلة التوريد لا تستهدف الصين حصرا، وإن الوزيرة ستواصل توضيح أن الولايات المتحدة لا تحاول تعطيل الاقتصاد العالمي أو إجبار الدول على الانحياز بين واشنطن وبكين.
ونمت العلاقات الاقتصادية بين الولايات المتحدة والهند وفيتنام في السنوات الأخيرة، حيث تتطلع الشركات الأمريكية مثل شركة /آبل/ إلى هذه الدول لتكون مراكز تصنيع بديلة للصين.
ووصل حجم التبادل التجاري بين الولايات المتحدة وفيتنام إلى ما يقرب من 140 مليار دولار في عام 2022، بعد أن كان 60 مليار دولار في عام 2018، بينما زادت التجارة بين الولايات المتحدة والهند إلى 130 مليار دولار، بعد أن كانت 87 مليار دولار، خلال نفس الفترة (2018 – 2022).
وسجلت التجارة بين الولايات المتحدة والصين رقماً قياسياً بلغ 690 مليار دولار العام الماضي، لكن حصة الصين من واردات الولايات المتحدة آخذة في الانخفاض.
وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة توددت بقوة إلى الهند، كونها قوة موازنة للصين في المنطقة. واستقبل الرئيس الأمريكي جو بايدن مؤخرًا ناريندرا مودي رئيس الوزراء الهندي في زيارة رسمية. وستكون زيارة يلين للهند، هي الثالثة لها منذ نوفمبر الماضي.
ويريد المسؤولون في جنوب شرق آسيا من الولايات المتحدة أن تفعل المزيد لتشجيع التجارة والاستثمار في بلدانه، إلا أن سري مولياني إندراواتي وزيرة المالية الإندونيسية قالت: “لا نريد أن نجبر على الاختيار”، في إشارة الى التحيز لجهة فيما يبدو، وذلك في مقابلة أجريت معها مؤخرًا. وفي الوقت نفسه، تحتفظ الهند وفيتنام ودول أخرى بعلاقات اقتصادية عميقة مع الصين أيضًا، ولا تريد الإخلال بها من خلال الانحياز بقوة إلى الولايات المتحدة.
وستجتمع يلين أيضًا في الهند مع مسؤولين أوروبيين وعالميين آخرين، والذين من المحتمل أن يسعوا للحصول على معلومات حول رحلتها إلى الصين، بحسب الصحيفة.
وكان صندوق النقد الدولي قد حذر من أن التنافس بين الولايات المتحدة والصين قد يقسم الاقتصاد العالمي إلى أجزاء، مما يؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي.
وكانت الولايات المتحدة قد صنفت فيتنام بلدا متلاعبا بالعملة خلال إدارة ترامب، بحجة أنها أضعفت عملتها للحصول على ميزة تجارية غير عادلة وهددتها بفرض رسوم جمركية جديدة.
إلا أن إدارة بايدن لم تعاقب فيتنام، التي تعهدت بالتوقف عن إضعاف عملتها /الدونغ/. واستخدمت إدارة بايدن أيضًا سلطات الطوارئ لدرء الرسوم الجمركية على واردات الطاقة الشمسية من فيتنام وثلاث دول أخرى في جنوب شرق آسيا متهمة بتغيير مسار البضائع الصينية الخاضعة للرسوم الجمركية.
مساحة إعلانية