رياضة محلية
10
يونس علي في طريق المجد مع العربي
عبد الناصر البار
يعيش النادي العربي هذا الموسم أفضل مواسمه الكروية، وهو الذي تألق بشكل لافت منذ ضربة بداية الدوري وإلى غاية الأمتار الأخيرة منه، وحقق فريق القلعة العرباوية نتائج مميزة للغاية بتواجد الفريق في وصافة الترتيب العام للدوري برصيد 43 نقطة وبفارق نقطتين فقط عن المتصدر نادي الدحيل ليشتد صراع الدوري بينهما بقوة قبل ختام الدوري بثلاث جولات، ويملك كل فريق حظوظا وافرة في التتويج باللقب ويتوقف ذلك على نتائج مباريات الجولة 20 و21 و22، ليتم تحديد بطل الدوري، كما يسعى العرباوية لإنهاء الموسم على الاقل بلقب واحد خاصة وان الفريق سيخوض الدور نصف النهائي من بطولة كأس سمو الأمير الأسبوع المقبل ضد نادي السيلية، وتبدو حظوظ العربي وافرة في تحقيق ذلك.. ولو نبحث عن سر التألق العرباوي هذا الموسم نجد أن هناك أكثر من عامل جعل الفريق يظهر بهذا الشكل بداية من العمل الإداري والفني الجبار، وسنحاول خلال هذا التقرير تسليط الضوء على المدرب الوطني يونس علي الذي يقوم بمجهودات كبيرة مع الفريق وهو سر التفوق والنجاح الذي يعيشه العربي.
التألق مع المرخية
بدأ يونس علي مسيرة التألق مع المجال التدريبي عندما قاد نادي المرخية قبل ثلاث سنوات من الآن في دوري الدرجة الثانية، وتمكن من الوصول بالفريق للدور نصف النهائي من بطولة كأس سمو الأمير في عام 2020، قبل ان يخسر لقاء الدور نصف النهائي أمام العربي وقتها، بعدما أطاح بالعديد من الفرق الكبرى مثل الريان والغرافة في الدور الـ16 وربع النهائي، ليتولى بعدها المدرب الشاب قيادة فريق نادي قطر والذي قدم معه هو الآخر موسما استثنائي، وأشرف على الفريق وهو يحتل المركز قبل الأخير قبل ان يعود بقوة مع القطراوية وينافس على المربع الذهبي الذي ضاع في الجولات الأخيرة لينتقل بعدها لفريق العربي.
تحقيق المركز الرابع
في أول موسم له مع العربي وضع المدرب الوطني الشاب بصمته مع الفريق، وأعاد العربي للواجهة ونافس بقوة على المربع الذهبي بالرغم من ان الفريق لم يكن في كامل قوته وعانى من الإصابات وغياب بعض المحترفين إلا ان يونس علي عرف كيف يقود الفريق ويلعب على إمكانيات لاعبيه، خاصة وان اللاعبين المحترفين وقتها لم يكونوا كلهم في المستوى المطلوب، وبفضل حنكته ومعرفته الكبيرة للدوري استطاع ان يحقق المستحيل وهو احتلال العربي للمركز الرابع الموسم الماضي وكان بمثابة أول الغيث تحت قيادة المدرب الوطني الذي حقق ما استعصى على سابقيه منذ سنوات عجاف.
تجديد الثقة فيه
اتخذت إدارة العربي خطوة مهمة وإيجابية وكانت ذكية للغاية بتجديد الثقة في المدرب والإبقاء عليه بعد قضاء أول موسم في بيت العربي، وفكرت إدارة النادي أولا في الاستقرار الفني الذي دائما ما تكون نتائجه مثمرة وكذلك لثقتها الكبيرة في عمل المدرب وحب اللاعبين له، وكذلك للخبرة التي اكتسبها في دورينا من خلال معرفته لخفايا دورينا، كما كان بقاء المدرب مطلبا جماهيريا بعدما حقق المركز الرابع ليرتفع سقف الطموحات لدى الجماهير والمدرب الذي أصبح يطمح للأفضل حتى أنه أصبح ينافس أكبر المدربين الأجانب بدورينا والذين يفوقونه خبرة وحنكة.
لقب الدوري والكأس
قبل سنوات من الآن لم تكن جماهير العربي تحلم بما وصل له العربي تحت قيادة المدرب يونس علي، بوجود الفريق في الدور نصف النهائي من بطولة كأس سمو الأمير والمنافسة بقوة على لقب الدوري قبل 3 جولات من ختام الدوري، الذي تعودنا فيه ان المنافسة منحصرة فقط بين السد والدحيل لتتغير المعطيات ويصبح العربي هو المنافس المباشر لفريق الدحيل على لقب الدوري هذا الموسم، ولعل كل هذا يعود بالدرجة الأولى للعمل الكبير للجهاز الفني الذي يقوم على كل كبيرة وصغيرة وكذلك لأسلوب اللعب الذي ينتهجه مع الفريق والذي عاد بالعربي للواجهة وجعله فريقا قويا ومنافسا على جميع الألقاب الممكنة.
القراءة الجيدة للمنافس
تألق مدرب العربي هذا الموسم كثيرا في المواجهات الحاسمة والكبيرة وكان المعادلة الصعبة خلال الأشواط الثانية من المباريات، ولعل الميزة التي جعلت يونس علي يتفوق على خصومه هو القراءة الجيدة للمنافس خلال الأشواط الثانية التي تعتبر شوط المدربين والتي تكون اللمسة فيها واضحة، ومعظم انتصارات العربي حسمت في الشوط الثاني كان آخرها الفوز على الأهلي بنتيجة (4-2) بعدما كان الفريق متأخرا في النتيجة بهدفين لصفر، كما حقق يونس علي جائزة أفضل مدرب خلال الشهر والتي تمنحها مؤسسة دوري نجوم QNB عدة مرات ما يؤكد قوة وحنكة المدرب التكتيكية.
14 فوزاً بالدوري
حقق يونس علي مدرب العربي نتائج أكثر من مميزة هذا الموسم حيث فاز الفريق تحت قيادته في 14 مباراة من أصل 19 مواجهة أقيمت وسجل العربي 4 هزائم فقط منها مواجهتان أمام الدحيل ومباراة ضد القطراوي واخرى أمام السد، كما تعادل الفريق مرة واحدة في مواجهته ضد فريق أم صلال، وسجل هجوم الفريق 37 هدفا ويعتبر من بين أفضل خطوط الهجوم بدورينا هذا الموسم، كما تلقت شباك العربي 20 هدفا، وهي أرقام وإحصائيات مميزة للفريق الذي عاد للواجهة ويلعب بقوة وينافس على لقبي الدوري وبطولة كأس سمو الأمير.
نموذج للمدرب الناجح
لسنا هنا لتلميع صورة المدرب يونس علي ولا الدفاع عنه، وإنما لإنصاف المدرب الشاب الوطني الذي أعطى صورة جميلة عن التدريب والمدربين الوطنيين ورد الاعتبار لهم، وأكد أن المدرب الوطني هو الآخر قادر على الإبداع والمواجهة والـتألق إذا ما توافرت سبل النجاح وأولها منح الثقة وإعطاؤه الصلاحيات الكاملة وبعدها تأتي النتائج في الواقع وفوق أرضية الميدان.. ومن أسرار تفوق يونس علي هو علاقته المميزة مع اللاعبين وتكوين مجموعة شابة من اللاعبين ومنح الفرصة للجميع، وهو ما جعله قادرا على مواجهة أندية وفرق مدججة بالنجوم والأكيد أن الرهان القادم للمدرب هو إعادة العربي لمنصات التتويج وخوض منافسات دوري أبطال آسيا مع العربي.
مساحة إعلانية