محليات
228
هديل صابر
كشف الدكتور هادي أبو رشيد – المستشار العلمي رئيس قسم التوعية بالسرطان والتطوير بالجمعية القطرية للسرطان-، النقاب عن تشخيص ما بين 70-100 حالة إصابة بسرطان الأطفال في قطر سنويا، ويعد سرطان الدم (اللوكيميا) وسرطان الدماغ والأورام اللمفاوية والأورام الصلبة كأورام الأرومة العصبية وأورام ويلمز أكثر أنواع السرطانات شيوعا بين الأطفال.
وأسف الدكتور أبو رشيد في تصريحات لـ»الشرق» على أن السرطان مصنف كأحد أسباب الوفاة بين الأطفال والمراهقين، إذ يعتمد احتمال بقاء الأطفال المشخصة حالتهم بالسرطان على قيد الحياة على البلد الذي يقطنون فيه، فعلى سبيل المثال لا الحصر، الدول المرتفعة الدخل يشفى أكثر من 80٪ من الأطفال المصابين بالسرطان، في مقابل شفاء أقل من 30% من الأطفال المصابين بالسرطان في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل، إذ إن عالميا يصاب بالسرطان كل عام نحو 400000 طفل ومراهق تتراوح أعمارهم بين 0 سنة و19 سنة، أما على مستوى دولة قطر فيتم تشخيص ما بين 70 إلى 100 حالة إصابة بسرطان الأطفال في قطر سنويًا، إ ذ لا يمكن الوقاية من سرطان الأطفال أو تحديده بواسطة الفحص.
أسباب مجهولة
وحول أسباب إصابة الأطفال بالسرطان، أكد الدكتور أبورشيد أن السرطان يصيب جميع الفئات وبكافة الأعمار ويمكن أن يؤثر على أي جزء من الجسم، ويبدأ في إحداث تغيير جيني في خلايا فردية تنمو بعد ذلك لتصبح كتلة (أو ورم)، ويغزو أجزاء أخرى من الجسم ويسبب الضرر والوفاة إذا ترك دون علاج، وبخلاف السرطان الذي يصيب البالغين، فإن الغالبية العظمى من أنواع سرطان الأطفال مجهولة الأسباب، وقد سعت العديد من الدراسات إلى تحديد أسباب سرطان الأطفال، ولكن عدداً قليلاً جداً من أنواع سرطان الأطفال ناجم عن العوامل البيئية أو العوامل المتعلقة بنمط الحياة، وينبغي أن تركز الجهود المبذولة في مجال الوقاية من سرطان الأطفال على السلوكيات التي تقي الطفل من الإصابة بالسرطان الذي يمكن الوقاية منه عندما يصبح بالغاً، وتمثل بعض الالتهابات المزمنة، مثل فيروس العوز المناعي البشري وفيروس إيبشتاين-بار والملاريا، عوامل خطر للإصابة بسرطان الأطفال، كما يمكن أن تزيد حالات العدوى الأخرى من خطر إصابة الطفل بالسرطان عندما يصبح بالغاً، لذا، فإن من الضروري أخذ اللقاحات (ضد التهاب الكبد B للمساعدة في الوقاية من الإصابة بسرطان الكبد، وضد فيروس الورم الحليمي البشري للمساعدة في الوقاية من سرطان عنق الرحم) واتباع طرق أخرى مثل الكشف المبكر عن عدوى الحالات المزمنة التي يمكن أن تسبب الإصابة بالسرطان، وعلاج تلك الحالات، إذ تشير البيانات الحالية إلى أن قرابة 10% من جميع الأطفال المصابين بالسرطان لديهم استعداد سابق للإصابة به لأسباب تتعلق بعوامل جينية، ويلزم إجراء المزيد من الأبحاث لتحديد العوامل التي تؤثر على إصابة الأطفال بالسرطان.
التشخيص المبكر
وشدد الدكتور أبو رشيد في حديثه على أهمية التشخيص المبكر، لافتا إلى أنه يرجح أن يستجيب المُصاب به للعلاج الناجع وتزداد بذلك احتمالات بقائه على قيد الحياة وتخفيف معاناته وتخفيف وطأة العلاج في أغلب الأحيان، ويتألف التشخيص المبكر من المكونات الثلاثة التالية: وعي الأسر ومقدمي خدمات الرعاية الأولية بالأعراض؛ تقييم المرض سريرياً وتشخيصه في الوقت المناسب وتحديد مرحلته (الوقوف على مدى انتشاره في الجسم)، إتاحة العلاج فوراً.
بيانات شحيحة
وتابع الدكتور أبو رشيد قائلا «إن التشخيص المبكر مهم في جميع الأوساط لأنه يحسن معدلات البقاء على قيد الحياة فيما يخص العديد من أنواع السرطان، ويرتبط سرطان الأطفال بمجموعة من الأعراض التحذيرية التي يمكن أن تكتشفها الأسر ومقدمو خدمات الرعاية الصحية الأساسية المدربون، ومنها أعراض الحمى، والصداع الحاد والمستمر، وألم العظام، وفقدان الوزن، ولا تعد برامج الفحوصات الاستقصائية السكانية للأطفال مفيدة بشكل عام للكشف عن أنواع سرطان الأطفال، غير أنه يمكن النظر في إجرائه في بعض الحالات المختارة في صفوف الفئات السكانية شديدة التعرض لخطر الإصابة، فعلى سبيل المثال، قد تنجم بعض أنواع سرطان العين عن طفرة وراثية، لذا، إذا حُددت تلك الطفرة لدى أسرة الطفل المصاب بورم أرومة شبكية العين، يمكن إسداء المشورة إلى الأسرة والطفل فيما يتعلق بالعوامل الجينية، والمواظبة على رصد حالة إخوته عن طريق فحص أعينهم دورياً في مرحلة مبكرة من عمرهم، علماً أن الأسباب الجينية لسرطان الأطفال لا تتصل إلا بجزء صغير من الأطفال المصابين بالسرطان، ولا توجد بيانات عالية الجودة تؤيد برامج الفحص السكاني.
جهود الجمعية
وعرج الدكتور أبو رشيد في حديثه على جهود الجمعية القطرية للسرطان في مجال الوقاية من سرطانات الأطفال، والمتمثلة في حملة التوعية بسرطانات الأطفال «فديتكم» للتوعية بسرطانات الأطفال وذلك في إطار سبتمبر وهو شهر التوعية العالمي بهذا النوع من السرطانات ـ وتهدف الحملة إلى تعزيز ثقافة الكشف المبكر عن المرض وأهمية اخذ الاحتياطات والتدابير اللازمة لنجنب الأطفال الإصابة بة، كما أطلقت الجمعية القطرية للسرطان أول فيلم توعوي رسوم متحركة تحت عنوان «فودوبيا» يستهدف الأطفال في الفئة العمرية من 6-12 عاماً بهدف تعزيز أنماط الحياة الصحية لديهم من ممارسة الرياضة واتباع الغذاء الصحي، وذلك في إطار شهر سبتمبر وهو شهر التوعية العالمي بسرطانات الأطفال، إلى جانب برنامج «عيالنا ذهب» إذ تم إطلاق العديد من الفعاليات من الأطفال المتعايشين مع السرطانات، تضمنت الفعاليات مواضيع متنوعة وفقرات تدربيبة وترفيهية (أنا متعافي وسألهمكم بقصتي) لسرد قصتهم ومشاركتها مع باقي الأطفال المتعايشين وذويهم. كما حرصت الجمعية منذ تأسيسها على الزيارات الدورية للأطفال المتعايشين التي تساهم في تخفيف ودعمهم معنويا وذلك في ظل العلاقة الوثيقة بين المرض والحالة النفسية التي تلعب دورا كبيرا في عملية الشفاء بالإضافة الى الحرص على مشاركة الاطفال الفعاليات المجتمعية المختلفة، وبرنامج «نجاحك في صحتك» الذي دشنته الجمعية في عام 2017 بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي ويستهدف طلبة المدارس الحكومية والخاصة، والذي يهدف إلى تعزيز ثقافة نمط الحياة الصحي ورفع مستوى الوعي العام حول السرطان.
تعزيز الوعي
ومن منطلق دور الجمعية القطرية للسرطان في تعزيز الوعي خصصت مساحة على موقعها الإلكتروني للإشارة إلى الأعراض والعلامات المبكرة التي تكشف عن احتمالية الإصابة لدى الأطفال، كنقصان مفاجئ في وزن الطفل بدون سبب واضح، الصداع، والقيء خصوصاً في فترة الصباح الباكر، زيادة ظهور التورم أو وجود ألم مستمر في منطقة العظام، أو المفاصل، أو الظهر، أو الساقين، ظهور كتلة أو تورم خاصة في منطقة البطن أو الرقبة أو تحت الإبط، ظهور كدمات أو نزيف أو طفح جلدي مفرط، التهابات متكررة ومستمرة، تحول بؤبؤ العين إلى اللون الأبيض، غثيان مستمر، أو القيء المتكرر دون غثيان، الشعور بالتعب المستمر وشحوب ملحوظ، تغيرات مفاجئة في حدة النظر، الحمى المتكررة أو المستمرة لأسباب غير معلومة.
نسب الإصابات الحديثة
وبالاستناد إلى سجل قطر الوطني للسرطان تم تسجيل 42 حالة إصابة جديدة بسرطانات الأطفال لمن هم دون سن الخامسة عشرة، 62 % من إجمالي الحالات المسجلة حديثاً كانت من الذكور، مقابل 38% من الإناث. وبلغت نسبة القطريين حوالى 38.1% من اجمالي الأطفال حديثي الإصابة بالسرطان بينما كان 61.9% من غير القطريين، تسجيل 42 حالة إصابة جديدة بسرطانات الأطفال لمن هم دون سن الخامسة عشرة، اللوكيميا أو ابيضاض الدم هي أكثر انواع السرطانات شيوعاً بين الأطفال، حيث بلغت نسبة الأطفال المصابين بها 42.86% من اجمالي الأطفال حديثي الإصابة بالسرطان، احتلت سرطانات الدماغ والجهاز العصبي المركزي المرتبة الثانية، حيث بلغ عدد الأطفال المصابين بها حوالى 11.9% من اجمالي الحالات التي تم تشخيصها حديثاً، اللوكيميا أو ابيضاض الدم هي أعلى سرطانات الأطفال تسبباً في الوفاة في دولة قطر.
مساحة إعلانية