إشادة فلسطينية بدعم قطر لغزة خلال الحصار

عربي ودولي
12
13 مليون دولار لتشغيل محطة الكهرباء
غزة – محمـد الرنتيسي
تتسع مساحات ودوائر التضامن القطري مع الشعب الفلسطيني، الذي يواجه طغيان الاحتلال وعدوانه الدائم والمستمر، والذي يطال الأرض الفلسطينية وما عليها، من خلال الاقتحامات المبرمجة والاعتداءات المتكررة، وممارسة ذات النهج العدمي والسقيم في حصار قطاع غزة.
شيء من هذا القبيل، عايشه الفلسطينيون في قطاع غزة أخيراً، وظهر بتجليات واضحة وصريحة، إذ قدمت دولة قطر تمويلاً بلغ 13 مليون دولار، لتشغيل المولد الرابع في محطة الكهرباء الوحيدة في القطاع، الأمر الذي سيكون له انعكاساته وتداعياته الايجابية على واقع المواطنين، في تحسين ظروف حياتهم، ووقف نزيف الأضرار التي يلحقها استمرار انقطاع الكهرباء.
وبانتظار انتهاء أزمة الكهرباء، أو تخفيف وطأتها، يستقطب شاطئ بحر غزة، سكان القطاع من كل حدب وصوب، بحسبانه متنفسهم الوحيد، فيوفر لهم مكاناً ترفيهياً، ويمنحهم فرص الاستجمام، خصوصاً في ظل موجة الحر الشديدة، واستمرار انقطاع التيار الكهربائي عن المنازل.
ويوفر بحر غزة أفضل مساحة للأهالي لقضاء نهارهم دون انتظار تشغيل المولدات الكهربائية، فيتدفق المواطنون على الشاطئ، الذي بات يشكل كذلك مصدر رزق للعشرات منهم، إذ لجأ شبان يعانون من البطالة وقلة فرص العمل، إلى تدشين مشاريع صغيرة يقيمونها على شاطئ البحر، كالعصائر الطبيعية الباردة، والذرة الصفراء، وبعض المسليات.
ويعاني قطاع غزة حصاراً خانقاً بفعل الاحتلال الإسرائيلي، منذ ما يزيد عن 17 عاماً، وما يزيد الطين بلة في الأجواء الحارة، استمرار انقطاع التيار الكهربائي، وهي أزمة ليست وليدة اليوم كما يقول أهالي غزة، بل إنها تنتظر الحلول منذ سنوات.
ويشتكي الأهالي في مخيمات غزة الذين يعيشيون في أبنية متراصة، من استمرار انقطاع التيار الكهربائي، الذي تزيد مدة انقطاعه عن 16 ساعة في اليوم الواحد، وازدادت أوضاعهم سوءاً مع اشتداد حرارة الصيف القائظ، وعدم القدرة على تشغيل المكيفات.
يقول المواطن ناصر قعدان لـ»الشرق»: «لا نستطيع تشغيل المكيفات أو الهوائيات، نتيجة لانقطاع الكهرباء معظم أوقات النهار، فنهرب إلى البحر، مصطحبين أولادنا ومتاعنا، حتى الثلاجات لا نستطيع تشغليها، ولا أفران الخبز التي تعمل على الكهرباء. البحر أصبح ملاذنا الوحيد في ظل الأجواء الملتهبة».
وأضاف قعدان: «لا نملك إلا أن نتقدم بعظيم التقدير وخالصه للقيادة القطرية والشعب القطري، لتفضلهم مشكورين بدعم مولدات الكهرباء في غزة، وتفاعلهم معنا في معركتنا مع الاحتلال وحصاره، وهذا من شأنه أن يعزز فينا قيم التضامن الأخوي العربي بكل تفاصيله ومكوناته».
وحسب اللجنة الدولية للصليب الأحمر، يقضي نحو 80 في المائة من سكان قطاع غزة أوقاتهم دون كهرباء، فتغرق منازلهم في ظلام دامس ليلاً، ولا يتمكنون من تدبير شؤون حياتهم المعيشية نهاراً، ولا ينفكون من المطالبة بحل هذه المعضلة بشكل جذري، ولكن مع انتظار الحلول يلجؤون إلى البحر باعتباره الملاذ الوحيد الذي ينقلهم من «الأفران» وفق توصيفهم، وفي إشارة إلى المنازل المسقوفة بـ»الزينكو» و»الإسبست» إلى الهواء الطلق.
وتراكم أزمة انقطاع التيار الكهربائي على أهالي غزة، جملة الأزمات التي تعصف بهم منذ أكثر من 17 عاماً جراء استمرار الحصار، فضلاً عن جمود العملية السياسية.
وخلال الأيام الأخيرة، أعلن عن تشغيل المولد الرابع في محطة توليد الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة، بتمويل قطري بلغ 13 مليون دولار، ولكن وفقاً لرئيس سلطة الطاقة والموارد الطبيعية في قطاع غزة جلال إسماعيل، فإن إجراءات تحميل الكميات الإضافية التي سيوفرها المولد الرابع، ستحتاج لبعض الوقت، وحتى يتم ضخها على شبكات توزيع الكهرباء، سيظل بحر غزة الملاذ الوحيد، للهروب من الحر.
ووجه أهالي غزة الشكر الوافر لدولة قطر أميراً وحكومة وشعباً، على كرمهم، وتجاوبهم الدائم مع فلسطين وشعبها وقضيتها، مؤكدين أن هذا الدعم من المواقف المعتادة لدولة قطر، التي تحمل على كاهلها دعم الأهل في فلسطين، فضلا عن أن القضية الفلسطينية تحظى على الدوام، بتعاطف واسع وعريض عند الشعب القطري.
وتاريخياً، لعبت قطر دوراً محورياً في دعم الشعب الفلسطيني وقضيته، كما نفذت عدة مشاريع تنموية في القدس وغزة والضفة الغربية، لتمكين الفلسطينيين من مواصلة الصمود على أرضهم، وهذه من وجهة نظر الفلسطينيين مواقف أصيلة، مستمدة من تاريخ ونهج القيادة القطرية، في الدفاع عن فلسطين وعروبتها وإسلاميتها.
مساحة إعلانية