محليات
8
طوكيو- قنا
أعلنت وكالة الفضاء اليابانية /جاسكا/ عن وجود احتمال كبير لنجاح المسبار الفضائي الياباني “سليم” SLIM في محاولته النزول على سطح القمر خلال ليل الجمعة – السبت، بدقة غير مسبوقة، مشيرة إلى أنها بصدد التحقق من وضع المركبة.
وقال شين توريومي المسؤول في وكالة /جاكسا/، في تصريحات، إنه استنادا إلى بيانات القياس عن بعد، “يبدو أن المسبار “سليم” قد هبط على القمر، وجاري التحقق من حالته، مشيرا إلى أن عملية هبوطه بدأت قبل حوالى عشرين دقيقة من الموعد المتوقع، بسرعة تناهز 1700 متر في الثانية.
وأوضح أنه لم يكن يتعين على هذه المركبة الفضائية الصغيرة غير المأهولة (البالغ طولها 2.4 متر وعرضها 1.7 متر وارتفاعها 2.7 متر) أن تهبط فحسب، بل يجب أيضا أن تهبط ضمن دائرة نصف قطرها 100 متر من هدفها، وهو نصف قطر ينطوي على درجة عالية من الدقة، ومن هنا جاء لقبها “قناص القمر”.
من جهتها، أوضحت إميلي برونسدن مديرة مركز “أستروكامبوس” في جامعة /يورك/، أن الهبوط على سطح القمر بدقة يشكل “تحديا كبيرا” لـ “سليم”، لافتة إلى أن تحقيق هذا الإنجاز “بالغ الصعوبة من الناحية التكنولوجية”، ومنبهة إلى أن “أدنى خطأ يمكن أن يؤدي إلى فشل المهمة إذ عادة ما تتوافر فرصة واحدة فحسب”.
وأكدت أنه على مركبة “سليم” الهبوط في حفرة صغيرة يقل قطرها عن 300 متر تسمى “شيولي”، حيث يمكنها إجراء تحليلات للصخور التي يعتقد أنها تأتي من الوشاح القمري، وهو البنية الداخلية للقمر، غير أنه لا تتوافر بعد معطيات كثيرة عن هذا الوشاح القمري.
إلى ذلك، قال توموكاتسو موروتا الأستاذ المحاضر في جامعة طوكيو المتخصص في استكشاف الفضاء، إن هذه الصخور “مهمة للأبحاث المتعلقة بنشوء القمر والأرض”، مشددا على أن نجاح مهمة “سليم” يتيح لليابان “إبراز حضورها” في مجال الفضاء، إلا أن المحاولتين اليابانيتين الأوليين في هذا المجال انتهتا بالفشل.
ونوه إلى أنه غالبا ما تهبط المركبات القمرية على بعد كيلومترات عدة من هدفها، ما قد يعقد مهامها الاستكشافية، فضلا على أن الهبوط على سطح القمر ينطوي على صعوبة أكبر من الهبوط على الكويكبات (الذي سبق أن حققته وكالات دول عدة، من بينها “جاكسا”)، نظرا إلى أن الجاذبية أقوى على القمر مما هي على الأجرام السماوية الصغيرة.
يذكر أنه في عام 2022، سعت /جاسكا/ الى إنزال مركبة “أوموتيناشي” (الضيافة” باليابانية) على متن مهمة “أرتيميس 1” التابعة لوكالة الفضاء الأمريكية /ناسا/، لكن الاتصال فقد مع المركبة بسبب خلل في بطارياتها بعد قذفها إلى الفضاء، قبل أن تتحطم في أبريل مركبة شركة “آيسبيس” اليابانية الناشئة على سطح القمر، بعدما فشلت في مرحلة الهبوط السلس.
وتجدر الإشارة إلى أن اسم المسبار الفضائي الياباني “سليم” مكون من الأحرف الأولى لعبارة بالإنكليزية تعني “مركبة الهبوط الذكية لاستكشاف القمر”، ويدور حول الجرم السماوي الصخري منذ نهاية ديسمبرالماضي.
مساحة إعلانية